العدد 5111
الأربعاء 12 أكتوبر 2022
banner
رؤيا مغايرة فاتن حمزة
فاتن حمزة
هيبة المعلم بين الأمس واليوم
الأربعاء 12 أكتوبر 2022

لن أتحدث عن أعظم وظيفة عرفتها البشرية حتى تغنى بها الشعراء، فقد كفانا زملاؤنا الأعزاء مؤونة ذلك، لكن بما أننا شهدنا قبل أيام احتفالاً بيوم المعلم، وإن كنت أرى في ذلك شيئاً من الإجحاف، فالأيام كلها للمعلم، أحببت أن أتحدث في جانب آخر لم أجد من تطرق إليه وهو هيبة المعلم.


بالأمس حيث كنا ومن سبقنا من تلك الأجيال نقدس المعلمين ونحيطهم بالمهابة والإجلال وهم أهل لذلك، في تلك الصباحات البعيدة لم يكن يخطر في بالنا أن هناك من يعتدي أو حتى يسيء لهم، وإن حصل فهي حالات شاذة لا تكاد تذكر، وعندما ننتقل بين الأزمنة إلى يومنا هذا، لا يكاد يمر يوم وإلا ونسمع هذه القصص التي كما ذكرنا نعدها شاذة.


لا شك أن هناك أسبابا أوجدت هذا الخلل الكبير عند هذا الجيل، لكن لا ينبغي أن ننكر أن للجهات التشريعية دورا في ذلك، ولعل أبسط مثال على ذلك هو تجريد المدرس من حقيقة أن الطالب يحتاج إلى “تربية وتعليم”، فتقيد المدرس وأصبح غير قادر على التأديب، وتم منعه من اللجوء إلى العقاب الممدوح والمجاز، أسلوب لا يتوافق مع تنشئة جيل متمرد مشاكس منفتح بسبب التأثر والتقليد الأعمى لمحتويات ركيكة تدور في وسائل التواصل الاجتماعي وغيرها من وسائل التكنولوجيا الحديثة، كيف نخلق جيلا مثاليا يحترم نفسه ويحترم المعلم وسط هذا الاستهتار من قبل البعض؟!


التعليم مهنة ذات قداسة خاصة توجب على القائمين عليها أداء حق الانتماء إليها إخلاصاً في العمل وصدقاً مع النفس والطلبة.. التعليم عطاء مستمر للعلم والخير، لذا من واجبنا تعزيز دور المعلم بالتحفيز والثناء، وحث أبنائنا بشكل دائم على تقديره والتعامل معه بكل حب واحترام .مساحة المقال محدودة ولا يسعنا سوى التطرق إلى هذه المسألة.


رحم الله من رحل من أولئك الذين أناروا دروب ظلامنا بنور العلم مضحين براحتهم من أجلنا، وبارك في أعمار من تبقى منهم، ووفقهم على تربية أبنائنا بكل حرص ومسؤولية وأمانة.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .