المحتجون يواصلون إضرابهم والحرس الثوري يواصل القمع
رغم الاعتقالات وأحكام الإعدام.. انتفاضة الإيرانيين مستمرة
واصل محتجون إيرانيون إضرابهم، أمس الثلاثاء، لليوم الثاني على التوالي، ضمن الاحتجاجات المستمرة في البلاد منذ منتصف سبتمبر الماضي. في حين عمد النظام الايراني الى إستخدام عقوبة الاعدام كورقة لترهيب معارضيه، حيث قضت السلطات بإعدام خمسة أشخاص، بعدما دِينوا بالتورط في مقتل عنصر من الباسيج خلال الاحتجاجات التي تجتاح البلاد، وفق ما أعلنت السلطة القضائية.
وقال الناطق باسم السلطة القضائية، مسعود ستايشي، في مؤتمر صحافي إن أحكاما بالسجن لفترات طويلة صدرت بحق 11 شخصاً آخرين، بينهم ثلاثة أطفال، على خلفية مقتل روح الله عجميان، مضيفاً أن الأحكام قابلة للاستئناف.
وأفاد موقع ميزان أونلاين التابع للسلطة القضائية الأسبوع الماضي أن تهمة “الفساد في الأرض” وُجهت إلى مجموعة من 15 شخصاً على خلفية مقتل عجميان في 3 نوفمبر في مدينة كرج غرب طهران.
وقال المدعون إن عجميان (27 عاماً) جُرد من ملابسه وقُتل على يد مجموعة من المشيعين الذين كانوا يحيون أربعينية المتظاهرة حديث النجفي التي قُتلت خلال الاحتجاجات التي تشهدها إيران منذ وفاة مهسا أميني.
في 12 نوفمبر، أعلن موقع ميزان أونلاين عن توجيه اتهامات إلى 11 شخصاً في مقتل عجميان، بينهم امرأة، لكن مع بدء المحاكمة، قال إنه تم توجيه تهم إلى 15 شخصاً في القضية.
وترفع الأحكام الأخيرة الصادرة عن المحكمة عدد المحكوم عليهم بالإعدام في إيران بسبب الاحتجاجات التي اندلعت بعد وفاة أميني إلى 11 شخصاً.
من جهته، أعلن الحرس الثوري في إيران، أمس، توقيف 12 شخصاً بتهمة الانتماء إلى “مجموعة من المخربين” على صلة بدول أوروبية.
وقال فرع الحرس الثوري في محافظة مركزي (وسط) في بيان نقلته وكالة تسنيم إن “أعضاء هذه الشبكة حاولوا - بقيادة عملاء معادين للثورة يعيشون في ألمانيا وهولندا - الحصول على أسلحة وينوون القيام بأنشطة تستهدف الأمن القومي”. وأضاف “تم القبض عليهم” و”فشلت خطتهم بإثارة أعمال شغب” دون تحديد مكان وتاريخ هذه الاعتقالات. كما نبه الحرس الثوري من وقوع مزيد من “الأعمال الإرهابية”، حسب زعمه.
وفي السياق ذاته، أوقف نائب مدير وكالة الأنباء الإيرانية “فارس” المقربة من السلطات، وفق ما أعلنت هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية مساء الإثنين.
وأوضحت أن “نائب رئيس وكالة أنباء فارس، عباس درويش تافانجر، اعتقل بتهمة تزوير أنباء”. وأضافت الهيئة، “لا يزال رهن الاحتجاز حتى نتمكن من معرفة أسباب تزويره للأخبار ووضع نشرات إخبارية مضللة”. ويتعلق الأمر بنشرات سرية يتم توزيعها على بعض المشتركين.
إلى ذلك، انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي دعوات إلى تنفيذ إضراب مدته ثلاثة أيام بلغ ذروته أمس الأربعاء تزامناً مع “يوم الطالب”.
ووثّقت الصور إغلاق التجار والباعة في عشرات المدن الإيرانية أبواب محالهم. كما أضرب نحو 500 من عمال العقود العاملین في شركة خزانات بتروكيماويات في جنوب غربي إيران، وفقًا لمجلس تنسيق احتجاجات عمال عقود النفط. في غضون ذلك، يشارك طلاب العديد من الجامعات في الإضراب؛ تنديدا بقمع قوات الأمن للاحتجاجات.
وتشهد إيران تحرّكات احتجاجية منذ وفاة الشابة الإيرانية الكردية، مهسا أميني، البالغة من العمر 22 عاماً بعدما أوقفتها “شرطة الأخلاق” في 16 سبتمبر لمخالفتها قواعد اللباس الصارمة في إيران.
وقالت الخارجية الأميركية، “لم نر ما يدل على أن القيادة الإيرانية تحسن طريقة معاملتها للنساء والفتيات أو توقف العنف الذي تتعامل به مع المتظاهرين السلميين”.
وتتهم السلطات التي تتحدث عن أعمال شغب، الولايات المتحدة وحلفاءها الغربيين وكذلك الجماعات الكردية المتمركزة في الخارج بأنهم المحرضون على هذه الحركة الاحتجاجية غير المسبوقة.
والأسبوع الماضي، أعلن قائد بالحرس الثوري أن أكثر من 300 شخص قتلوا في الاضطرابات، بينهم العشرات من أفراد قوات الأمن. كما تم اعتقال آلاف الأشخاص.