16 ديسمبر يوم خالد في ذاكرة أبناء مملكة البحرين، فهو ليس مجرد تاريخ عابر، بل محطة وطنية تتجدد فيها معاني الولاء والانتماء؛ بمناسبة احتفال مملكة البحرين بأعيادها الوطنية وعيد الجلوس الخامس والعشرين لحضرة صاحب الجلالة الملك المعظم حفظه الله ورعاه، وما يصاحبها من مناسبات وطنية. هذه المناسبة ليست مجرد احتفالات، بل هي تجسيد لروح الإنجاز ومسيرة البناء المستمرة.
إنه يوم الفخر والاعتزاز بتاريخ حافل بالإنجازات الوطنية، ويوم تسلط فيه الأضواء على الجهود العظيمة التي بذلتها الكوادر الوطنية، ممن أسهموا بكل تفانٍ في دعم مسيرة التنمية الشاملة، تحت القيادة الحكيمة لملك البلاد المعظم صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، وبدعم ولي العهد رئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، إذ تمكن أبناء البحرين من تحقيق إنجازات نوعية جعلت المملكة نموذجا مشرفا على مختلف الأصعدة.
لقد شكّل البحرينيون ركيزة أساس في نهضة الوطن بمختلف المجالات. ففي الجانب الاقتصادي، أظهروا كفاءة استثنائية في قيادة قطاعات الصناعة والخدمات المالية، ما عزز مكانة المملكة بصفتها مركزا ماليا إقليميا مرموقا، وأسهموا في تنفيذ مشروعات استراتيجية كبرى، وتعزيز قطاع النفط والغاز، ما رسخ أسس التنوع الاقتصادي. أما في المجال الاجتماعي، فقد أثبتت الكوادر الوطنية قدرتها على الارتقاء بالتعليم والرعاية الصحية، فانعكست جهودهم إيجابا على جودة حياة المواطنين، محققة طموحات التنمية المستدامة.
وفي الجانب السياسي، أصبحت البحرين نموذجا يحتذى به في الديمقراطية، منذ انطلاق ميثاق العمل الوطني بإرادة ملكية سامية وتأييد شعبي كبير. فقد عزز الميثاق مبادئ المشاركة السياسية، ورسخ أسس الديمقراطية والوحدة الوطنية، ما أسهم في تحقيق الاستقرار وترسيخ دولة المؤسسات والقانون.
إن 16 ديسمبر ليس مجرد احتفال، بل هو يوم نستذكر فيه عظمة المسيرة الوطنية، التي توجت مملكة البحرين بمكانة مرموقة بين الأمم، بروح وطنية لا تعرف الحدود.