العدد 5748
الأربعاء 10 يوليو 2024
banner
هل الموسيقى علاج نفسي؟
الأربعاء 10 يوليو 2024

تتعدد وتختلف أوجه العلاج النفسي، وتعد الموسيقى من المعالجات التي تستخدم بغرض تحسين الصحة النفسية للأفراد، وهذا النوع من العلاج ليس جديدا بل كان سائدا في العصور القديمة، حيث قال أفلاطون “إن الموسيقى يمكن أن تؤثر على العواطف وبالتالي يمكن أن تؤثر على طبيعة الفرد”، أما أرسطو فقد اعتقد “أن الموسيقى تؤثر على الروح ووصف الموسيقى كقوة تطهر المشاعر”.
ويأتي هنا تساؤل حول علاقة الموسيقى بالعلاج النفسي، فهل يمكن أن نعتبرها علاجا؟ لقد أوضحت الدراسات والأبحاث أن الموسيقى لا يقتصر دورها على وظيفة الاستمتاع فحسب، بل تتمثل صورة العلاج بالموسيقى في تقديم علاج يرتبط بالجانب الصحي وفكرته تقوم على أساس التفاعل الذي يحدث بين الموسيقى والجوانب الروحية والبدنية والعاطفية، وكذلك الاجتماعية، ويعد من العلاجات النفسية المساندة في المجال الصحي، وذلك لما للموسيقى من تأثير على الذكريات والمشاعر وذلك بفعل حدوث تنشيط في مناطق معينة في الدماغ.
ويأتي العلاج بالموسيقى ليشكل استجابة للاحتياجات النفسية والعاطفية، وبالتالي يسهم في خفض حدة المعاناة ويرتقي بالمستمع إلى حالة من السكينة والتنفيس عن الضغوطات، حيث يستطيع المعالج المختص أن يقدم هذا الشكل من العلاج من خلال تشغيل مقطوعة موسيقية أو تأليف مقطوعة موسيقية ومن ثم تحليلها واستخدامها لمعالجة مشاعر العميل أو التعرف على تجاربه. 
يظهر الأثر الذي تحدثه الموسيقى مع بعض الاضطرابات النفسية ومن أبرزها القلق، حيث تحدث الموسيقى تأثيرا كبيرا على هرمونات الجسم كأن يكون لها تأثير على الأدرينالين والكورتيزول، الأمر الذي قد يساعد في خطة العلاج من أجل خفض الأعراض، ولابد من الإشارة إلى أن هذا النوع من العلاج لا يمكن تطبيقه إلا بموافقة الأفراد الذين يبدون ثقتهم واعتقادهم بدور الموسيقى في العلاج النفسي.

كاتبة وأخصائية نفسية بحرينية

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية