العدد 5166
الثلاثاء 06 ديسمبر 2022
banner
لماذا الرهان على المستقلين
الثلاثاء 06 ديسمبر 2022

فوز المستقلين بالأغلبية النيابية كان متوقعا بعد أن خذل أصحاب الانتماءات الأخرى الناخبين، فالمستقل يخوض الانتخابات برؤية مستقلة وبرنامج خاص به على العكس من الآخرين ذوي الصفات الحزبية، المستقل قد يكون له انتماء عشائري أو تقف خلفه طبقته الاجتماعية أو المهنية، بيد أن تحركاته تستهدف الشريحة الأكبر من المواطنين.
في كل مرة تجري فيها الانتخابات النيابية والبلدية يحدث الصراع بين المستقلين والمنتمين للجمعيات وكل فئة تزعم أنها قادرة على اجتراح ما تعجز عنه الفئة الأخرى، غير أنّ النظرة المنصفة والموضوعية أنّ الواقع يدحض مزاعم الكتل الانتخابية مهما كان عددها لسبب في غاية البساطة أنّ حجم الكتلة لوحده غير قادر على إنجاز ولو الحد الأدنى من الطموحات ما لم يكن هناك توافق مع الآخرين كتلا ومستقلين. والادعاء بأنّ المستقلين يفتقرون الخبرة اتضح أنه اتهام باطل، فالكثير من المستقلين من أصحاب الخبرة في الشؤون السياسية والقانونية وغيرها.
لابد أن نشير إلى أنّ نجاح المستقل متوقف على مدى مصداقيته والتصاقه بهموم الناخبين، ويرى البعض أنّ الخبرة في العمل الاجتماعي والمساهمة في العمل العام يعد شرطا لابد منه لنجاح النائب المستقل. وأذكر هنا رأيا لأحد أعضاء المجلس النيابيّ قبيل سنوات أكدّ من خلاله أنّ الشارع العام لم يعد يثق في الجمعيات السياسية وأنّ الناخب يهمه في المقام الأول أداء النائب بصرف النظر عن كونه ينتمي إلى جمعية أم بصفته مستقلاً. وأنّ دور الجمعيات يجب أن يكون فاعلا طوال الوقت لا أن يكون متوقفا على الفترة الانتخابية فقط. ونعتقد أنّ الواقع برهن على صدقية هذا الرأي فالجمعيات لا تبرز أنشطتها إلا خلال الموسم الانتخابيّ وقبلها تعيش سنوات في كسل وتراخ. 
إنّ المواطن يراهن على النائب المستقل لأنه لا يتحرك ضمن الحيز الآيديولوجي الذي في أغلب الأحيان لا يصب في مصلحة المواطن. والواقع يسعفنا بشواهد عديدة تخلى فيها أصحاب النزعات الآيديولوجية عن ناخبيهم تماما تحت مبررات واهية. ولا يغيب عن ذاكرة المواطنين الأداء الهزيل لنواب محسوبين على الجمعيات، ناهيك عن افتقارهم الخبرة البرلمانية فكان سقوطهم متوقعا لدى الكثيرين.
* كاتب وتربوي بحريني

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية