العدد 5899
الأحد 08 ديسمبر 2024
“مبابي” المدلل و “الريال”!
الأحد 08 ديسمبر 2024

لن أكون متشائما بشأن مستقبل النجم الفرنسي المدلل مبابي مع ريال مدريد الإسباني، فأنا مؤمن أنه يستحق أخذ فرصته كاملة قبل أن نحكم عليه بالفشل في اختبار “الفريق الملكي”، الذي جاء له بعد مفاوضات استمرت لمدة 3 سنوات، كان فيها نجم “حديقة الأمراء” يراوغ بمهارة تضاهي مهارته في المراوغة داخل المستطيل الأخضر!

 

3 سنوات من الترقب، عاشها الجمهور المدريدي وهو ينتظر وصول أحدث الأسلحة الفتاكة إلى قلعة البرنابيو، خصوصا بعد أن قدم عرضه الخرافي الأخير في نهائي مونديال قطر 2022 أمام بطل العالم (الأرجنتين)، لكن ما يحلم به المدريديون ما زال صعب المنال، في ظل فقدان مهاجم باريس سان جيرمان السابق حساسية هز الشباك بالقميص الأبيض، ما أثار ضجة كبيرة في أوساط مدريد بشأن ما إذا كان التوقيع معه يستحق كل هذا العناء!

 

على الورق، لا يمكن لأحد أن ينكر براعة مبابي وقدراته الهجومية الساحقة، ولكن في الواقع مع الريال هو لا يقدم ما هو مأمول، ويصبح أسوأ كلما تزايدت عليه الضغوط الجماهيرية، التي تريدبأن ترى نتائج صبرها وآمالها تتحقق، وكما هو معروف، لا يوجد من هو خارج دائرة النقد وحتى الاستهجان لدى جماهير ريال مدريد؛ لأنهم لا يقدسون النجوم، وإنما يقدسون الفريق الملكي، الذي يتطلعون على الدوام لأن يشاهدونه منتصرا وبغلة وافرة من الأهداف.

 

وفي هذه الأثناء، يضاعف من حجم الضغوط على مبابي، الذي يفترض بأن يلعب دور المخلص لانتشال ريال مدريد من تراجعه، غياب بعض نجوم الريال المؤثرين، وفي ذات الوقت تألق الغريم التقليدي برشلونة الذي يبتعد في الصدارة بثبات، فيما لا يقدم ريال مدريد حتى الآن ما يشير إلى إمكان عودته للمنافسة الحقيقية. وهنا تكمن المشكلة الحقيقية بالنسبة للنجم الفرنسي، الذي أصبح كما لو أنه اللاعب المسؤول عن كل ما يحدث للفريق الأبيض!

 

ختاما، لا أحمل مبابي المسؤولية عما يحدث لريال مدريد، ولكنني أحمل هذا الأخير مسؤولية ما يحدث لمبابي؛ لسبب بسيط، وهو أن الريال حمل النجم الفرنسي أكبر من قدرته على التحمل، وبالتالي هو لم يعد قادرا على تقديم مستواه المعهود، خصوصا أن التنافس في الدوري الإسباني أصعب من الدوري الفرنسي، لذلك فإن مبابي وضع في اختبار صعب لا يقوى على تجاوزه أي لاعب.. وعلينا أن ننتظر حتى نهاية القسم الأول؛ لنرى ما سيحدث!

صحيفة البلاد

2025 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .