ارتفعت قيمة الصادرات المصرية من اللؤلؤ والأحجار الكريمة إلى الإمارات بشكل غير مسبوق بنسبة 454 % خلال أول خمسة أشهر من عام 2024، محققة نحو 652 مليون دولار.
وباتت مصر من كبار موردي اللؤلؤ في السوق الإماراتي، ولها حصة كبيرة دول شرق آسيا، ويتوقع أن تتجاوز الصادرات مليار و200 مليون دولار من اللؤلؤ فقط، بحسب بيانات رسمية.
وقال المحلل الاقتصادي مصطفى عادل: “رغم أن مصر دخلت مجال صناعة اللؤلؤ من 4 سنوات فقط، إلا أنها حققت فيها قفزة كبيرة، ما يوضح أن الإنتاج هو الحل، وأن الصناعة والزراعة هما المخرج الوحيد بمواجهة التحديات الاقتصادية، ومصدر أول للعملة الصعبة”.
وطالب عادل بالاستثمار في هكذا صناعات، مشيرًا إلى أن حجم الخسارة في أي استثمار لو تحققت، فستكون أقل بمراحل بالنسبة إلي مصر، من أي اتجاه آخر للحصول على التمويل.
وبدأت قصة نجاح زراعة اللؤلؤ في مصر، بتجربة بدأت في 2020 بإنشاء مزارع للمحار في بورسعيد والإسماعيلية شرق مصر، ومن المتوقع التوسع في زراعته ليصبح من أهم مصادر الدخل لمصر.
بدورها، ظلت البحرين في صدارة منتجي اللؤلؤ لفترة طويلة، وأظهرت بيانات الصادرات والواردات بموقع هيئة المعلومات والحكومة الإلكترونية أن مملكة البحرين صدرت نصف كيلو غرام من اللؤلؤ إلى هونغ كونغ خلال شهر فبراير من العام الجاري، بعد أن سبق للمملكة تصدير 125 غرامًا في شهر يناير، ما يشير إلى ارتفاع الطلب على اللؤلؤ الطبيعي.
وأفادت الهيئة، أن المبلغ الكلي لصادرات مملكة البحرين من الحلي في شهر فبراير وصل إلى 6.2 مليون دينار.
وصدرت مملكة البحرين إلى دولة قطر حليًّا ومجوهرات وأجزاءها بكمية بلغت 35 كيلو غرامًا، وبقيمة 833 ألف دينار، لتكون بذلك دولة قطر في المرتبة الثانية، ومن ثم تأتي هونغ كونغ بـ 12 كيلو غرامًا، وبقيمة بلغت 338 ألف دينار.
وارتبط صيد اللؤلؤ بتاريخ المنطقة العربية، وخاصة دول الخليج، بكونه حرفة تقليدية توارثها الأجداد عبر الأجيال.
ويتكون اللؤلؤ داخل صدفة المحار كآلية دفاعية طبيعية، فعندما تدخل جسيم غريب، مثل حبة رمل صغيرة، داخل المحارة، تقوم بإفراز مادة لامعة لتغطية هذا الجسم الغريب، ومع تكرار هذه العملية تتكون طبقات متعددة من هذه المادة، مكونةً بذلك اللؤلؤة.
مراحل صيد اللؤلؤ وصناعته
ويمر صيد اللؤلؤ بعدة مراحل بدءًا من الغوص في أعماق البحار لاستخراج المحار، وصولًا إلى عملية فرز وتصنيف اللؤلؤ، ثم صقله وتجهيزه للأسواق.
وكانت هذه العملية شاقة وتتطلب قدرات بدنية عالية من الغواصين، الذين كانوا يستخدمون معدات بدائية للنزول إلى الأعماق.
أما عملية صناعة اللؤلؤ فتتطلب مهارة ودقة عالية، حيث يتم فرز اللؤلؤ حسب حجمه ولونه ونوعه، ثم يتم صقله وتلميعه لإبراز جماله الطبيعي.
ولطالما كانت دول الخليج العربي، مثل البحرين والكويت، وسبقت البحرين الجميع حينما هاجر إليها عدد من كبار الكويتيين المتخصصين في مجال اللؤلؤ، لتكون أبرز الدول المنتجة للؤلؤ الطبيعي.
وساهم هذا القطاع بشكل كبير في اقتصاد هذه الدول لقرون عديدة.
ومع اكتشاف اللؤلؤ المستزرع، وتطور صناعة المجوهرات، تراجعت أهمية صيد اللؤلؤ الطبيعي بشكل كبير، كما أن التغيرات البيئية والتلوث البحري أثرت سلبًا على مصادر اللؤلؤ الطبيعي.
آفاق المستقبل
رغم التحديات التي تواجه صناعة اللؤلؤ، إلا أن هناك جهودًا كبيرة تبذل للحفاظ على هذا التراث الغني، حيث تسعى بعض الدول إلى إعادة إحياء صيد اللؤلؤ الطبيعي، مع التركيز على الجانب السياحي والثقافي لهذا القطاع، كما أحيت المملكة مسار اللؤلؤ في محافظة المحرق التاريخية، ضمن مشروع طريق يمتد لنحو 3.5 كيلو متر، جرى استخدامه من قبل غواصي اللؤلؤ خلال معظم تاريخ البحرين حتى أوائل ثلاثينيات القرن العشرين عندما انهار سوق اللؤلؤ في البحرين.
ويضم مسار اللؤلؤ عدّة مواقع وأنشطة سياحية يمكن القيام بها في كل من قلعة بوماهر وبيت الغوص وبيت بدر غلوم وبيت ترابي وبيت الجلاهمة وبيت العلوي وبيت فخرو وبيت مراد ومجلس مراد ومحلات سيادي وعمار يوسف عبدالرحمن فخرو وعمارة علي راشد فخرو وبيت النوخذة وبيت سيادي ومجلس سيادي ومسجد سيادي.