هاتفني أحد الأصدقاء المؤلفين حاملا همومه من جهات الرياح الأربع، بعدما اصطدم حلمه بصلابة الواقع وتكويناته وأشكاله، عندما اتصل في مركز عيسى الثقافي متسائلا عن مؤلفاته الـ 47 التي سلمها للمركز لتحويلها من كتب ورقية إلى رقمية ومن ثم نشرها على موقع المكتبة كما طلب منه المركز ذلك، وطلب من غيره من المؤلفين البحرينيين، وأحدهم أنا شخصيا عندما طلبوا مني كتب الوالد رحمه الله، فأخبره أحدهم من المركز بأن المشروع توقف ولم ير النور.
جمهور الثقافة يتساءل عن سبب انحسار الأنشطة التي يقدمها مركز عيسى الثقافي، فالتوقف طال أيضا مهرجان السينما الجميل “صنع بشغف” الذي “بدأ تحت قبة مركز عيسى الثقافي كأمسية سينمائية بحرينية في 2016، وتطور إلى مهرجان في 2019، ويقام سنوياً في الأسابيع الأولى من شهر رمضان المبارك، وأصبح المركز ينتج مجموعة أفلام بحرينية كل عام من خلال مسابقة المنح المالية، وتقديم الدعم الفني من خلال الورش التخصصية، وتكريم الرواد من المنتجين والمخرجين والممثلين الذين ساهموا في صناعة السينما البحرينية”.
وكذلك انحسر تنظيم الندوات الفكرية والأمسيات الفنية والمعارض التشكيلية وفعاليات تدشين الكتب، بعد أن كان بحجم السماء في النشاط ومتفردا ويقرب الإبداع من جمهوره بوسائل مختلفة، ومن يتابع مسيرة المركز العريق خصوصا المثقفون سيرى فرقا واضحا بين الأمس واليوم، ولا نعلم لماذا تتوسع الدائرة بحيث يشمل التوقف مجالات ثقافية لا غنى عنها في البلد، كمعرض البحرين الدولي للكتاب الذي ضرب رقما قياسيا في التوقف وأمنياتنا بعودته تقوم على أساس من حلم.
أنشطة المركز ذات المحتوى الرفيع كانت شيئا ضروريا في حياتنا الثقافية، وكلنا طموح بعودة الإبراق والإزهار والإثمار.
كاتب بحريني