+A
A-

جامعة كولومبيا تغلي.. طلاب حطموا النوافذ مذكّرين بحرب فيتنام

تصاعدت التوترات في جامعة كولومبيا بنيويورك بين المتظاهرين الداعمين للقضية الفلسطينية وإدارة الجامعة، خلال الساعات الماضية.

فبعد رفض الطلاب المعتصمين إخلاء الخيم على الرغم من إنذار هدّد بفصلهم في حال لم يتفرّقوا، أصدرت الجامعة قرارا بالفصل.

فيما عمد المتظاهرون الغاضبون إلى تحطيم النوافذ في قاعة "هاملتون هول" داخل الحرم الجامعي، اليوم الثلاثاء، حسب ما أفادت شبكة "إن بي سي".

كما احتل عشرات المتظاهرين المبنى المذكور، متمسكين باستمرار الاحتجاج والاعتصام تنديدا بالحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.

الاحتجاج الشهير ضد حرب فيتنام

وصرخ أحدهم: "دعونا ننه ما فعلوه في عام 1968"، في إشارة على ما يبدو إلى الاحتجاج الشهير ضد حرب فيتنام والذي تم فيه احتلال المبنى نفسه.

إلى ذلك، علق المتظاهرون لافتة خارج المبنى، تحمل اسم "قاعة هند"، تكريما للطفلة هند رجب (6 أعوام)، التي عثر عليها ميتة في غزة بعد أيام من محاصرتها تحت النيران الإسرائيلية.

وقال المحتجون إنهم يعتزمون الاستيلاء على "هاميلتون هول" تكريما لهند وجميع الفلسطينيين الذين قتلوا خلال الحرب.

في المقابل، أكد متحدث باسم شرطة نيويورك أن عناصر الشرطة يتواجدون خارج الحرم الجامعي.

شرارة التظاهرات

أتت تلك التطورات بعدما حضّت رئيسة جامعة كولومبيا، مينوش شفيق، الطلاب المتظاهرين على إخلاء خيامهم بعد فشل مفاوضات بين المحتجين وإدارة الجامعة.

وطلبت في وثيقة وزعت على المتظاهرين بعنوان "إشعار للمخيم" إخلاء المكان بحلول الساعة 14,00 (18,00 بتوقيت غرينتش، وإلا "سيتم فصلهم في انتظار التحقيق".

في حين تعهد الطلاب بالدفاع عن خيامهم المنصوبة في الحديقة الرئيسية لحرم الجامعة في نيويورك، على الرغم من تهديد الكلية بفصلهم.

يذكر أن جامعة كولومبيا شكلت نقطة انطلاق شرارة التظاهرات المؤيدة للفلسطينيين قبل انتشارها على نطاق واسع.

فمنذ نحو عشرة أيام، انطلقت الحركة الطلابية من جامعة كولومبيا المرموقة، واتّسع نطاقها إلى جامعات عدة في الولايات المتحدة، بعدما اعتقلت الشرطة الأميركية نحو مئة طالب كانوا قد بدأوا احتلال مروج الجامعة غداة مداخلة لرئيستها في الكونغرس، دافعت فيها عن نفسها من اتهامات بمعاداة السامية في المؤسسة التعليمية.

ومنذ ذلك الحين، أوقف مئات الأشخاص من طلاب وأساتذة وناشطين لفترة وجيزة، واحتجز بعضهم ورُفعت شكاوى قضائية ضدهم في جامعات عدة في مختلف أنحاء البلاد.

بينما انتشرت في أنحاء العالم صور لشرطة مكافحة الشغب أثناء تدخلها في حرم جامعات، بعدما استدعاها رؤساء هذه المؤسسات التعليمية، ما أعاد إلى الأذهان أحداثاً مماثلة في الولايات المتحدة خلال حرب فيتنام.

وشكلت الاحتجاجات ضد حرب غزة التي أسفرت عن سقوط عدد كبير من القتلى المدنيين الفلسطينيين، تحدياً لرؤساء الجامعات الأميركية الذين يحاولون الموازنة بين الحق في حرية التعبير وشكاوى من أن التظاهرات انحرفت نحو معاداة السامية والتهديد بالعنف.

كما أدت إلى تصاعد حدة النقاش حول حرية التعبير ومعاداة الصهيونية، وما هي معاداة السامية.

بينما اتّهم جزء من المجتمع الأميركي الجامعات الأميركية بعدم بذل جهود كافية لمكافحة معاداة السامية ما أدّى إلى استقالة رئيستَي جامعة هارفرد وجامعة بنسلفانيا هذا الشتاء.