أزمة المسرح الخليجي هي المحسوبية وقلة الدعم
الفنان العجمي لـ"البلاد": الدراما الخليجية أكبر كذبة وملوثة بالزيف والمصالح
يتميز الفنان المسرحي العماني محمد بن عبود العجمي، بتأدية مختلف الأدوار بشكل جاد ومن خلال منهج ستانيسلافسكي بالإحساس بالدور عبر الخبرات النفسية التي تشكل عالمه الداخلي، فنان يمتلك موهبة خلاقة ولديه الكثير من الإمكانات والطاقات الزاخرة المعدة للعطاء بلا حدود بدليل تحقيقه الكثير من الجوائز.
"البلاد" التقت الفنان العجمي في مهرجان المسرح العربي ببغداد وسجلت معه هذا الحوار:
حدثنا عن الحراك المسرحي في سلطنة عمان الشقيقة؟
بفضل الله ومنته وكرمه، سلطنة عُمان الحبيبة تحظى بحراك مسرحي مميز وفعّال وحراك قوي مؤثر في المهرجانات المحلية والخليجية والدولية وتمتاز السلطنة بكوادر راقية قوية في الجانب المسرحي، وهناك أيضا جيل شبابي قادم بقوة سيكون له شأن في الحركة الفنية القوية التي تحظى بها السلطنة.
هل تؤمن بأن فن التمثيل لا يمكن أن يدرس بل هو فطرة وموهبة؟
نعم أؤمن بهذا الفكرة.. فن التمثيل هو فن فطري لدى الفنان أو من يملك هذه الموهبة، ويتم صقلها بالخبرات المتراكمة أو بالتدريس والتعليم كما هو حالي وحال الكثيرين من المبدعين في سلطنة عُمان ودول كثيرة.. ومن وجهة نظري لا يوجد تعليم للموهبة بل توجد موهبة بالتعليم والخبرات.
هناك دروس كثيرة في المسرح.. ما هي بالنسبة لك؟
الاستمرار بالاشتغال الفني، المشاهدة المستمرة والقراءة، التفكير خارج الصندوق، التعلم من التجارب والأخطاء، التنوع في الطرح، الاحتكاك بذوي الخبرة الاجتهاد والسعي الدائم في الإبداع..
ولو أني لا أحب استخدام مصطلح أزمة، ولكني أسأل: ما الأزمة التي يعاني منها مسرحنا الخليجي؟
الأزمة الحقيقية من وجهة نظري تكمن في الدعم المادي والمحسوبية في مسرحنا الخليجي. هناك شح كبير في الدعم وهناك محسوبية واضحة في مسرحنا.
هناك من يميل إلى الفصحى في المسرح وهناك من يميل إلى العامية.. تعليقك؟
أرى أنها ظاهرة صحية في الميول والأذواق والقدرات.. ولكن الفنان المتميز هو من يملك كل الألوان الفنية، وهو من يشتغل ويجرب كل الخطوط الفصحى والعامية، ولابد من المبدع الحقيقي النجاح في كل المسارين والتنويع فيهما.
لقد تعود جمهورنا الخليجي على تقبل الأعمال المسرحية التجارية أكثر من الأعمال الجادة التي تربي الذوق العام. السبب في رأيك؟
السبب الحقيقي في تعود الجمهور على الأعمال التجارية (الكوميدية) إن صح التعبير هو الشرود من الواقع الأليم التي تعيشه منطقتنا العربية من مشادات نفسية ومعاناة إنسانية أليمة سوداوية، وتعود أيضا للفنانين بتقديم السهل الممتنع؛ من أجل الحصول على المردود المالي السريع.
كيف ترى حركة النقد المسرحي عندنا، وهل يقوم النقاد المختصون بدورهم؟
للأسف الشديد لا يوجد لدينا في المسرح الخليجي دور مؤثر للنقد مع كل احترامي للنقاد. هناك فقط دور بسيط جدا من بعض النقاد يكاد لا يذكر، الكم الأكبر يمتاز بالصداقات والمحسوبيات والمصالح المشتركة في النقد.. لدي مصلحة معك، أجعل عملك عظيما وهو لا يستحق الثناء. لا يوجد لي مصلحة معك، أجعل عملك في القاع وهو يستحق الثناء.
أين أنت من الدراما التلفزيونية؟
الدراما وما أدراك ما الدراما.. الدراما التلفزيونية هي أكبر وأعظم كذبة ينتظرها كل ناجح مسرحي وكل فنان متميز.. الدراما تكاد تكون مظلمة بنفس الأشخاص، مستمرة في خطوط المصالح مزيفة ومتلوثة بالأفكار الرجعية القديمة المفلسة. لم يعرض عليّ مسلسل واحد إلى الآن في سلطنة عُمان ولا في الخليج، فهي تسير في سماء المصالح بلا تقدير للمبدع الحقيقي، ومفلسة من المصداقية الحقيقية، وفي إبراز جيل جديد متمكن من الإبداع.
مشروعك المقبل؟
لدينًا في فرقة "أوفير المسرحية الأهلية" مشروعات مسرحية مقبلة بصفتي نائب رئيس الفرقة "محليا وخليجيا وعربيا"، نسأل الله أن ترى النور قريبًا.. ولديّ بشكل خاص مشروعات وتعاونات مسرحية مقبلة.
كلمة أخيرة..
أحب أن أشكر الأستاذ الراقي الجميل والصديق أسامة الماجد على هذا الحوار، وأحب أيضا أن أشكر صحيفة "البلاد" البحرينية.
كما أتمنى أن يحظى مسرحنا العماني والخليجي بالدعم الأكبر والأكبر من المسؤولين وأصحاب القرار، ويحظى الفنان العماني والخليجي بالاهتمام والمراعاة الواسعة في إبراز إبداعاته وموهبته.