هل يحتضرُ الحبر أمام الرقمنة؟!
مستقبل الصحافة الورقية.. إلى أين في ظل التطور التكنولوجي؟
مع انتشار وسائل التكنولوجيا وتطبيقات الذكاء الاصطناعي الذي تولد نتيجته الإعلام الرقمي، تأثرت الصحف الورقية والمطبوعات بشكل كبير مع هذا التطور، الأمر الذي يرى معه البعض أنه لن تكون هناك مطبوعة ورقية واحدة خلال السنوات القليلة القادمة. في حين يرى آخرون أننا من الممكن أن نستغل التقدم التكنولوجي والتحول الرقمي لترسيخ عادات القراءة التقليدية.هل يتقهقر الإعلام التقليدي أمام الرقمي، ومستقبل الصحافة الورقية أين ماض؟ وهل هناك حلولاً للمحافظة على عادات القراءة واقتناء الكتب؟.
في هذا التحقيق حاولنا تقصي الإجابة ورصد وجهات النظر من مختلف العقول والجهات المعنية بهذا الموضوع الشيق.
عشق الورق
أكدت الكاتبة والمؤلفة البحرينية الدكتورة خولة فؤاد علي على أن العزوف على القراءة والكتابة ليس وليداً لهذا لعام أو عقد معين، إذ كنا نواجه هذا التراجع والعزوف منذ ثمانينات وتسعينيات القرن الماضي، وقد ظهرت الفجوة الحقيقية مع انتشار التكنولوجيا والإنترنت الذي أدى إلى التراجع والعزوف عن القراءة والكتابة الورقية ولو إنه مازال هناك طاقات شبابية الآن تحاول أن تكسر هذا العزوف بنشر كتاباتها على شكل كتب والترويج لها.
وأضافت: "كان لطفرة الإنترنت والتكنولوجيا دوراً بارزاً، فعندما زاد استخدامها قل استخدام الكتب الورقية وقلت بالتالي كتابة الكتب، وبما أننا أصبحنا نرى ذلك بشكل واضح في جيل الألفين الذي هو أكثر الأجيال تأثراً، ولا يعود العزوف إلى هذه الطفرة فقط فحب القراءة والكتابة إذا لم يتم الاهتمام به منذ الصغر فقد يكون سبباً للعزوف في الكبر، ككاتبة نشأت في منزل يعشق الورق ويفضل الكتب الورقية على الكتب المسموعة لذا كان للتربية دوراً بارزاً في حياتي لتنمية حب الاطلاع والقراءة في نفسي، فقد كانت ومازالت القراءة والكتابة أمراً مقدساً فهي رمزاً للثقافة والتعلم ولها طابعها الخاص الذي يميزها".
وفي الوقت الذي يعتقد البعض بأن زمن الحبر والورق انتهى، نفت الكاتبة والمؤلفة الدكتورة خولة علي ذلك قائلة: " كنت أعتقد بالفعل أن زمن الحبر والورق قد إنتهى لكن بعد أن أصدرت كتابي "المنهج الذي لا يدرس" فوجئت كثيراً بأن هناك فئة ما زالت تعشق الكتاب الورقي، لقد أصريت على إصدار هذا الكتاب لأن الورق له قيمته الخاص ويعطي قيمة أكثر للكتاب المكتوب وإلى الكاتب أيضاً. فزمن الحبر والوقت لم ينته، ولكن المشكلة فيما يكتب على الحبر والورق".
وأضافت:" هناك مشكلة فيما يكتب فهناك جزء كبير مما يكتب لا يتماشى مع فكر الجيل الحالي وطريقة تفكيره وطريقة تعلمه وتلقيه خصوصاً أن الجيل الحالي لا يتماشى مع الطريقة التقليدية التي عاش عليها جيلنا في القرن الماضي، لذا أصبحنا نحتاج إلى منهجيات جديدة على أن تستطيع هذه المنهجيات أن تترجم الكلام بشكل سريع وبسيط عبر القنوات المسموعة والمرئية وفي التواصل الاجتماعي".
وأشارت على أن الورق مازال موجود لكن يجب أن ما يكتب على الورق أن يكون بأسلوب معين لجذب انتباه الجيل الحالي، ولا يعني هذا أن الجيل الحالي بسيط فهو جيل مثقف وفي مستوى الذكاء يمكن أن يكون أكثر من الأجيال السابقة فهو ينتقي بشكل دقيق المعلومات التي يريدها لذا من المهم أن نوصل الأفكار المطلوبة لهم بالأسلوب الذي يعجبه وذلك لنعيد إحياء الكتابات الورقية.
وأكدت بأنه بات علينا إحياء القراءة الورقية بين الشباب، فالقراءة والكتابة هي ما تميز الفكر، قائلة:" جميعنا ندرس نفس المناهج الدراسية ونرى وسائل التواصل الاجتماعي، إلا إنه ما يميز كل فرد هو أفكاره التي لا تنشأ ولا تتبلور إلا بالقراءة، فالأخيرة تميز الإنسان عن غيره تجعله مختلفاً، وليس شرطاً اليوم أن يقرأ الإنسان في نفس مجال تخصصه فالقراءة تكون في كافة المجالات، فإذا كان الفرد يطمح إلى التغيير فلا بد أن يكون مميز والقراءة في كل المجالات ستساعد على إثراء المعلومات".
مصدر موثوق
من جانبها، أكدت كاتبة المقالات والإعلامية حنان علي الخلفان على أن الصحافة الورقية ما تزال تعلب دوراً حيوياً في تشكيل وجهات النظر ونقل المعلومات بشكل دقيق وموثوق وهي لا تزال تعتبر وسيلة أساسية للتواصل والتفاعل الاجتماعي، إذ ترى الخلفان أن الخبر على الصحف الورقية لا يزال له دوره الهام، فالصحافة الورقية توفر مساحة لتغطية الأحداث بعمق وتحليلها بشكل مفصل، كما تساعد في رصد القضايا الهامة والتصدي للفساد كما وتوفر منصة للحوار العام وتعزز التفاعل بين أفراد المجتمع والوعي الجماعي، فالصحف الورقية توفر المعلومات الدقيقة والموثوقة مما يُساهم في توجيه وجهات النظر واتخاذ القرارات الصائبة، وبفضل الوقت والجهد المستثمر في التحقيقات والتقارير تستطيع الصحيفة الورقية أن تقدم تحليلات عميقة للأحداث والقضايا، مما يسهم في توجيه الرأي العام وتوجيه الاهتمام، كما أنها تقدم منبر للحوارات والنقاشات العامة وتشجيع المواطنين على المشاركة الفعالة في المجتمع.
وفي السياق ذاته، قالت الخلفان:"إن أبرز عناصر الكتابة مثل التحقيق، والتدقيق، والتحليل، والتفاصيل التي يمتلكها الصحافيون الورقيون، القدرة على توفيرها واستكشاف القضايا بشكل أعمق وتوضيح العواقب والتأثيرات المحتملة على المجتمع، وكذلك القصص الشخصية من خلال تقديم القصص للشخصيات القوية والمؤثرة، وتسليط الضوء على تجارب الأفراد فمن الممكن أن ينشأ تأثير عاطفي وقوة تواصل مع القراء، كما يمكن للصحافة الورقية إتقان التصميم والتخطيط الجذاب الجيد للصحيفة مع استخدام الرسومات والصور بشكل فعال لإضافة جاذبية على المحتوى، جميعها عناصر تساهم في إعادة إحياء روح الصحافة الورقية، بالإضافة إلى التنوع في المواضيع والجرأة في التغطية من خلال تقديم تقارير جريئة ومختلفة وتعالج القضايا الساخنة بشجاعة وموضوعية، والبحث عن الحقيقة منها قبل نشرها لضمان محتوى موثوق به ومراعاة التنوع والشمولية في تغطيتها للأخبار والموضوعيات وعكس مختلف وجهات النظر والخلقيات الثقافية والتنوع الاجتماعي ستجذب جمهور متنوع مع التركيز على الجودة وعلى الكم".
وتطرقت الإعلامية الخلفان في الشأن ذاته إلى ابرز التقنيات الحديثة التي من خلالها يمكننا استغلال تطور التكنولوجيا في عملية تحسين القراءة الورقية، لا سيما وأن هناك بعض التطورات التقنية تُساهم في تحسين القراءة الورقية من خلال الابتكارات الحديثة كالأقلام الذكية التي تسمح للقراء بتسجيل الملاحظات مباشرة وحفظها بشكل رقمي وبعضها تتيح تحويل الكتابات اليدوية إلى نصوص قابلة للتحرير، إلى جانب تقنيات الطباعة المتقدمة التي تسمح بإنتاج كتب ذات جودة عالية مثل الطباعة بالأشعة البنفسجية للحصول على صور ونصوص واضحة وحادة على الورق، كما يمكن استخدام الرموز القابلة للمسح (QR CODES ) في الكتب الورقية لتوفير روابط الى محتويات إضافية عبر الإنترنت مثل مقاطع الفيديو والأصوات والمواد التفاعلية ومعلومات أكثر تعزز فهم المحتوى يتم مسحها بواسطة هاتف ذكي أو جهاز قارئ، كما أن تقنيات الرسوم المتحركة والتفاعلية تتيح إضافة عنصر من المتعة والتشويق إلى الكتب الورقية خاصة الكتب المصورة وكتب الأطفال، وتقنيات الترميز البصري مثل (RFID) في الكتب الورقية لتسهيل التعرف على الكتب وإدارتها، يمكن لهذه التقنيات تسجيل المعلومات حول الكتاب مثل العنوان والمؤلف وتصنيفه وبالتالي تسهيل عمليات البحث والمراجعة والتصنيف.
منافسة المحمول
إلى ذلك، يرى صاحب المكتبة الوطنية فاروق عبيد، أن وجود جهاز المحمول أثر كبير على المطبوعات سواء الكتب أو الصحافة، لا سيما وأن هذا الجهاز يحتوي على كامل المعلوماتية في شتى فروع المعرفة فأصبح منافسا قويا للكتب.ورغم ذلك، فإن عبيد يؤكد على أنه بالإمكان ترسيخ القراءة والتشجيع عليها ليكون عن طريق إقامة المعارض الدولية والمحلية الأمر الذي من شأنه أن يشجع الإقبال على القراءة، مشيرا إلى أن المكتبات بشكل عام تحتاج إلى دعم الجهات المعنية في مملكة البحرين كوزارة الإعلام وهيئة الثقافة حتى تستمر في أداء رسالتها وذلك من خلال شراء الكتب وبالأخص مؤلفات أدباء البحرين، كما ينبغي على مكتبات وزارة التربية والتعليم تزويد المكتبات بالإصدارات الجديدة التي تباع بالمكتبات المحلية.
وفيما يتعلق بدور الأسرة، يجد فاروق عبيد أنه من الممكن تفعيل هذا الدور بشكل أكثر من خلال زيارة الأسرة للمكتبات العامة والمحلية بشكل دوري مع أبنائهم وحثهم على زيارتها، وتشجيعهم لزيارة المعارض الدولية.
الهروب للورق
أما كاتبة ومؤلفة راوية "دكان الذاكرة"، ورواية "اوركيد" - الأكثر مبيعاً في البحرين- حوراء الحداد، التي تعتقد اعتقادا تاما بأن الكتابة دائما تكون سلاح فيمن يملك أفكار جديدة ويتطلع لإصدار الكتب حيث يمكنه أن يُترجم هذه الأفكار في إطار أدبي مقبول.
ولا ترى الحداد بأن هناك عزوف على الكتابة والقراءة الورقية، قائلة:" ليس عزوفاً، ولكن قلة إقبال فربما على الكتابة وأما يكون العزوف على القراءة، ولكن أعتقد بأن الأغلب لا زال يفضل الكتب الورقية حتى في عصرنا الحالي، منوهة أنها كمؤلفة لروايتين أخرهما أصدرت في العام 2023 ذكرت بأن العزوف على الكتابة الورقية يعزى إلى الكاتب قد يكون بسبب قلة المردود المالي من ناحية ومن ناحية صعوبات النشر والانتشار مقارنة بالمجهود الذي يبذله الكاتب".
وفي الوقت الذي يعتقد البعض بأن زمن الحبر والورق انتهى أكدت حوراء الحداد بأن ذلك ليس صحيحاً فاليوم العالم والناس تهرب من الشاشات الإلكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي، فما نراه اليوم هو العكس فالناس تهرب من الشاشات إلى الأوراق.
وأكدت بأن الورق يمثل ضمانة من التحديثات والحجب الإلكتروني لذا فهي لا زالت مساحة الأفكار الحرة الوحيدة، مشيرة إلى أن المجتمع اليوم يجب أن يشجع على القراءة والكتابة والتشجيع يبدأ من المنزل بمكتبة صغيرة، لافتة إلى أن بعض المنازل تفتقد إلى هذه المكتبة، فالإنترنت أصبح يسيطر على الحياة على الرغم من أنه نه وليد الأمس حتى أصبحت الذاكرة ضعيفة، قائلة: " أخشى أن يأتي يوماً فنكون كمن لم يتعلم وذلك لاعتمادنا التام على أدوات البحث منها غوغل".
النظام الإعلامي
وفي الشأن ذاته، أكدت طالبة ماجستير الإعلام والعلاقات العامة بالجامعة الأهلية، أفنان عبد العزيز، على أن الخبر على الصحف الورقية لا يزال له دوره في تشكيل وجهة نظر المجتمع ونقل المعلومات، فالصحافة الورقية لا تقتصر على نشر الأخبار فقط، بل تقدم تحليلات وتوضيحات عميقة للأحداث والقضايا المهمة، إذ تُعتبر الصحف الورقية مصدراً موثوقاً يستند إلى المعايير المهنية والأخلاق الصحافية، وتسعى جاهدة لنقل الحقائق والمعلومات بطريقة موضوعية ومتوازنة.
وأشارت إلى أن الصحف الورقية تعتبر كذلك وسيلة فعالة لتوصيل المعلومات إلى الجمهور، إذ يمكن للقراء الاطلاع على الأخبار والتحليلات في أي وقت وبدون الحاجة للاتصال بالإنترنت، الأمر الذي يُعزز التواصل والتفاعل بين المجتمع ويساهم في تشكيل وجهات النظر والرأي العام.
علاوة على ذلك، قالت عبد العزيز:"تُعد الصحف الورقية كمرجع للأرشيف والبحث، إذ يمكن للأشخاص العودة لها أي وقت للاطلاع على معلومات سابقة وتتبع التطورات على مر الزمن، وبالتالي فإن الصحافة الورقية لا تزال تلعب دورا حيويا في تشكيل وجهة نظر المجتمع ونقل المعلومات، مما يجعلها جزءا أساسيا من النظام الإعلامي والديمقراطي".
وترى أفنان عبد العزيز أن من أنجع السبل لترسيخ عادة القراءة من الكتب المطبوعة يكمن في تجسيد الإبداع في هذا الجانب عبر تنظيم مسابقات القراءة في المدارس والمجتمعات المحلية، حيث يتم تحديد قائمة مختارة من الكتب وتشجيع الأفراد على قراءتها ومناقشتها، كما يمكن إنشاء مكتبة مجتمعية تتيح للأشخاص تبادل الكتب وتعزيز التواصل بينهم، بالإضافة إلى ذلك، يمكن تشكيل مجموعات صغيرة للقراءة وتحديد جدول للاجتماعات الدورية لمناقشة الكتب المختارة، وتعتبر إضافة العناصر التفاعلية والإبداعية إلى تجربة القراءة أمرًا مثيرًا كإنشاء مجلات أو مدونات عبر الإنترنت لمناقشة الكتب ومشاركة الآراء والتجارب، ولتوفير بيئة ملائمة للقراءة، يمكن تخصيص مساحات عامة في الحدائق أو الحدائق العامة لإقامة فعاليات القراءة، مع توفير الكتب والكراسي المريحة للأشخاص ليستمتعوا بالقراءة في الهواء الطلق، منوهة أنه باعتماد هذه الأفكار الإبداعية، يمكن تشجيع القراءة من الكتب المطبوعة وترسيخ هذه العادة القيمة في المجتمع.
وعلى صعيد متصل، ذهبت عبدالعزيز إلى أنه يمكن استخدام التكنولوجيا لجعل القراءة تفاعلية وشيقة، من خلال إضافة روابط تفاعلية في الكتب الورقية لتوجيه القراء إلى مصادر إضافية عبر الإنترنت أو توفير ألعاب وتمارين تفاعلية تساعد على فهم المحتوى بشكل أفضل وتعزز التعلم، كما يمكن استغلال التكنولوجيا لربط الكتب الورقية بالمحتوى الرقمي ذي الصلة، مثل مقاطع الفيديو أو المحاضرات المسجلة، لتعزيز الفهم والاستيعاب، هذا إلى جانب تحسين تنسيق الكتب الورقية المطبوعة باستخدام التكنولوجيا المتقدمة، وتحسين جودة الصور والرسومات وتوفير تجربة قراءة أكثر راحة وجاذبية. بالتالي، يمكن القول إن استغلال التكنولوجيا في تحسين القراءة الورقية يمكن أن يعزز الوصول إلى المعرفة ويحفز القراءة بطرق جديدة ومثيرة.
مكتبة المنزل
في الشأن ذاته، أكدت رئيسة جمعية "كلنا نقرأ" أمينة الرويعي على أن وجود مكتبة في البيت بحد ذاتها يخلق من الإنسان قارئ، فالقراءة تُشكل هوية الطفل، إذ أن مشهد وجود مكتبة في البيت ووجود أم وأب قارئان من شأنه أن يُفعل فضول ورغبة الطفل في اقتناء الكتب ومن ثم القراءة.
وأشارت الرويعي إلى أننا يجب المحافظة على ذلك، إذ لدينا جدلية حول الاتجاه نحو الكتب الإلكترونية لسهولة الوصول لها، ولكن يجب أن نعي تماما أن شاشات القراءة الإلكترونية تؤذي العين والصحة على المدى البعيد لن تكون مريحة للإنسان، وربما تُشكل له مخاطر صحية.
وتساءلت الرويعي، ماذا لو فقدنا التكنولوجيا والأنترنت؟! حينها لن يكون لدينا أرشيف للاحتفاظ بالمعلومات، في حين مع وجود الكتب الورقية والمطبوعة يكون هناك تمكن من الاحتفاظ بالنصوص المكتوبة والمعلومات بسهولة ويسر، وعليه، نجد أن فئة كبيرة من القراء تفضل الصحف الورقية، ويحتفظون بقصاصات الأخبار الورقية، فشعور قراءة الخبر وهو مطبوع مختلف تماما عن قراءته عبر مسج أو بودكاست.
وتابعت الرويعي:" بالإضافة إلى أن الكتاب الإلكتروني مزعج للعين فهو مشتت للأفكار، وعدم وجود أشراف على قراءة الكتب الإلكترونية ربما تصل إلى يد القارئ كتب لا تتناسب وأعمارهم تجعلهم يعزفون عن القراءة لا سيما الأطفال، فالإشراف على عملية القراءة من الأم والأب مهم جدا، منوهة أنها لا تمانع التطور ، لا نمانع من التطور الفكري للأطفال، ولكن ضد أن يصل الأمر تقديس العنف على سبيل المثال نتيجة عدم وجود الرقابة الكافية، فاختيار نوعية الكتب للأطفال التي تحرك لهم الخيال وتحمل قيما أخلاقية وأدبية من شأنها المساعدة في تنشئة وتكوين الطفل مما تجعله مستقبلا يشعر بأهمية الرجوع للكتاب المطبوع".