أمواجنا الرياضية هائجة، مائجة، تتلاعب بالقوارب الشراعية، وتحمل على أكتافها أثقال استضافة عالمية بمعية شقيقتها - شبه السيامية - كمال الأجسام، وفي ردهة راقية تتعمق علاقة التعاون الرياضي مع بلد العطور وصاحبة البرج الحديدي المسمى إيفل!
والأكيد أن أحلامنا الرياضية في مملكة البحرين تمضي إلى الأمام بقيادة ربان ماهر، سقف تطلعاته يفوق ارتفاع ذلك البرج الشهير بأضعاف مضاعفة، وشاهدتم يوم أمس “الهبوط المظلي” الرائع لسموه الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة، وكأنه يثبت للجميع أن الشجعان وأصحاب القلوب القوية، هم فقط من بإمكانهم أن يصرخوا بالفم المليان: “أحلامنا لا تشبه أحلام أحد”!
أحداث مهمة نشهد على كتابتها في التاريخ الرياضي البحريني الحديث بمباركة النجم البرازيلي “الظاهرة” رونالدو، وزعيم رابطة الليغا الإسبانية خافيير تيباس، وبتلك الزيارة الميمونة لمقر اللجنة الأولمبية في لوزان ولقاء رئيسها توماس باخ، وغيرها من الأحداث التي يمكن سردها في صحيفة حائطية، حتى يتذكرها 5000 طالب وطالبة من 76 دولة حضروا لمملكة البحرين قبل أسبايع قليلة وتلمسوا روعتها، مثلما تلمسها نجوم جولة البحرين العالمية 3x3 لكرة السلة!
يحدث ذلك في مملكة البحرين، التي قالت عنها باخ إن إنجازاتها الرياضية فريدة من نوعها قياسا بالتعداد السكاني بين الدول، وحتى في المساحة الجغرافية، هي لم تترك مجالا للشك أنها قادرة على أن تصبح قبلة للأحداث الرياضية، ولنجوم الرياضة حول العالم؛ لأن الجميع يدرك أن البحرين منفتحة على الجميع وأبوابها مشرعة للتعاون وتبادل الخبرات، واكتساب مزيد من المعرفة، وأنها تحت لواء جلالة الملك المعظم حمد بن عيسى آل خليفة، عاهل التسامح والسلام وراعي الرياضة والرياضيين.
وقد يبدو أحيانا أننا لسنا في المستوى الذي نطمح له، قياسا بما يحدث في الدول الخليجية المجاورة، ولكن لنكن واقعيين، هل ما يحدث الآن في مملكة البحرين من حراك رياضي مدفوعا بجرعة منشطة من السياحة، يعد أقل من المستوى المتوقع وفق الإمكانات المتوافرة في الوقت الراهن؟ ما أرمي إليه، أننا نأمل في تحقيق مزيد من النجاحات والاستضافات للبطولات الكبرى، ولكن من قال إن هذه التطلعات غائبة عن أصحاب القرار؟!
قبل أسابيع عدة فقط، كشف النقاب عن الخرائط الهندسية للمدينة الرياضية التي سيتم إنشاؤها في الصخير، والتي تشتمل على ملعب كرة قدم دولي، وصالات ومسابح، وغيرها من ركائز البنية التحتية للألعاب الرياضية، وهو بالتأكيد مشروع ضخم سوف يساهم في تعزيز قدرات مملكة البحرين لاستضافة البطولات العالمية والقارية في المستقبل.
في الختام، كل الأحلام تتحقق طالما هناك من يعمل على تحقيقها، ولكن قبل كل شيء لا تكرروا أحلام الآخرين، بل احلموا بشيء لم يحدث من قبل، وليكن مستحيلا، فنحن البلد الذي يقهر المستحيل!