خطوات للبحث عن وظيفة والتكيف مع تحديات سوق العمل
يشهد العالم تطوراً واسعاً في سوق العمل، لا سيما مع الانتشار الكبير للتكنولوجيا وظهور وظائف جديدة، تُحتم اكتساب مهارات إضافية.
ومع هذا التطور التكنولوجي السريع زادت المنافسة في سوق العمل، ولم يعد بالأمر اليسير العثور على وظيفة مناسبة في مجال عملك تتماشى واحتياجات السوق مستقبلاً في ضوء ذلك التطور وثورة تطبيقات الذكاء الاصطناعي.
إليك مجموعة من الخطوات، التي يُمكن من خلالها تطوير مهاراتك في البحث عن وظيفة والتكيف مع تحديات سوق العمل، حددها خبراء ومختصون في تصريحات متفرقة لموقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية"، من واقع قراءة متأنية للتطورات الاقتصادية واحتياجات الشركات والمؤسسات المختلفة في هذا السياق.. ويمكن إيجاز تلك الخطوات على النحو التالي:
- تقييم الوضع الشخصي والمهني: ابدأ بتقييم مهاراتك وخبراتك وما تبحث عنه في وظيفتك المقبلة.
- تحسين مهاراتك وتطوير نفسك: من خلال تحديد متطلبات سوق العمل والحصول على ما يلزم من تدريبات للتماشي معها والحصول على مهارات جديدة في مجال عملك.
- تحديث السيرة الذاتية والملف الشخصي: قم بإعداد سيرة ذاتية واضحة، ومشاركتها على منصات التوظيف مثل LinkedIn.
- توسيع شبكة العلاقات المهنية: التواصل مع الأشخاص في مجالك والمجالات المهنية الأخرى يمكن أن يفتح أبواباً جديدة.
- استخدام المنصات: يمكن الاستفادة من مواقع التواصل والمنصات المختلفة في البحث عن وظائف.
- توسيع دائرة اهتماماتك: لا تجعل بحثك مقتصراً على وظائف محددة فقط. قد تجد فرصاً في صناعات أو دورات تخصصية أخرى تمتلك مهارات ملائمة فيها.
- تحسين مهارات الاتصال والتواصل: مهارات الاتصال الجيدة قد تساعدك في التفاعل مع أصحاب العمل المحتملين بشكل فعّال، سواء كان ذلك في المقابلات أو عبر البريد الإلكتروني.
يأتي ذلك في وقت تشهد فيه سوق العمل متغيرات واسعة، يُتوقع معها -بحسب أحدث البيانات الصادرة عن المنتدى الاقتصادي العالمي هذا العام في هذا السياق- خلق 69 مليون وظيفة جديدة بحلول العام 2027 مع إلغاء 83 مليون وظيفة (ما يعني خسارة 14 مليون وظيفة).
كما يأتي أيضاً في وقت تفاقم الأوضاع الاقتصادية الخانقة التي يشهدها العالم أزمات سوق العمل، وفي ظل الفجوة بين الرواتب وارتفاع الأسعار على نحو واسع، حتى أن استطلاعاً أجرته شركة برايس ووترهاوس كوبرز في يونيو الماضي، ذكر أن 26 بالمئة من الموظفين في بريطانيا يعتزمون ترك وظائفهم في العام المقبل؛ بسبب أزمة تكلفة المعيشة الحادة.
وفي هذا الإطار، قدم رئيس مركز العاصمة للدراسات والأبحاث الاقتصادية بالقاهرة، الدكتور خالد الشافعي، لدى حديثه مع موقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية" مجموعة من النصائح للشباب الباحثين عن وظيفة، يأتي في مقدمتها ضرورة عمل الشباب على إعادة تأهيل أنفسهم واكتساب المزيد من الخبرات، والحصول على دورات تدريبية تؤهلهم لشغل هذه الوظائف.
ويعتبر الشافعي التأهيل المهني بما يتناسب مع احتياجات سوق العمل والمتطلبات الضرورية والمستقبلية في كل مجال على حدة من أهم الأمور التي تساعد الشباب في الحصول على فرص وظيفية ملائمة، لا سيما وأنه دون تأهيل لا يُمكن للباحثين عن عمل إيجاد فرص تلبي تطلعاتهم المهنية.
وظائف تصلح لكل زمان.
كما يشدد على ضرورة التعرف إلى نوعية الوظائف المتاحة ومتطلباتها على حسب مجالات العمل المناسبة، وتبعاً لذلك التأهيل لشغل تلك المناصب، فإذا ما تم تأهيل الشباب لما يتناسب مع هذه الوظائف ستكون فرص العمل متاحة بسهولة، ودون ذلك لن يجد الشباب الفرصة التي تحقق طموحهم وتشبع رغباتهم.
وينصح في هذا السياق الشباب بضرورة التحلي بالصبر والمثابرة، ووضع برنامج ورؤية لهم لتحقيق ما يتمنوه، جبناً إلى جنب وتوسيع دائرة المعارف الشخصية؛ لأنها من بين العوامل الأساسية التي يمكن من خلالها الحصول على تزكية لفرصة عمل معينة.
إغراءات الربح السريع
أما الخبير الاقتصادي، الدكتور أحمد حنفي، فيلفت لدى حديثه مع موقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية" إلى ضرورة عدم الانسياق وراء إغراءات "الربح المادي السريع" بالنسبة للشباب، والتركيز في رحلة البحث عن عمل على الوظائف التي تُدر دخلاً مستداماً.
ويقول في هذا السياق: "على الشباب عدم تضييع وقتهم بالانسياق حول تلك الإغراءات، ومن بينها ما يتم عبر مواقع التواصل الاجتماعي (في إشارة لانسياق عديد من الشباب لصناعة محتوى غير هادف عبر مواقع التواصل للحصول على الربح)، مشدداً على أن الاعتماد على إغراءات الكسب السريع لا يمكن اعتباره مصدر دخل رئيسي، لأنها في جميع الأحوال ليست وظيفة ثابتة أو مشروعاً قائماً.
كيف توظف "الذكاء الاصطناعي" في رحلة البحث عن عمل؟
كما يشدد في الوقت نفسه على ضرورة الانتباه للإعلانات الوهمية عبر منصات ومواقع التواصل الاجتماعي والتي تستغل الشباب الباحثين عن عمل.
وإلى جانب التدريب والتأهيل في مجالات الاختصاص العلمية، ينصح الخبير الاقتصادي كذلك بضرورة "تعلم مهن وحرف مختلفة من بينها مهن يدوية"، ويقول إن تطبيقات الذكاء الاصطناعي قد تقضي على عديد من المهن، وبالتالي فإن تعلم حرف يدوية يشكل فرصة جيدة.
ومن ضمن النصائح التي يقدمها حنفي كذلك التوجه إلى الشركات ومراسلاتهم "على اعتبار أنه قد توجد كيانات ومؤسسات كثيرة تحتاج لموظفين لكنها لا تجيد عمليه التسويق لذلك أو الدعاية له".
وفي السياق ذاته، يؤكد الخبير الاقتصادي الدكتور سيد خضر، لدى حديثه مع موقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية" أن الأزمات الأخيرة والصراعات التي يمر بها العالم، وعدم تعافي الاقتصادات مرة أخرى وحالة التباطؤ في النمو الاقتصادي، جميعها عوامل كانت سبباً رئيسياً لزيادة معدلات البطالة في الفترة الأخيرة.
ويشير إلى عوامل أخرى مرتبطة بالتطور التكنولوجي وتأثر عديد من المهن، مع دخول العالم على متغيرات جديدة كالذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الحديثة، وبما يؤثر على سوق العمل، ويطرح بدوره سياقات مختلفة للبحث عن وظائف مناسبة تناسب المستقبل ومتطلباته.. ويقدم في هذا السياق مجموعة من النصائح على النحو التالي:
- استيعاب متطلبات العمل في مجال تخصصك أو المجال الذي تود العمل فيه.
- مواكبة متطلبات السوق الحديثة، وتطابق الدراسة العملية مع النظرية وتوظيفها لتتناسب مع تلك المتطلبات.
- التماشي مع احتياجات السوق في الفترة المقبلة مثل مشروعات ريادة الأعمال ودورها في دعم الشباب وزيادة فرص العمل.
- الاستفادة من منصات ومواقع التواصل والتوظيف للبحث عن وظائف، مع تطوير سيرة ذاتية ملائمة وواضحة.
- التعليم الفني يسهم في زيادة قدرة الصناعات الصغيرة والمتوسطة، وبما يسهم في زيادة فرص العمل.
- التوسع في تنمية المهارات المرتبطة بالتكنولوجيا الحديثة. وكذلك التدريب على اللغات والتمكن منها.