“درع البلاد للمسؤولية الاجتماعية” وسيلة فعّالة لتحفيز المؤسسات... سيادي:
تخصيص الشركات نسبة من أرباحها للبرامج الاجتماعية يحقق أثرًا إيجابيًّا
الأيتام وذوو الهمم بحاجة لمختلف أشكال الدعم للاندماج بالمجتمع
الشراكة بين القطاعين العام والخاص تعزّز التنمية المستدامة
قال رئيس مجلس إدارة شركة البحرين لسحب الألمنيوم (بلكسكو) جاسم سيادي إن استثمار جزء من أرباح المؤسسة في خدمة المجتمع أن لا تقتصر على شركة معينة؛ بل يجب أن تشمل جميع مؤسسات القطاع الخاص، مشيرًا إلى أن الدعم يجب أن يوجّه نحو المؤسسات التي تحتاج إلى المساعدة والدعم، وخاصة الجمعيات ومؤسسات المجتمع المدني التي تقدم خدمات نيابة عن الجهات الحكومية.
وأكد أن المسؤولية الاجتماعية للشركات تتجلى في ملء الفجوات التي تتركها الحكومة لكون الحكومة مسؤولة أساسًا عن تقديم خدمات أساسية مثل التعليم والصحة والدفاع وغيرها، مشيرًا إلى أن القطاع الخاص له دور في سد هذه الفجوات الخدمية والرعائية من خلال تقديم الدعم والمشاركة في المبادرات التي تعزّز رفاهية المجتمع، مؤكدًا أن هذه الفكرة تعكس قيمة أهمية الشراكة بين القطاعين العام والخاص في تعزيز التنمية المجتمعية وتحقيق أهداف تنموية مستدامة.
وأوضح سيادي أن من الضروري أن تكون الجمعيات والمؤسسات التي تتلقى الدعم من القطاع الخاص أو الحكومة مستقلة وغير ربحية، مشيرًا إلى أن هذا التوجه يضمن أن تكون تلك الكيانات موجهة بالكامل نحو تحقيق المنفعة المجتمعية وخدمة احتياجات المجتمع، موضحًا أن الاستقلالية وعدم الربحية تعزّز من مصداقية تلك المؤسسات، وتجعلها أكثر قدرة على تلبية الاحتياجات الحقيقية للمجتمع، وتقديم الخدمات اللازمة التي قد تكون غير متوفرة بوسائل أخرى.
وأشار إلى أن مفهوم المسؤولية الاجتماعية في مملكة البحرين هو فكرة سائدة بشكل كبير، حيث تقوم الشركات والمؤسسات بدعم المنظمات الخيرية والمهنية بدلًا من تقديم الدعم بشكل فردي، موضحًا أن في البحرين يُنظر إلى هذا النهج كوسيلة فعّالة لتلبية احتياجات المجتمع، وتعزيز التنمية الاجتماعية من خلال دعم المؤسسات التي تعمل على خدمة المجتمع.
وأوضح سيادي أن دعم الشركات لا يتطلب دائمًا مبالغ ضخمة، من وجهة نظره، ويمكن أن يكون بتخصيص نسبة من أرباح الشركة لتحقيق تأثير إيجابي، مشيرًا إلى أن هذا التوجه يعكس اعتقادًا بأن حتى النسب الصغيرة من الأرباح يمكن أن تساهم بشكل كبير في تعزيز العمل الخيري والمجتمعي إذا تم توجيهها بشكل صحيح إلى المؤسسات المناسبة.
وأضاف أن لدينا في المجتمع فئات أولى بالرعاية كالأيتام وذوي الهمم بمختلف إعاقاتهم، وهذه فئات تحتاج إلى مختلف أشكال الدعم لدمجهم في المجتمع وسوق العمل ليساهموا مع أقرانهم في التنمية الاجتماعية، والتنمية المستدامة، وبالذات إطلاق مبادرات وبرامج تستهدف رعايتهم وتدريبهم، وتوفير فرص عمل لهم وخاصة أصحاب الهمم والمبدعين فيهم بشكل خاص، لصقل مهاراتهم وتسويق إنتاجهم.
وأشار سيادي إلى أن شركة بلكسكو بالرغم من الظروف الصعبة، تولي اهتمامًا خاصًّا بالمسؤولية الاجتماعية وتقوم بالعديد من الأنشطة في هذا المجال، كتقديم كوبونات رمضان على المحتاجين في مناطق العاملين بها عن طريق الموظفين، ومشروع الطاقة البديلة، الطاقة الشمسية والمساهمة في برامج المملكة لحماية البيئة وغيرها من برامج دعم العاملين بها.
وأشاد بمبادرة “درع البلاد للمسؤولية الاجتماعية”، معتبرًا أنها تشكّل وسيلة فعّالة لتحفيز المؤسسات والقطاع الخاص على تعزيز برامجها الخاصة وتوسيع حجم دعمها للمجتمع البحريني، مؤكدًا أن هذه المبادرة تساهم في تطوير المؤسسات وتعظيم فائدتها للمجتمع المدني، مما يعزّز من التأثير الإيجابي للالتزام بمبادئ المسؤولية الاجتماعية بشكل عام.
وأشار سيادي إلى أن مبادرة “درع البلاد” تميّزت بقدرتها على تشجيع المؤسسات على المشاركة الفعّالة في القضايا الاجتماعية، مما يعود بالنفع على الجميع، مضيفًا أن هذه المبادرة تعكس التزام “البلاد” بتشجيع ثقافة المسؤولية الاجتماعية وتعزيز التعاون بين القطاعين العام والخاص لتحقيق أهداف التنمية المجتمعية.