وصل الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، بعد أن انتهى من كل مراسم التنصيب والتسلم والتسليم، ومن الواضح أن أولى اهتماماته نيله جائزة نوبل كصانع للسلام، أسوة بمن سبقه من رؤساء في أميركا وعلى وجه الخصوص باراك أوباما، وجيمي كارتر. هذا الطموح الترامبي فيه أوجه قوة وأوجه ضعف.
أوجه القوة أنه ساهم من دون أن يدري في إنجاح وقف النار في غزة ولبنان، فمن دون الدفع من قبل رغبة وطموح ترامب ما وافق نتنياهو على التوقيع على اتفاق غزة الذي كان قد رفضه وأحبطه سابقا بعد أن كان قد وافق عليه جو بايدن. والتوجه نفسه انعكس على لبنان الذي استفاد من الجو والحراك الترامبي واستطاع الإفلات من القبضة الإيرانية وانتخاب رئيس جديد للجمهورية هو قائد الجيش السابق جوزيف عون، وتكليف رئيس للحكومة كانت إيران وأذرعها ترفضه رفضا باتا، وهو القاضي الدولي الدكتور نواف سلام.
لا يمكننا تجاهل أن سوريا استفادت من الأجواء الدولية، إذ ظهر ترامب راضيا عما جرى في سوريا، على الرغم من حذره وتشككه ولو بخفة من الدور التركي. السؤال الآن، كيف سيستكمل ترامب طموحه نحو السلام؟ هل سيسمح لإسرائيل بالبقاء في جنوب لبنان مع نهاية مهلة الـ 60 يوما المحددة في اتفاق وقف النار؟ وهل سيسمح لإسرائيل بضم الضفة الغربية وتهجير الفلسطينيين إلى الأردن كما يريد غلاة الصهاينة والأجنحة الإسرائيلية المتطرفة؟
الأكيد أنه سيسعى لتوسيع الاتفاقات الإبراهيمية، ومدها نحو دول عربية جديدة ومنها المملكة العربية السعودية.
في كل الأحوال، شروط المملكة العربية السعودية واضحة، كشرطها للتطبيع، وقد أعلنتها أكثر من مرة، وهي الانطلاق بجدية بحل الدولتين لاسترجاع حقوق الشعب الفلسطيني.
يبقى الأمر بيد ترامب، هل سيسمح لإسرائيل الرافضة لحل الدولتين في إفشال طموحه بتعميم السلام وإنجاحه في الشرق الأوسط؟
الجواب لن يكون بعيدا، ولن يتأخر في الظهور، والمهم أن يدرك ترامب المندفع أن طريقه إلى جائزة نوبل كما أغلب الطرق في الشرق الأوسط.. فهل ينجح في المكان الذي فشل فيه غيره؟
كاتب وأستاذ جامعي من لبنان