العدد 5278
الثلاثاء 28 مارس 2023
banner
وداعا بوعدنان!
الثلاثاء 28 مارس 2023

«إن العين لتدمع، وإن القلب ليحزن، وإنا على فراقك «بوعدنان لمحزونون»، ولا نقول إلا ما يرضي الله «إنا لله وإنا إليه راجعون»، ورغم إيماننا بالقضاء والقدر، وأن الموت حق على كل حي، فإن الفراق صعب، ويكون أصعب عندما يكون الرحيل لاخ وزميل إعلامي كبير من الطراز النادر، حياته حافلة بالإبداع والعطاء فكان رحمه الله مميزا في مهنيته العالية،
فقد كانت صدمة كبيرة انتابتنا ونحن نتلقى خبر وفاة محمد علي حسين، الذي تعرفت عليه في مهرجان الشباب العربي بالرباط عام 78 وكنت أتابع وأقرأ ماكان يكتبه في جريدة الوحدة، وكان مقالا بعنوان “بصراحة” ثم قام بتغييره إلى “تناتيش” بأسلوبه الشيق وبكلماته الفلسفية التي تشدك، فهو باختصار مدرسة إعلامية متحركة قدم الكثير للإعلام الرياضي الإماراتي، لا ننساه إطلاقا بل ساهم بدرجة كبيرة، ونثمن ونقدر دوره رحمه الله، وبما أننا نؤمن بقدر المولى ونحن نفتقد إنساناً عزيزاً على قلوبنا، لعب دورا مهما في حياتنا، وقدم الكثير فكان - بحق- مبدعا في عناوينه وطرحه الصحافي القوي، والذي يعد أحد أبرز الأقلام التي مرت على صحافتنا، ولي معه العديد من المواقف والحكايات ستظل عالقة بذهني، فاذا كان لي من العمر ستكون جزءا من ذكرياتي في الإصدارات المقبلة خاصة في فصل حكايتي مع الزملاء، فهو أستاذ ومعلم بكل أمانة نقولها في الراحل!
فقد كان حريصا على المشاركة في كل الخطط التي نطرحها، حيث لازمته زميلا في جريدة الاتحاد عام 85  بعد انتقالي .. فهو رجل يحب الموضوعات الصحافية الشيقة وغير التقليدية، قلمه له محبوه وقراؤه تخرج منها  كلمات جديدة لأنه كان رجلاً شغوفاً بالقراءة والثقافة العامة، مطلعاً على كل جديد، ولفت انتباه المشاهدين والقراء والمسؤولين، فاختاروه لكفاءته ليكون حكما دوليا في كرة اليد ومعلقا في الألعاب الشهيرة التي أعطاها بعدا ومدرسا يربي الاجيال ومرشدا لزملائه الصحفيين والعبد لله منهم.
وأنا هنا أجلس للكتابة برغم ابتعادي عن الكتابة تعجز الكلمات للتعبير عن فقيدنا الذي تركنا وانتقل لجوار ربه، فقد كان رجلا طيبا قنوعا يفتح قلبه لكل من يسأله عن أي موضوع رياضي، فقد كان إنساناً مفعماً بالمشاعر والإحساس والطيبة، جمعتني به سنوات طويلة.
 إلا أن المرض والحالة الصحية اتعبته، فقد كان إنساناً طيباً يحب الخير لزملائه، فهو مبدع في كتاباته وأفكاره، وكنا نعتمد عليه في وضع عناوين المواضيع العامة قبل النشر، حيث يظل يفكر فيها لوقت طويل ثم يأتينا بعدها بالعناوين، نتفق على واحد منها يكون بوعدنان اختارها، عرفته الجماهير الخليجية  لحبه الألعاب الشهيرة المنسية التي حبب الناس فيها وأنقذها بدعمها إعلاميًا فكان يفتح قلبه على الاستفسارات، ويجيبهم بكل صدق وصراحة، ويتمتع بثقافة عالية وبالأخص الرياضية. إن وفاته كانت صدمة أحزنتنا جميعا، تغمده العلي القدير بواسع رحمته، وأدخله فسيح جناته.. الله يرحمه ويغفر له ويسكنه فسيح جناته، ويلهم أهله الصبر والسلوان وداعا  بوعدنان رحمك الله.

 * كاتب إماراتي

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية