+A
A-

قلق أميركي من توجيه تهم لأجانب بأوكرانيا.. البنتاغون: أسلحتنا لم تقصف الروس بالقرم

قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، الجمعة، إن الولايات المتحدة تشعر بالقلق إزاء تقارير عن توجيه اتهامات لمواطنين من بريطانيا والسويد وكرواتيا من قبل "السلطات غير الشرعية في شرق أوكرانيا".

وكتب بلينكن على "تويتر" يقول: "إن على روسيا ووكلائها الالتزام باحترام القانون الإنساني الدولي بما في ذلك الحقوق والحماية الممنوحة لأسرى الحرب".

وستنظر المحكمة العليا في جمهورية دونيتسك الشعبية في قضية جنائية ضد السويدي جوستافسون ماتياس والكرواتي بريبج فيكوسلاف وثلاثة بريطانيين هم جون هاردينغ وديلان هيلي وأندرو هيل. كانوا جزءا من كتيبة "آزوف" وتشكيلات مسلحة أخرى، تم أسرهم في ماريوبول، بما في ذلك في مصنع المعادن "آزوفستال".

يأتي ذلك فيما قال مسؤول بوزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، الجمعة، إن القوات الأوكرانية في شمال البلاد حققت بعض المكاسب على صعيد استعادة الأراضي، بما في ذلك مناطق قرب خاركيف. كما نفت الوزارة استخدام أي أسلحة أميركية في ضرب قاعدة ساكي الجوية الروسية في القرم الأوكرانية.

ونقل بيان لوزارة الدفاع الأميركية عن المسؤول، الذي لم يذكر اسمه، أن القوات الأوكرانية تواصل التقدم في خاركيف بغرض الضغط بقوة على الروس. وأشار إلى تكبيد القوات الروسية أضرارا على جسور تستخدمها.

وأضاف أن أوكرانيا قصفت قاعدة ساكي الجوية الروسية في شبه جزيرة القرم يوم 9 أغسطس الجاري، مشيرا إلى تأثير كبير للقصف على قوة روسيا الجوية وأفرادها.

واتهم المسؤول الأميركي، روسيا بمواصلة قصف مناطق أوكرانية "دون تمييز"، متسببة في خسائر بشرية كبيرة.

وذكر أن محطة زابوريجيا النووية في شرق أوكرانيا التي تسيطر عليها روسيا في الوقت الحالي لا تواجه أي تهديد فوري لسلامتها وفقا لتأكيدات الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

والجمعة، أفادت وكالة "سبوتنيك" بسقوط قذيفة أوكرانية على بعد 10 أمتار من مخزن للنفايات النووية في زابوريجيا.

وتعرّضت محطة زابوريجيا النووية الأوكرانية، الأكبر في أوروبا، للقصف مجددا، الخميس، وتبادلت موسكو وكييف الاتهامات بشن الضربات الجديدة، في حين شدّدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية خلال اجتماع لمجلس الأمن الدولي على وجوب تمكينها من دخول المحطة "بأسرع وقت ممكن".

وكانت القوات الروسية قد سيطرت على المحطة في 4 مارس، بعد أيام قليلة على بدء العملية العسكرية الروسية.

هذا وأعلن البنتاغون، الجمعة، أنّ أيّ أسلحة أميركيّة لم تُستخدم لمهاجمة قاعدة ساكي الجوّية الروسيّة في شبه جزيرة القرم الأوكرانية، مشيرة إلى أنّها تجهل أسباب الانفجارات المدمّرة التي شهدها الموقع.

ويُعتقد أنّ القوّات الأوكرانيّة تقف وراء الانفجارات التي دوّت، الثلاثاء، في قاعدة ساكي بالقرم التي تحتلّها روسيا منذ عام 2014. وقد أدّت الانفجارات إلى تدمير 8 طائرات ومخزونات ذخيرة.

ولم تُعلن أيّ جهة مسؤوليّتها عن الانفجارات. كما لم تتّضح بعد أسباب الانفجارات في القاعدة الجوّية التي تُعدّ نقطة انطلاق رئيسيّة للعمليّات العسكريّة الروسيّة في الحرب التي تشنّها موسكو على أوكرانيا.

وفي حين وصفت روسيا ما حصل بأنّه حادث، يقول خبراء إنّ صورًا ملتقطة بالأقمار الاصطناعيّة وكذلك تسجيلات فيديو أرضيّة توحي بأنّه هجوم.

وزوّدت الولايات المتّحدة أوكرانيا كمّيات كبيرة من الأسلحة والذخائر، لكنّها لم تمدّها بما يُمكّنها من توجيه ضربات للأراضي التي تُسيطر عليها موسكو انطلاقًا من الأراضي الخاضعة لسيطرة كييف.

وقال مسؤول رفيع في وزارة الدفاع الأميركيّة لصحافيّين: "لم نُزوّد أوكرانيا بما يسمح لها أو يمكّنها من ضرب القرم".

واستبعد المسؤول أن تكون الانفجارات عبارة عن ضربة بواسطة صواريخ تكتيكيّة موجّهة دقيقة متوسّطة المدى كانت كييف طلبت التزوّد بها، ويمكن أن تُطلق بواسطة منظومات "هيمارس" الصاروخية الأميركية الموجودة في أوكرانيا. وعلق المسؤول: "لم نزوّدهم بهذه الصواريخ".

وشدّد المسؤول على عدم توافر معلومات لدى البنتاغون من شأنها أن تؤكّد ما إذا القاعدة استُهدفت بهجوم صاروخي أو ما إذا كانت الانفجارات قد نجمت عن عمل تخريبي.

لكنّه أفاد إنّ ما حصل "كان أثره كبيرًا على العمليات الجوّية الروسيّة وعلى عناصر سلاح الجوّ".

والجمعة، قال جهاز الاستخبارات الدفاعيّة البريطاني إنّ الانفجارات المتعدّدة التي وثّقها أشخاص في المنطقة في تسجيلات فيديو "ناجمة بشكل شبه مؤكّد عن انفجار ما يصل إلى أربعة مناطق تخزين ذخائر غير مغلقة".

وذكر الجهاز أنّ الانفجارات دمّرت أو ألحقت أضرارًا بالغة بخمس طائرات سوخوي 24 القاذفة المقاتلة وبثلاث طائرات من طراز سوخوي 30 المتعدّدة المهمّات، لكنّ المدرج لا يزال صالحًا للاستخدام.

وبحسب جهاز الاستخبارات الدفاعيّة البريطاني، "تُستخدم ساكي بشكل أساسي قاعدةً لطائرات أسطول البحر الأسود في البحرية الروسية".

وأشار الجهاز إلى أنّ القدرات الجوّية للأسطول تمّ إضعافها إلى حدّ كبير.