+A
A-

المردي: الصحافة واكبت التطورات رغم “وحش” الذكاء الاصطناعي

قال رئيس تحرير صحيفة “البلاد” مؤنس المردي إن الصحافة تواجه التحديات وتواكب التطورات على الرغم من تطور الذكاء الاصطناعي، الذي يعد “وحشا”، كما أن الصحافة الورقية والمواقع الإلكترونية عملت توازنا رغم التحديات وتغير المزاج العام للقارئ والمتابع للصحافة، إذ لا يمكن الاستغناء عن صحافة الورق في ظل وجود انفلات في نشر الأخبار المزيفة والكاذبة في بعض منصات التواصل الاجتماعي.
ولفت إلى أن المنصات الرقمية التي يعتمد البعض عليها لتابعة الأخبار معرضة إلى العطل أو الحجب أو التوقف في أي لحظة.
ودعا المردي في الجلسة الحوارية “الصحافة.. الاتجاهات المستقبلية ومتطلبات التطوير”، التي عقدت أمس على هامش النسخة الثامنة من جائزة رئيس مجلس الوزراء للصحافة، إلى التفكير الجمعي في التغيير وتطوير الصحافة الورقية، حيث واكبت الصحف التطور لأجل نشر جهود الصحافيين في منصاتها الرقمية من منطلق توفير الأخبار إلى القارئ، إذ تعد الأخبار الثقة هي أساس الصحافة، أما التحدي الأكبر أمام الصحافة فهو كيفية الاستمرار في ظل الحاجة إلى الإعلانات.
واعتبر أن الصحف الخليجية مستمرة في التطور ومواكبة للزمن التقني في ظل وجود صحافة المنصات، إذ تعتمد الصحافة الحقيقية على المعلومات والبيانات ولغة الأرقام، مؤكدا في الوقت ذاته حاجة الصحف إلى محللي بيانات في ظل نشر الكثير من الأخبار المزيفة في الفضاء الرقمي، إذ يعد أمر خاطئ الاعتماد على المنصات لمعرفة الأخبار.
تراجع مدخول الإعلانات 
إلى ذلك، قال رئيس تحرير صحيفة “أخبار الخليج” أنور عبدالرحمن إن قطاع الصحافة يعاني من تحديات جمة منذ 20 سنة؛ بسبب تراجع مدخول المؤسسات الإعلامية نتيجة التقشف في سوق الإعلانات، إذ يعد تراجع حجم الإعلانات ناقوس خطر يهدد الصحف بالإغلاق، كما حدث في الدول الغربية من إغلاق للعديد من المطبوعات، إذ تراجعت سوق الإعلانات بنسبة 55 % في بريطانيا، وطلبت إحدى الصحف زيادة رسوم الاشتراكات للقراء، لذا نجد الصحف اليوم تتسابق في بيع الإعلانات بنصف القيمة وأقل، والكثير من الصحف اليوم تعاني من الخسائر بسبب تقلص سوق الإعلانات، لذلك مطلوب التفكير في إقناع المعلنين بأهمية الإعلان؛ لأجل الحفاظ على مستقبل الصحافة للسنوات المقبلة.
ودعا إلى تعاون خليجي بين المؤسسات الصحافية لأجل إنقاذ المؤسسات الصحافية، والعمل على تغيير تفكير القارئ الذي يقرأ الصحف في المواقع الإلكترونية أو المنصات الرقمية بشكل مجاني، إذ من الممكن تطبيق الاشتراك للقراءة الإلكترونية في المستقبل القريب إلى جانب أهمية إيصال الأخبار إلى القارئ العربي.
تأثير الذكاء الاصطناعي 
من جهته، قال رئيس جمعية الصحفيين العمانية محمد العريمي إن التحديات التي تواجه قطاع الصحافة بدأت تتضاعف يوما بعد آخر أمام شريحة واسعة من الإعلاميين والعاملين في الأجهزة الرسمية وصناع القرار كالوزراء، إذ باتت التحديات خارجة عن السيطرة لمواجهة الذكاء الاصطناعي الذي بات يؤثر على المحتوى الإعلامي، مبينا أن أجهزة الإعلام في دول الخليج العربي مؤثرة على مستوى الإنتاج الإعلامي، ومازال التلفزيون الخليجي قادرا على التأثير، في ظل وجود التحديات الكبيرة وتطور الذكاء الاصطناعي.
وفي سياق متصل، ذكر أن الصحافة الورقية لم تعد قوتها كما السابق في ظل انفتاح العالم على تكنولوجيا المعلومات والذكاء الاصطناعي، الذي يجمع العديد من المعلومات، مشددا في الوقت ذاته على ضرورة الانتباه من سلبيات البرامج والمشروعات التكنولوجية والإعلامية التي صنعها الغرب.
من جهة أخرى، قال إن الكثير من المؤسسات الإعلامية تتحدث عن حاجة الدعم المالي في ظل تطور الذكاء الاصطناعي، إلى جانب وجود برامج حديثة تؤثر على الصحافة ولها قاعدة كبيرة من المتابعين، مثل برامج “البودكاست”، التي انتشرت بشراسة في منطقة الخليج العربي، متوقعا في ذات الوقت أن يؤثر الذكاء الاصطناعي على الكثير من الوظائف والمهن.
تطوير مهارات الصحافيين 
أما رئيسة جمعية الصحفيين الإماراتية فضيلة المعيني فقالت إن التحديات التي تواجه السلك الصحافي كثيرة، ومنها قلة الدعم الحكومي، وأسباب مالية أخرى، إلى جانب تراجع الإقبال على الصحافة الورقية واعتماد المنصات الرقمية كمصدر للأخبار، وظهور شريحة من المشاهير في منصات التواصل الاجتماعي نافس الصحافيين.
ولفتت إلى تطور وسائل بث ونشر الأخبار منذ عقود عدة، إذ في كل مرحلة زمنية تظهر وسيلة تمثل تحديا للوسيلة الأخرى، إلا أن الصحافة لها مكانة خاصة في الكثير من الدول الكبرى التي تعتمد في قراراتها على المنشورات الصحافية، مضيفة أن الصحافة الورقية قابلة إلى مزيد من التطور والتفوق في حال اللجوء إلى استخدام التكنولوجيا الحديثة لتقديم محتوى إعلامي جاذب للقارئ، إضافة إلى استغلال فرص التطور الرقمي عبر تطبيقات الخوارزميات.
ودعت المعيني إلى ضرورة تطوير مهارات الصحافيين والعاملين في الحقل الصحافي، عبر برامج التدريب والتطوير؛ لأجل منافسة مدوني المنصات الرقمية.