باستثناء المنتمين إليه ومؤيديه من المؤمنين بدوره في المقاومة والواثقين من قدراته وما يمتلك من أسلحة، يقف آخرون من اللبنانيين من “حزب الله” موقفا سالبا، معتبرين أنه “يزج لبنان في حرب عبثية لا أفق لها فرضت عليهم فرضا ولا تمت إلى قضاياهم ومصالحهم بصلة، ولا تخدم إلا مشاريع ومخططات خارجية”.
هذا ما قاله رئيس أحد الأحزاب اللبنانية خلال احتفال حزبي أقيم أخيرا في بيروت شن خلاله هجوما حادا على “حزب الله” ودعاه إلى التوقف “قبل أن يتحول ما يجري إلى حرب كبيرة لا تبقي ولا تذر، لا تخدم لبنان ولم تفد غزة ولم تخفف من معاناتها وأوجاعها قيد أنملة” كما قال، وأن هذا الحزب “يأخذ اللبنانيين إلى حيث لا يريدون، وإلى حيث يريد هو فقط، وبما يخدم مشروعه وارتباطاته” وأن اللبنانيين “لم يعطوه تفويضا لمصادرة قرارهم وحريتهم”، وأنه “يحتكر قرار الحرب والسلم وكأنه دولة وحكومة وسلطة ولا مؤسسات ولا شركاء له في البلد ولا حتى شعب”، وأنه “في حالة إصراره على الاستمرار في الحرب والهروب إلى الأمام نحمله وحده العواقب والمسؤولية أمام الله والوطن والشعب والتاريخ”. في المجمل فإن ما يقوم به “حزب الله” يفرح كل اللبنانيين المتعاطفين مع أهل غزة وما يجري على الفلسطينيين فيها وفي الضفة الغربية، لكنه أيضا يقلقهم مثلما يقلق غير اللبنانيين خشية حلول لحظة تتجاوز فيها إسرائيل قواعد الاشتباك والمعادلات القائمة بتدمير بيروت وغيرها من المدن والقرى اللبنانية، وفتح باب للحرب يصعب إغلاقه، بنتائج سلبية على كامل المنطقة، خصوصا أن واقع الحال يؤكد أن الأمر لن يتوقف عند تبادل “حزب الله” وإسرائيل القصف عند الحدود ولا عند الرد الانتقامي لمقتل هذا أو ذاك من هذا الطرف أو ذاك.
ما يقوله ذلك البعض من اللبنانيين قول يصلح ليكون قاعدة للنقاش والتدارس بين الفرقاء اللبنانيين لعلهم يصلون إلى توافق، فالحرب إن اتسعت لن يتضرر منها “حزب الله” وحده.
* كاتب بحريني