العدد 6008
الخميس 27 مارس 2025
“واتساب” في مرمى التجسس: هل لا تزال خصوصيتنا على قيد الحياة؟
الخميس 27 مارس 2025

 في زمن تتحكم فيه الشاشات بحياتنا، أصبح “واتساب” أشبه بمقهى افتراضي نجتمع فيه مع الأصدقاء، ونهمس فيه بأسرارنا، ونمارس حياتنا الرقمية بلا تفكير. لكن، ماذا لو كان هذا المقهى مزودًا بكاميرات خفية تسجل كل كلمة نقولها؟ ماذا لو تحول هذا التطبيق الودود إلى نافذة مفتوحة على حياتنا، تطل منها أعين لا نعرفها؟  
الاختراق الصامت: عندما يصبح رقمك مفتاحًا لسركليس علينا أن نضغط على رابط مشبوه أو أن نفتح ملفًا غامضًا حتى نقع في الفخ. اليوم، يمكن لاختراق “Zero-Click” أن يجعل هاتفك كتابًا مفتوحًا دون أن تحرك إصبعًا! تقرير صادم كشف أن برنامج تجسس إسرائيلي تمكن من التسلل إلى أجهزة الصحفيين والناشطين عبر “واتساب”، دون أي تفاعل من الضحية. مجرد رقم هاتفك قد يكون بطاقة الدخول لعالمك الخاص، حيث يمكن للمتسللين الاستماع لمحادثاتك، وقراءة رسائلك، وحتى تشغيل كاميرتك دون أن تدري!  

هل تحولت خصوصيتنا إلى وهم رقمي؟  
إذا كان اختراق هاتفك ممكنًا بهذه السهولة، فهل نحن مجرد أهداف تنتظر دورها؟ هل أصبحت بياناتنا، التي نضعها بثقة على تطبيقاتنا، مجرد فريسة سهلة في سوق التجسس؟ الإجابة ليست مريحة، لكن هذا لا يعني الاستسلام. فالوعي هو سلاحنا الأول، والحماية تبدأ من خطوات بسيطة لكنها فعالة:  
- حدّث تطبيقاتك باستمرار: كل تحديث أمني هو معركة انتصرنا فيها ضد القراصنة.  
- استخدم المصادقة الثنائية: لا تجعل من هاتفك بابًا مفتوحًا، ضاعف الأقفال!  
- احذر من الروابط والرسائل المريبة: ليس كل رسالة تحمل تحية، بعضها يحمل فخاخًا!  
- اعتمد على تطبيقات حماية موثوقة:  هاتفك يحتاج إلى درع يحميه من الاختراقات الخفية.  

التكنولوجيا: صديق أم عدو؟
نحب التكنولوجيا لأنها تسهّل حياتنا، لكنها في الوقت نفسه قد تكون حصان طروادة الذي يدخل منه المتطفلون إلى مساحتنا الخاصة. “واتساب” وغيره من التطبيقات ليست سوى أدوات، وسلاحها يعتمد على من يمسك به. فهل سنكون ضحايا بلا مقاومة؟ أم سنكون مستخدمين أذكياء، نعرف كيف نوازن بين الراحة والأمان؟  
القرار في أيدينا، والخصوصية ليست رفاهية، بل حق يجب أن نحميه بكل ما أوتينا من وعي وحذر.

صحيفة البلاد

2025 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية