ذات يوم قال المغفور له بإذن الله تعالى سيدي صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة طيب الله ثراه في مجلسه الأسبوعي “كفانا تجارب في الحياة، لقد مرت علينا أمور وقفنا لها وتصدينا لها جميعا”.
لو تعمق الإنسان في ما يجري على أرض الواقع في منطقة الوطن العربي وما حولها.. ماذا يرى؟ يقول د. محي الدين الحضري “منطق الحياة يقول إن واقع اليوم هو صورة من صور المستقبل، كما أن المنطق يقول إن واقع الأمس هو سبب واقع اليوم ونتيجته، لذلك يمكن القول إن ما يجري اليوم في الوطن العربي هو النتيجة المنطقية لما جرى بالأمس، الأمس البعيد، والأمس القريب، لذلك أيضا يمكن القول إن صورة المستقبل يجري الآن رسمها وتشكيلها من خلال المخططات والاستراتيجيات”.
لا يخفى على أحد أن المجتمعات العربية تقف اليوم أمام تحديات خطيرة، وهذه التحديات كما يراها المحللون والباحثون لا تصمد في وجهها إلا الشعوب ذات العزم، والشعوب العربية قادرة على فعل كل شيء، وأن من خصائص التحدي أنه يثير الهمة ويدعو إلى جمع الشمل، وقد عرف تاريخ العرب الحديث نكسات وسوف يعرفها في المستقبل، فهو ليس بالتاريخ الشاذ عن المجرى المعهود لحياة الأمم.
ولا يحكم على الأمة من خلال بعض الحوادث أو السنوات، إنما من خلال المنحى العام لمسيرتها ومن خلال قدرتها على الاحتفاظ بذاتها الواحدة الكفيلة بإنتاج الفاعلية الموحدة، وبناء على هذه المقاييس نستطيع القول إن الزمن في صالح الأمة العربية، بشرط أن نتسلح بالوعي في هذا العصر الذي وصلت فيه المؤامرات والتحديات إلى أقصى مدى، ولا مجال للأخطاء والسلبيات.
*كاتب بحريني