+A
A-

انطلاق "القمة الدولية للاستثمار" في بريطانيا الاثنين وسط انتقادات في التنظيم

تنظم الحكومة العمالية البريطانية يوم الاثنين "القمة الدولية للاستثمار" يشارك فيها عشرات رجال الأعمال، في أول تجمع بهذا الحجم منذ توليها السلطة.

ومن خلال هذه القمة، يأمل رئيس الحكومة كير ستارمر الذي يسعى إلى جعل المملكة المتحدة "أفضل مكان في العالم للأعمال التجارية"، استعادة شعبيته التي تراجعت إلى 24 % بعد ثلاثة أشهر من تسلم مهامه.كما يرى حزب العمال فيها فرصة لتعزيز علاقاته مع الشركات، بعد 14 عاما من حكم المحافظين غير المستقر والخروج المدوي من الاتحاد الأوروبي.

ومن المتوقع أن يعلن ستارمر استثمارات بالمليارات الاثنين، والإشادة بمزايا سياسته "المؤيدة لقطاع الأعمال".

وتمهيدا لذلك كشفت الحكومة عن استثمارات في مجال الطاقة منخفضة الكربون بقيمة 24 مليار جنيه استرليني (28,6 مليار يورو)، من ضمنها 12 مليارا من شركة "إيبيردرولا" الإسبانية العملاقة و8 مليارات من مجموعة "أورستد" الدنماركية، وهي مشاريع معروفة.

 

- "خارج المكتب" -

ويعتزم رئيس الوزراء الاهتمام شخصيا بهذه القمة التي من المقرر أن يستهلها بلقاء مع الرئيس السابق لمجلس إدارة "غوغل" إريك شميدت الذي بات فاحش الثراء لكنه لم يعد على رأس المجموعة منذ 2011.وقبل ثلاثة أيام من انعقاد القمة، يغيب مستثمرون أجانب بارزون عن قائمة المدعوين التي لا تضم أي شخصية في مجال "التكنولوجيا" أو رجال أعمال مشهورون، بل مجرد فاعلين محليين وعدد ضئيل من ممثلي الشركات المتعددة الجنسيات، مثل مدير الاستثمار في غوغل.

حتى أن فرصة مقابلة الملك تشارلز الثالث شخصيا في حفلة الاستقبال الختامية المقرة مساء الاثنين لم تكن كافية لإقناعهم.

في مقال لاذع الجمعة، عزت صحيفة فاينانشل تايمز هذا الغياب إلى تنظيم معقد يدفع المدعوين إلى تأكيد مشاركتهم في اللحظة الأخيرة.

وذكرت الصحيفة أن شركتين أجنبيتين طلبتا معلومات عاجلة فوجئتا بتلقي رد وحيد من المنظمين متمثل برسالة مفادها "خارج المكتب".

وفي دليل آخر على سوء التنظيم، كشف بالخطأ عن قائمة المدعوين السرية بعدما أرسل المنظمون بريدا إلكترونيا إلى جميع الضيوف الذين أكدوا حضورهم دون إخفاء عناوينهم، ومن بينهم الرئيس التنفيذي لمجموعة "ال في ام اتش" برنار أرنو، بحسب وسائل إعلام بريطانية.

وعلق ناطق باسم وزارة الأعمال في بيان بالقول "إنه خطأ إداري بشري ونعتذر للمتضررين".

 

- مليار قيد الانتظار -

ويبدو أن تاريخ انعقاد القمة أثر كذلك على رغبة المدعوين بالمشاركة، فهو إذ يعكس وفاء الحكومة بتنظيمها الموعود قبل مرور مئة يوم على توليها الحكم، فهي تجري قبل أسبوعين من عرض ميزانية حزب العمال الأولى، والتي تثير قلق قطاع الأعمال بسبب مخاوف من زيادة الضرائب على رأس المال.

واعتبرت سوزانا ستريتر من "هارغريفز لانسداون" في تصريح  "أن فرض المزيد من الضرائب على الإيرادات على المساهمين (...) ليس من شأنه التشجيع على المشاركة في الأسواق المالية".

وفي إخفاق آخر، وجهت الحكومة هذا الأسبوع انتقادات ضد  شركة "بي أند أو فيريز" (P&O Ferries) للنقل البحري التي قامت على نحو مفاجئ بتسريح 800 موظف في العام 2022.

ولتدارك خساراتها، تراجعت الشركة الأمّ "دي بي وورلد" (DP World) وهي شركة مشغلة للموانئ مقرّها في دبي عن استثمار بقيمة مليار جنيه استرليني كان من المقرر إعلانه خلال القمة، بحسب قناة سكاي نيوز التلفزيونية.

وعلّقت وزارة الأعمال "نواصل العمل بشكل وثيق مع موانئ دبي العالمية"، دون أن تؤكد الخبر.

وفي الاجتماعات المتعلقة بالاستثمار، غالبا ما يتم حساب إجمالي قيمة المشاريع بإضافة المبالغ المعلنة وبعض التعهدات الجديدة وفي بعض الأحيان إعلان مفاجئ.

وكان رئيس الحكومة البريطانية السابق ريشي سوناك أعلن العام الماضي استثمارات بقيمة 29,5 مليار جنيه استرليني (35,2 مليار يورو).