العدد 5936
الثلاثاء 14 يناير 2025
الحوار الأسري
الثلاثاء 14 يناير 2025

يبدو أن مفهوم الحوار الأسري سيعود من جديد إلى ساحة تنمية العلاقات العائلية وتعزيز التواصل بين أفراد الأسرة، والسبب أننا لا نُجيد التوازن بين مُتطلبات وأُسس نجاح العلاقات، بينما نُبدع في التركيز على بعض الأولويات التي تُشكّل محور اهتمام الساعة وحديثها، وتأتي المُقارنة عندما تظهر التحديات بين ما كان وما صار بعد تغيّر الاهتمام وزيادة التوجّه ناحية شيء مُختلف، وهو غالبًا ما جاء إلا نتيجة لذاك وذاك.
هذا التصوّر استفزّني بعض الشيء، خصوصا بعد مُشاركتي في إحدى الفعاليات التي تناولت قضية القيم الغائبة في التنشئة الأسرية في العصر الرقمي، حيث ركّز المُتحدثون على التأثيرات السلبية التي تقع على الأطفال من الاستخدام الخاطئ للإنترنت، وجاءت قضية الحوار الأسري باعتبارها أحد الحلول التي تُساعد الأبناء على الابتعاد عن الاستخدام الزائد للإنترنت ومنصات التواصل الاجتماعي والألعاب الإلكترونية، لكن في الحديث صورة مُنعكسة ويجب أن نعي ذلك فعلًا إن رغبنا في مُساعدة أبنائنا على تخطّي العقبات التي أدخلتهم دائرة النقاش.
في الحقيقة، إن مسؤوليتنا تجاه تنمية الحوار الأسري تعود إلى مجموعة من الأساليب التي نتّبعها في تعزيز التواصل وتوطيد العلاقات الأسرية، وبالاقتراب أكثر، فإن زمام الأمر في التقريب والترهيب هو من اختصاصنا نحن الكبار ولا ذنب للأطفال في ذلك، نصنع المسار ونتخلّف عن الركب! ومن النقاش ذاك تبيّن أن الصغار أبرياء من ضعف الحوار، ولا ذنب للإنترنت والفضاء الإلكتروني في ذلك، بل على العكس رأينا أشخاصًا أبدعوا في الحديث والنقاش والطرح من خلال المنصات ذاتها، وهذا يعتمد على آلية التوظيف وطريقة استغلال المنصة والاستفادة منها. 

حرفيًا، نحن نحتاج إلى أمور ثابتة في حياتنا، ولا تتداخل أو تتعارض معها سُبل أخرى مهما يحصل، وهذا حتمًا لا يلامس التطور الرقمي بعين التهمة، ولكن نحن المعنيون بأصول العلاقات مهما حدث، فكيف نسعى بحماس لدخول العالم الرقمي وننسى أننا بشر نعيش وسط كيان مُتكامل من العلاقات؟

كاتبة وأكاديمية بحرينية

صحيفة البلاد

2025 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .