العمل التطوعي الاجتماعي بصوره المختلفة وأشكاله المتعددة والوقوف مع الفئات الأكثر احتياجا في المجتمع يعد واحدا من أفضل الأعمال الجليلة والجميلة، فالعمل التطوعي الإنساني يرسخ قيم التضامن والتكافل والتعاون والتلاحم والمحبة بين أفراد أي مجتمع من المجتمعات، وهذا ما جبل عليه أهل البحرين الكرام منذ القدم، خصوصا في المواقف الصعبة والظروف الاستثنائية والشواهد على ذلك لا تعد ولا تحصى. لهذا لدى البحرينيين إيمان راسخ وقناعة مطلقة بأهمية العمل التطوعي والاجتهاد في تقويته والسعي لمواصلته، ونشر ثقافة العمل التطوعي، وتحفيز أفراد المجتمع المحلي للانخراط فيه وجعله رافدا للمنجزات الوطنية والتنموية التي نفتخر بها كمواطنين أمام شعوب العالم، ما ساهم مساهمة كبيرة في ترسيخ الطمأنينة وتماسك أفراد المجتمع المحلي.
من هذا المنطلق تأتي جائزة سمو الشيخ عيسى بن علي بن خليفة آل خليفة وكيل وزارة شؤون مجلس الوزراء الرئيس الفخري لجمعية الكلمة الطيبة للعمل التطوعي في نسختها الرابعة عشرة، والتي شهدت تكريم 12 شخصية بارزة من رواد العمل التطوعي في الوطن العربي، تقديرا لإسهاماتهم البارزة والمتميزة في العمل الإنساني، فمنذ إطلاق جائزة سمو الشيخ عيسى بن علي للعمل التطوعي السنوية في سبتمبر 2011م، والتي تنظمها جمعية الكلمة الطيبة بالتعاون مع الاتحاد العربي للعمل التطوعي بجامعة الدول العربية، وهذه الجائزة القيمة تكرم وتدعم وتحفز وتشجع رواد العمل التطوعي أينما كانوا في وطننا العربي الكبير، وبدورها حققت الكثير من الأهداف النبيلة على مدى السنوات الماضية، وتركت أثرا كبيرا في أوساط المتطوعين داخل وخارج البلاد، وساهمت مساهمة قوية في إبراز قدرات وإبداعات المتطوعين العرب، وهم حقيقة رسل خير وبركة في مجتمعاتهم بالمجال التطوعي، وهذا يؤكد ريادة مملكتنا في دعم وتشجيع العمل التطوعي الذي يستمد جذوره من تعاليم ديننا العظيم. وعساكم عالقوة.
كاتب بحريني