الحوار الإسلامي - الإسلامي، الذي ستستضيفه مملكة البحرين بعد أيام، يعد جزءا من المنظومة المتكاملة للمبادرات النوعية التي يتبناها ملك البلاد المعظم حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، والتي تهدف إلى ترسيخ قيم التسامح والتعايش بين المذاهب الإسلامية المختلفة؛ بهدف تعزيز الوحدة الوطنية وتعميق السلم المجتمعي.
وقد تجلت جهود البحرين عبر استضافتها العديد من الفعاليات والمنتديات، التي تعمل على تقريب وجهات النظر بين علماء الدين والمفكرين الإسلاميين. ومن أبرز هذه الفعاليات “منتدى البحرين للحوار: الشرق والغرب من أجل التعايش الإنساني”، الذي شهد مشاركة شخصيات دينية بارزة من مختلف أنحاء العالم؛ ليشكل منصة للحوار البناء بشأن القيم المشتركة بين الأديان والمذاهب.
كما تواصل مملكة البحرين تنظيم واستضافة لقاءات وندوات تهدف إلى تعزيز ثقافة الحوار، ونشر الوعي بأهمية التعايش الديني، وذلك عن طريق المناهج الدراسية والأنشطة الثقافية، التي تسهم في نشر هذه القيم على مستوى المجتمع.
وتستند هذه الجهود إلى الرؤية الملكية السامية، التي تؤكد أن الوحدة الإسلامية مصدر للقوة.
ومن هذا المنطلق، تسعى البحرين، عبر هذه المبادرات، إلى مواجهة التحديات التي قد تعرقل مسار الحوار، مثل التأثيرات الخارجية التي تسعى لاستغلال الخلافات. كما تواصل البحرين التصدي للتحديات الاقتصادية والاجتماعية، التي قد تسهم في تأجيج النزاعات؛ إيمانا منها بأن مساحة الاتفاق الكبيرة بين مكونات الأمة قادرة على صناعة نموذج إسلامي تعاوني قادر على التعامل مع مقتضيات المرحلة. وبفضل رؤى حضرة صاحب الجلالة ملك البلاد المعظم، أصبحت البحرين نموذجا يحتذى به في المنطقة بمجال الحوار الإسلامي - الإسلامي، حيث تؤكد المملكة باستمرار ضرورة نبذ الخلافات والاتجاه نحو الوحدة الإسلامية، عبر الحوار والتفاهم المشترك. وفي هذا السياق، تسعى البحرين إلى تعزيز التعاون مع الدول الإسلامية؛ لتبادل الخبرات والتجارب الناجحة في مجال التقارب، بما يعزز الاستقرار الإقليمي عموما.
وباستمرار هذه الجهود، تثبت البحرين أن الحوار ليس مجرد شعار، بل هو نهج مستدام لبناء مجتمعات وأوطان أكثر تماسكا وتسامحا، حيث يعيش الجميع في إطار من الاحترام المتبادل والتعاون المشترك؛ من أجل بناء مستقبل أكثر ازدهارا وأمانا.