+A
A-

الفنان البوعينين لـ “البلاد”: البلدية صادرت قاربي.. ورفضتُ سداد 20 دينارا غرامة استرداده

أكد الفنان القدير سعد البوعينين في حديثه لبرنامج “أوراق بحرينية”، الذي يبث عبر منصات “البلاد” الرقمية، أن “الفن البحريني لم يعد كالسابق، وأن لكل مرحلة ظروفها ومتغيراتها”. 
ولفت إلى أن الخروج عن النص هو بسبب توارد الأفكار، مؤكدا أن الأمر يضفي جمالية على المشهد ويسعد المشاهدين، بل إن الناس تحب ذلك.

وضحة بنت علي العتيبي (رحمها الله)، هي الولّادة التي خرجت على يدها للدنيا، كلمنا عنها؟ 
هي أم الفريج، وهي من ولدت أمي (رحمها الله)، والكثير من نساء المحرق، والرفاع، والقرى، وكنا نناديها “يمه وضحة”، وكنت أحرص على زيارتها دائما في بيتها، وفي كل زيارة كنت أراها تصلي، إذ إنها كانت مواظبة على الصلاة بشكل مستمر. 
ومن الشواهد الجميلة، أنه وحين كان يزورها أي مريض، فإنها كانت تقرأ عليه، وكان الشفاء من الله عز وجل، ولقد كانت تحبني، وتحب غيري، ومن كثرة محبتها وثقتها بي، كانت تعطيني مدخراتها لكي أودعها باسمي في البنك، وليس باسمها، وتكون عبارة عن مبالغ بسيطة لا تتخطى 30 روبية، أي ما يعادل 5 دنانير الآن، وفي النهاية أرجعت لها كل هذه المبالغ. 

أنت ممن لحقوا على “المطوع” فهل هنالك مواقف تستذكرها؟ 
درست على يد مطوع لا أذكر اسمه، كان يأتينا من قرية الدير إلى المحرق على ظهر حماره، وكان مَعوقا، ولا يستطيع المشي، وكان مؤجرا لدكان، يدرّس به القرآن الكريم، وكان يتوقف عن التدريس وقت الصلاة، وبنهاية اليوم، كان الطلبة يأتون له بحماره، من حوطة عامر، ليعود به مره أخرى إلى بيته. 

الحكم إبراهيم الدوي، والفنان محمد الجزاف، وآخرون، كانوا من زملائك بالمدرسة، ما الذي ميز تلك المرحلة مع هذا الجيل؟ 
محمد الجزاف أخ طيب، وكذلك إبراهيم الدوي، وهم من أعز زملاء الدراسة، وكانت أياما حلوة لا توصف، فكانت الأخلاق هي سيدة الحضور في كل شيء، فلم نتعلم قط التدخين، أو الكذب، أو السرقة، أو النميمة، حتى في الفصل، كنا نتعاون، ونهتم ببعضنا البعض. 
والبدايات كانت في مدرسة المحرق القديمة، ومن ثم انتقلنا إلى مدرسة الهداية، التي زادت ترابطنا ببعضنا بعضا. 

فترة طويلة من حياتك المهنية، قضيتها معلما، وكانت في مدارس رأس الرمان، والدير، كيف تقيّم هذه التجربة؟ 
حضرت مدرسة رأس الرمان للتربية العملية، وبعد التخرج انتقلت للتدريس في إحدى مدارس المنامة ثم انتقلت إلى مدرسة الدير، وهناك كان أحمد المالود هو مديرنا، وكان يعاملنا بخلق، وبطيبة، وكان حريص على تعليمنا أصول المهنة. 
بعدها جاء قرار من الوزارة، بأن أنقل إلى التأهيل التربوي بالجامعة، وبعد أن أخذت البكالوريوس في التربية، عدت مرة أخرى لأكمل مسيرتي معلما، ولقد كانت فترة عملي في مدرسة الدير من أفضل المراحل المهنية بحياتي، سواء من ناحية طيب خلق التلاميذ، أو أولياء الأمور أو المعلمين، حيث كانوا يتصفون بخلق لا يوصف. 

إبراهيم بحر هو الصديق الوفي، الذي صاحبته بمشوار شخصيتي بوعواد، وبوزيد، حتى نجحت بالوصول للشارع البحريني، حدثنا عن هذه التجربة؟
إبراهيم بحر (رحمه الله) أخ عزيز، ولا يوجد له مثيل، لا بأخلاقه، ولا بطيبته، وهو دائم الابتسامة، و “ضروسه دايما طالعة”، ولم يدخل في أي عمل إلا وطلب مشاركتي، وقبل وفاته كان سيقدم عملا تلفزيونيا جديدا، ولقد عرض عليّ المشاركة، فاعتذرت له، والسبب أن علاقتي بالمنتج لم تكن جيدة. 
وشخصية عواد سميت بذلك، لأنه يطق عود، وبوزید کنیة لولده زید، وفي هذه المرحلة ذكريات كثيرة، لكنها ذهبت مع الأعمال. 

ما حكاية أفيه “المفهي” الذي خرجت بها للجمهور في مسلسل “ملفى الأياويد”؟ 
المفهي يعني الناسي، و“اللي ما يحفظ الشيء”، وهنالك الكثير من الأشياء تخرج في “اللوكيشن”، وبعض الأفيهات كان المخرجون يرفضونها، لكنني تفاجأت بأنهم كانوا يطلبون مني تكرارها في التسجيلات التالية. 

دور “بوعذاري” من الأدوار المحببة إلى نفسك، لماذا؟ 
سُميت بهذه الكنية لأن عندي بنتا اسمها عذاري، ولقد وضع الله عز وجل محبة هذه الشخصية بنفوس الناس، بفضل منه. 

قلت في وقت سابق، إن الفن الآن أصبح “مخبوص”، ألا تعتقد أن لكل مرحلة نكهتها وظروفها؟ 
بالتأكيد، فلو تذكرت موقفا الآن بلون فني معين، لجيل ما بعد عشرين سنة، فلن يعرفه، أو يفهمه جيدا، لكن الجيل الموجود هو الأقرب لفهمه. 

ما رأيك بالتمثيل هذه الأيام؟ 
زين، لكن الممثلين الكبار رحلوا، كعبدالله وليد، جاسم شريدة، إبراهيم بحر، فضلا عن أن ذوق الجمهور اختلف، ولم يعد كسابقه، حيث كان بتلك الأيام تقدير وتذوق أكثر للفن. 

أنت من عشاق “الحداق”... حدثنا عن هذه الهواية؟
أحببت البحر منذ صغري، وكنت “أحدق” على السيف، وبعد أن كبرت قليلاً بدأت أمارس الصيد داخل البحر، وكانت أمي (رحمها الله) تحذرني دائما من ذلك، وتقول لي: “تحمل بروحك، ترى البحر بياخذك”. 
وبعد أن كبرت طلبت من الوالد رحمه الله صناعة قارب (لنج). وأنجز هذه المهمة. 
ومع تقدمي بالعمر، كبرت معي “اللنجة”، ومن المؤسف أن البلدية صادرت القارب ومكائنه لأنني كنت أركنه بالقرب من الشارع.
وبعد ‏ذهابي للبلدية، طلبوا مني دفع غرامة 20 دينارا، لكي يرجعوها لي، لكني رفضت ذلك.

مررت بظرف صحي مؤسف، وعدت للحياة بعده، ما رسالتك للناس من هذه التجربة؟ 
استمرضت في البداية بسبب القلب، و”ما قصر الدكتور حبيب الطريف هو وزوجته”، حيث اهتما بي، وقاما بالواجب، من تخطيط ومتابعة، وعلاج، حتى بدأت بالتشافي تدريجيا. علما أنني كنت لا أستطيع المشي بسبب القلب. 
زوجته الدكتورة ميري الطريف، قالت لي “تبي تصير صاحي اترك الدخان، وكثّر من المشي”، وهذا ما فعلته، علما أنني كنت أدخن بشراهة غير طبيعية، بل بجنون، ومن ساعة تركي للسيجارة، أصبحت بصحة طيبة. 
وأقول للناس، إنه لا يوجد أغلى للإنسان من صحته، وأن على أي مريض أن يثق بالله عز وجل، وبالطبيب من بعد ذلك؛ لأنه الأعلم بالحال. 

ما أكثر الأعمال المحببة إلى نفسك؟ 
كل أعمالي أحبها، ولا أميز بذلك بين عمل وآخر، ولا يوجد عمل أقدمت عليه وندمت. 

 ميزت تلك الحقبة بأغاني الشاعر الكبير علي الشرقاوي، التي كانت تثري المسلسلات، وتميزها، ما أكثر الأغاني قربا إلى قلبك؟ 
كل الأغاني التي كتبها الشرقاوي أحبها، ولأنه كان يكتبها من قلبه، وكان يحس بها. 

 بعد مرور أكثر من 30 عاما من عطائك الفني الجميل، هل نجح بوعذاري في إيصال رسالته إلى الناس؟ 
لم أنجح؛ لأنني مازلت في منتصف الطريق، وصحيح أنني قدمت الكثير، لكن هنالك كثير من الأعمال التي ينتظرها الجمهور، ولأن العطاء الفني لا ينضب. 

شخصية تتذكرها ولا تنساها؟ 
عبدالله وليد، وإبراهيم بحر.