+A
A-

حرب حول أنفاق ممتدة إلى بيروت طوال عام بين إسرائيل وحزب الله

كشفت مصادر عسكرية إسرائيلية أن قوات كوماندوز إسرائيلية شنت غارات ليلية على أنفاق لحزب الله داخل لبنان لمدة عام تقريبا، حيث قضت ما يصل إلى 4 ليال متتالية عبر الحدود واخترقت مسافة تزيد عن 3 كيلومترات خلف خطوط الحزب.

ووفقا لمعلومات من المخابرات الإسرائيلية، تم رفع السرية عنها، فإن حزب الله وضع خططا شبيهة لما أحدثته هجمة حماس في 7 أكتوبر الماضي، بهدف التسلل إلى إسرائيل عبر استخدام 2400 من مقاتلي فرقة "الرضوان" النخبوية، إضافة إلى 500 مقاتل من جماعة "الجهاد الإسلامي" الفلسطينية، للقيام بهجمة مماثلة لما قامت به حماس، سماها "غزو الجليل"، في إشارة إلى المنطقة الشمالية باسرائيل.

على مدار 200 ليلة

برفقة كلاب بوليسية، سارت قوات إسرائيلية خاصة عبر الغابات والجبال في جنوب لبنان، وعثرت على كثير من الأبواب الفخاخية التي تؤدي إلى الأنفاق" وفقا لما تلخص "العربية.نت" تقريرا نشرته صحيفة "التايمز" البريطانية اليوم الأربعاء، وفيه قالت إن فرقة الكوماندوس اكتشفت على مدار 200 ليلة مخابئ للرشاشات وقاذفات "آر بي جي" وصواريخ مضادة للدبابات والبنادق الهجومية، ووثقت ما قامت به من غارات في سلسلة من مقاطع الفيديو.

نفق محفور في الصخر

وزعمت الفرقة أنها اكتشفت مدخل نفق بطول 100 متر تحت سرير أطفال بطابقين في منزل مدني في قرية "كفركلا" البعيدة في الجنوب اللبناني بضع مئات من الأمتار عن بلدة "المطلة" الإسرائيلية، وأن حزب الله كان يخبيء داخل شبكة الأنفاق ترسانة من قذائف "البازوكا" والبنادق الهجومية والذخيرة. وفي بلدة "ميس الجبل"تم إنزال جنود إسرائيليين على عمق 12 مترا إلى ممر قذر، تم اكتشافه أيضا أسفل منزل مدني، وكان على بعد 30 مترا من حدود إسرائيل، وتم. تدميره.

كما اكتشفت الفرقة خارج بلدة "عيتا الشعب" نفقا في الجنوب اللبناني مخفيا في غابة ويؤدي إلى مخبأ تحت الأرض لمقاتلي حزب الله، مزودا بثلاجات ومغاسل وأسرة، وهو ما جعل وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، يقول إن حزب الله "كان يخطط لاختطاف وقتل إسرائيليين" وفق تعبيره أثناء عرضه لبعض الأسلحة التي تم اكتشافها خلال الغارات على القيادة الشمالية الإسرائيلية في مدينة صفد.

وقال: غالانت: "نحن نقضي على منظمة حزب الله في جنوب لبنان ونفكك قوات الرضوان على طول الحدود بالكامل. وما سنفعله هنا هو جزء مما يعنيه ضمان العودة الآمنة لمواطني إسرائيل إلى ديارهم في الشمال، وبذلك نغيّر الوضع الأمني".

ممتدة إلى بيروت

وكان محللون اسرائيليون قدروا أن شبكة حزب الله الأنفاقية تمتد إلى مئات الكيلومترات، وربما تكون أكثر اتساعا من الأنفاق التي بنتها حماس تحت غزة، والبالغ طولها 380 كيلومترا. ووفقا لبحث أجرته مؤسسة Alma البحثية الأمنية في اسرائيل، فقد تم بناء الأنفاق بمساعدة مهندسين من كوريا الشمالية بدءا من ثمانينات القرن الماضي، في امتداد يصل إلى بيروت ووادي البقاع، وفقا لما قال ساريت زهافي، وهو جندي احتياط سابق في الجيش الإسرائيلي ومدير "ألما" والذي أضاف: "لقد أمضوا 40 عاما في بناء هذه الأنفاق، وليس 10 سنوات كما حدث في غزة".

وسبق لحزب الله أن تفاخر ببنيته التحتية تحت الأرض، حين أصدر في أغسطس الماضي فيديو ترويجيا بعنوان "جبالنا، كنوزنا" ومعروض أعلاه، وكان لقاعدة كهفية محفورة في الصخر، مع طرق واسعة بما يكفي لمرور شاحنات ودراجات نارية، وظهر فيه صاروخ اسمه "عماد 4" وثبت أن القاعدة محمية بباب مقاوم للقنابل، ومنه يمكن إطلاق الصواريخ.

كما نقلت وكالة Jewish News Syndicateللأنباء عن يهودا كفير، وهو ضابط استخبارات سابق في الجيش الإسرائيلي، ومتخصص بالحرب الجوفية، قوله: "من الصعب جدا إلقاء القنابل من الجو أو قذائف المدفعية لاختراق هذا النوع من الأنفاق" وأن الجمع بين الطبيعة الجبلية، التي تسمح لحزب الله بإخفاء منصات إطلاق الصواريخ، وشبكة الأنفاق يعني أن القتال في جنوب لبنان يشبه معركة "أوكيناوا" خلال الحرب العالمية الثانية، عندما ألحق اليابانيون خسائر فادحة بالجيش الأميركي الغازي بالاعتماد على التضاريس والمخابئ تحت الأرض لشن دفاع دموي.