في حفل مهيب بعاصمة النور الفرنسية باريس، كانت مملكة البحرين حاضرة وبقوة أمام عقول العالم وقلوبها، أمام مثقفي الدنيا ورواد التعليم فيها.
جائزة حضرة صاحب الجلالة مليكنا المعظم، والتظاهرة العلمية الدولية الكبرى برعاية جلالته حفظه الله، بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم “اليونسكو”، ما هي إلا نسخة واحدة من 15 نسخة، وما هي إلا سنة محددة، منذ انطلاق الجائزة في العام 2005.
الجائزة هذا العام تم منحها لجهات أبدعت في كل من كوريا الجنوبية وبلجيكا، وكان التحدي أمام العالم أجمع يحمل عنوانًا عريضًا هو: استخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصال في مجال التعليم، هو ما يدل على مدى اهتمام جلالة الملك المعظم حمد بن عيسى آل خليفة وحكومته الرشيدة برئاسة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة حفظهما الله بالتعليم، بالمدى الذي وصل إليه التقدم الممنهج في مدارسنا وجامعاتنا، هو بالتالي ما يترجم التاريخ الطويل للتعليم النظامي في مملكة البحرين والذي انطلق قبل أكثر من قرن كبرهان على مركزية الإشعاع الحضاري والعلمي لبلادنا وسط كل دول المنطقة.
ونحمد الله ونشكر فضله أن ذلك اللفيف المحترم لوفد مملكة البحرين برئاسة وزير التربية والتعليم الدكتور محمد بن مبارك جمعة، وكلمته الآثرة الموحية التي ألقاها أمام المدير العام المساعد لقطاع التعليم بمنظمة اليونسكو السيدة ستيفانا جيانيني، وعدد كبير من العلماء والأكاديميين ووزراء التربية والتعليم وكبار المثقفين، ما هي إلا تأكيد آخر لقدرة مسؤولينا وأبنائنا في توصيل رسالة الوطن للعالم أجمع بكل احترافية وانسجامية مع آفاق المجتمع الدولي وتنوعه وتعدد مشاربه، ذلك أن كلمة الدكتور محمد بن مبارك جمعة قد لمست قلوب الحاضرين والمتابعين، لما بها من صدق وإيحاءات بأن تكنولوجيا المعلومات والاتصال واستخداماتها في التعليم النظامي بمملكة البحرين قد حققت الهدف المرجو منها، بل إن مختلف المدارس والجامعات قد تم تهيئتها مبكرًا لتصبح منظومة تعليمية هاضمة لكل سلوكيات التقدم التكنولوجي الهائل، بما فيها إحداثيات وتطبيقات الذكاء الاصطناعي، والتخاطب عن بُعد، وتوظيف المحتوى وتطوير سلوكياته بما يتماشى مع أرقمة المعلومات، وفوترة الحسابات، وتدقيق البيانات.
إن هذا الحفل الثقافي الكبير قد وضع البحرين في مكانتها التي تستحقها، قيادةً وحكومةً وشعبًا، وأن رعاية حضرة صاحب الجلالة ملكينا المعظم للجائزة بنسختها الخامسة عشرة، ما هي إلا مرحلة محددة يتم من خلالها الإعلان عن جائزتين عالميتين تحملان اسم جلالته، وتشيران إلى وطنه الحبيب البحرين بكل فخر واعتزاز، وبأننا من أوائل الأمم التي آمنت بالتعليم وضرورة تحقيق التقدم فيه، وأننا في طليعة الشعوب التي أتقنت استخدامات التكنولوجيا الحديثة بكل ما جاءت به من مفاجآت وخوارزميات وافتراضات، حتى امتد طموحنا الكبير ليلحق بالأمم المنتجة للحضارة، والمصنعة للتكنولوجيا والمصدرة لها، هذا هو طموحنا، وهذا هو طريقنا، وهو ما ليس على البحرين بكثير.