عودة سوريا للحضن العربي.. كيف تؤثر على اللاجئين؟
أثارت عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية بعد اجتماع استثنائي عُقِد في العاصمة المصرية القاهرة، أمس الأحد، الكثير من الأسئلة حول تداعيات هذه الخطوة على الوضع السوري داخلياً من جهة، وحول مسألة عودة اللاجئين السوريين إلى بلدهم لا سيما من دول الجوار من جهة ثانية.
فكيف ستؤثر عودة دمشق إلى الجامعة التي تضم 22 دولة على هذه الملفات؟
رأت هديل عويس، المحللة السياسية والباحثة السورية لدى "منظمة فيلوس" الأميركية، أن "قرار عودة سوريا إلى الجامعة العربية يبدو قراراً معنوياً يمنح الدول الراغبة بإعادة اللاجئين إلى بلدهم تشجيعاً إضافياً مثل لبنان، وكذلك تركيا التي بدا فيها اللاجئ السوري كلمة سر الانتخابات المقبلة، وهو أمر ربما يتكرر في الأردن رغم رفض بعض العواصم الأوروبية والمنظمات الإنسانية التي تعنى بشؤون اللاجئين إعادتهم".
وأضافت لـ"العربية.نت" و"الحدث.نت" أن "هذه العودة ستشجع العديد من الدول على إعادة اللاجئين، مثل لبنان الذي بدأ بالفعل بإعادتهم ولو بأعدادٍ قليلة قبل هذا القرار الذي صدر يوم أمس، وهذا الأمر سيشجع تركيا أيضاً، خاصة أن كلا المرشحين الرئاسيين الرئيس الحالي رجب طيب أردوغان ومنافسه كمال كيليشتدار أوغلو تعهّدا بذلك".
هل يبدأ مشروع إعادة إعمار سوريا؟
لا منح سخية
إلا أنها اعتبرت أن "مسألة إعادة عضوية دمشق تبدو خالية من المنح المالية السخية". وقالت: "باعتقادي ستنحصر التداعيات الاقتصادية لهذا القرار على إرسال المساعدات الإنسانية والمعونات الغذائية إلى سوريا، لاسيما أنها لا تبدو بيئة آمنة للاستثمار بالنسبة للعديد من الدول العربية وعلى وجه الخصوص الخليجية منها، وبالتالي هذه العودة تمّت بهدف تصفير المشاكل".
أما عن الموقف الأميركي، فقالت المحللة السياسية المقيمة في واشنطن، إن "الولايات المتّحدة ترفض تطبيع العلاقات مع سوريا ورئيسها الحالي بشار الأسد، في ظل عدم وجود عملية انتقال سياسي وفق قرارات الأمم المتحدة، لكن اليوم هناك أصوات تخرج من واشنطن وتقول إن سياسة فرض العقوبات لم تغيّر شيئاً، لذا يجب إيجاد حلول بديلة، ولهذا ربما تكون عودة العلاقات العربية مع دمشق بمثابة وسيط بينها وبين واشنطن في المرحلة المقبلة كبداية لتخفيف وطأة العقوبات مقابل شروط جديدة".
الوجود التركي
من جهته، رأى المحلل السياسي غسان يوسف المقيم في العاصمة السورية، أن "دمشق باتت متواجدة اليوم في قلب جامعة الدول العربية، حيث ستشارك في الحوارات وصناعة القرار، وهذا يعني أن الدول العربية تستطيع أن تقف إلى جانبها في الكثير من القضايا، كالوقوف معها ضد الاحتلال التركي أو حتى الأميركي".
كما أشار في حديث لـ"العربية.نت" إلى أن "هناك قضايا أخرى يمكن أن تساعد فيها الدول العربية، مثل مسألة اللاجئين، ومشكلة تهريب المخدرات، ووصول المساعدات الإنسانية، ولهذا تبدو تلك العودة خطوة مهمة"، على حد تعبيره.
قوات مدعومة من تركيا في عفرين
وأضاف أن "الدول العربية التي تعاني من مسألة اللاجئين، تستطيع إعادتهم بعد هذا القرار بالتوافق مع الحكومة السورية، وكذلك الأمر يمكن للدول العربية التي تواجه مشكلة تهريب المخدرات والإرهاب أن تنسّق مع دمشق وتتعاون معها لإيجاد حلول لهذه الملفات. وهناك أيضاً مسائل أخرى تتعلق بإعادة الإعمار".
يشار إلى أن وزراء الخارجية العرب كانوا تبنّوا خلال اجتماعهم الاستثنائي، أمس الأحد في القاهرة، قراراً باستعادة سوريا لمقعدها بجامعة الدول العربية، عقب تعليق عضويتها لنحو 12 سنة.
ومن المحتمل أن يمهّد هذا القرار إلى مشاركة الأسد في القمة العربية المقبلة المزمع عقدها في التاسع عشر من شهر أيار/مايو الجاري.