تأكيدا لمدى رسوخ وقوة العلاقات بين القيادتين الحكيمتين، وحرصا على تعزيز العلاقات الأخوية الوطيدة التي أرساها الآباء والأجداد، وتوثيقا للروابط الثنائية بين البلدين والارتقاء بها لآفاق أكثر رحابة على المستويات كافة، يصل حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم، حفظه الله ورعاه، اليوم، إلى سلطنة عُمان الشقيقة في زيارة دولة؛ تلبية لدعوة كريمة تلقاها جلالته من أخيه صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق سلطان سلطنة عُمان الشقيقة.
تجسد هذه الزيارة النهج الثابت والمتجدد القائم على استدامة التشاور والتقارب والتواصل بين البلدين على الصعيدين الرسمي والشعبي، واستثمار الرصيد الهائل من العمل المشترك المتجذر والممتد في مزيد من البناء ومزيد من المنجزات، استنادًا لمشتركات راسخة وأسس صلبة تدفع قدمًا بهذه العلاقات التي تضرب بجذورها في أعماق التاريخ وتحافظ عليها كنموذج ملهم ومعطاء للعلاقات الأخوية.
فكما كانت مملكة البحرين محطة مهمة ومتقدمة لزيارة تاريخية لصاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق في أكتوبر 2022م، ومثلت دفعة مهمة للعلاقات بين البلدين، فها هي سلطنة عمان الشقيقة تستقبل جلالة الملك المعظم، بترحيب حار، وإيمان تام بأن هذه الزيارة ستعطي للعلاقات الأخوية والشراكة الوثيقة بين البلدين دفعة كبرى وانطلاقة جديدة وقوية، وسيكون لها تبعات ومردودات إيجابية عظيمة على مسارات التنمية والتقدم في البلدين الشقيقين، لاسيما أن مقومات هذه الانطلاقة موجودة وقائمة، ومن أهمها ما للبلدين من تاريخ حضاري عريق، وما بينهما من قواسم مشتركة ومن أواصر المحبّة والأخوّة، وما تتسم به سياستهما الخارجية من انفتاح إيجابي وتعاون وتواصل مع الأشقاء والأصدقاء والتمسك بالحوار والتفاهم ومد جسور التعاون والعمل الجماعي مع مختلف الدول لتحقيق المصالح المشتركة، والإيمان بأن الحلول السلمية هي السبيل الأضمن لتجاوز مختلف الأزمات والصراعات في ظل دور مهم واستراتيجي للبلدين في الدوائر الخليجية والعربية والإقليمية، وحرص وسعي متواصل لتعزيز العمل العربي المشترك وتعزيز الأمن والاستقرار والتنمية لدول المنطقة وشعوبها.
وتقوم اللجنة الوزارية المشتركة كرابطة مؤسسية بين البلدين، بدور مهم في تحقيق رؤى وطموحات البلدين والشعبين لمزيد من التعاون والإنجاز الثنائي، حيث أسهمت هذه اللجنة في توقيع الكثير من الاتفاقيات في مختلف المجالات، ومثلت دعامة قوية لجهود التنمية المتواصلة في البلدين لتحقيق رؤية “البحرين الاقتصادية 2030”، وتحقيق رؤية “عمان 2040”.
إن زيارة جلالة الملك المعظم لسلطنة عمان تحمل مزيدا من الخير، وستثمر بكل تأكيد مزيدا من الاتفاقيات، وستضيف لبنات جديدة لبناء راسخ وشامخ من العلاقات الأخوية المتميزة بين البلدين والشعبين الشقيقين.