العدد 5166
الثلاثاء 06 ديسمبر 2022
banner
يوميات مواطن دايخ (سنادي)
الثلاثاء 06 ديسمبر 2022

“والله يا وليدي حاولت... كلمت الوزير وقال لي (أبشر) وأرسلت له أوراقك... ننتظر ونعيِّن من الله خير”... كان ذلك هو جوابي الذي تكرر ربما أربع أو خمس أو ستين مرة... لا أتذكر... حينما يسألني ولدي عن الجديد بشأن توظيفه في الوزارة... وللتوضيح، كانت البداية عندما تخرَّج الولد من الجامعة وأخبرني يومًا ما بأن الوزارة الفلانية فتحت باب التوظيف، ثم ذكرني بالقول: “رأيتُ لك يا والدي صورة في حوار صحافي مع الوزير... يعني ما تقدر... كلش كلش.. ترفع أوراقي وخصوصًا أنني متخصص في المجال المطلوب... يعني ما أستاهل تتوسط لي وأنا ولدك يا يبه؟!”.
لم أشأ أن أفاجئ ولدي بالقول: “أبوك واسطته خرطي يا وليدي”، ولم أرد أن أكرر عليه بأنني أكره الواسطة وأهلها وعشيرتها وطوائفها، لكن وجدتُ مما لا بأس فيه أن أقول تلك العبارة العتيدة: “نحاول يبه... والأرزاق بيد الله... إن كان لك في تلك الوزارة أو الوظيفة رزق... ستأخذه”، وإن الله مع الصابرين... وكان ما كان، صبرنا على أية حال، فأنا أيضًا أتطلع إلى أن ينال ابني وظيفة حالي حال كل مواطن وهذا حقه وحقي، ويبدأ حياته العملية ويشق طريقه، وأفرح به كما هي أمنية كل أب وأم أن يروا عيالهم “عرسانًا”، ثم علاوة على ذلك... هو سنادي وذراعي الأيمن... يساعدني حينما يتوظف بتحمل ما أمكن من ثقل متطلبات المعيشة والتزاماتها ويواصل معي طريق رعاية والدته وإخوته لكي يعيشوا باستقرار وكرامة وستر، ويتعلموا ويخدموا بلادهم ومجتمعهم.
لا بأس، فلنحاول مع “بو فلان”، فلديه شركة وقد تتيسر الأمور وتحصل على الوظيفة هناك... هو لن يقصر أبدًا أنا متأكد... وبالفعل، زرت “بو فلان” في مكتبه ومعي ابني ورحّب بنا وتحدثنا وضحكنا وشربنا الشاي والقهوة وقدم الولد أوراقه وشرح له استعداده للعمل فلم يكن أمامه إلا أن قال: “أبشر”، ثم نادى: “روز... روز... بليز فايند غوود جوب فور ذيس يانغ مان... يستاهل”، وكانت روز، واسمها على ما يبدو روزاليندا، تنظر إلينا وكأن بيننا وبينها ثأر قديم! المهم، مرت الأيام تلو الأيام والتقيت بالحبيب “بو فلان” وسألته: “بارك الله فيك.. ما صار شي عن طلب الولد؟”، فأجاب: “أفا.. ألم تتصل روز؟ لقد أوصيتها بإنهاء إجراءات توظيفه؟ لا لا... بكرة إن شاء الله تواصل معي لتذكيري وسأقوم باللازم”... في الغد، تواصلت معه وقال أبشر... وبعد أسبوع تواصلت معه وقال أبشر... وبعد شهرين تواصلت معه وقال أبشر... إلى أن أدركت أن صاحب العمل الذي يترك الخيط والمخيط لغير أبناء البلد في شأن توظيف واحد من أبناء البلد... ما منه فايده والسلام.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية