مدرب الغوص محمد البلوشي لـ“البلاد”: غياب الأمن والسلامة بالمسابح المنزلية أهم مسببات الغرق
قال مدرب الغوص ومدرب قبطان بحري محمد البلوشي لـ ”البلاد” إن غياب أنظمة الأمن والسلامة بالمسابح المنزلية المسبب الرئيسي لحوادث الغرق التي تحدث بين الحين والآخر، مشيرا إلى ضرورة وجود شخص يتقن السباحة بالقرب من مرتادي المسبح.
وأضاف البلوشي أن التشريعات البحرينية بهذا الشأن موجودة وكافية، ولكنها بحاجة لمزيد من الرقابة والتنفيذ والاهتمام.
البداية
متى دخلتَ حرفة الغوص؟
العام 2005 مساعد مدرب، وفي العام 2016 أصبحت وبتوفيق من الله مدربًا للغوص.
الاختيار
لماذا اخترت هذه المهنة الصعبة التي تنطوي على مخاطر؟
الشغف بالبحر الذي ورثته من الوالد رحمة الله عليه، وحبي للبيئة البحرية والصفاء وراحة البال الذي تجده تحت الماء مع الأسماك.
المغاصات
هل يعتبر الغوص في البحرين على درجة كافية من الاهتمام والالتفات؟
بحر البحرين جميل، ولا يختلف عليه غواص، بسبب وجود عوامل متعددة، زادت من حجم المغاصات، منها “طبع” بعض السفن بالبحر منذ الخمسينيات، وبعض الأجسام الأخرى، إضافة إلى أن لدينا هير “بولثامة” وعدد من الهيرات الأخرى الجميلة التي اهتمت الدولة بالحفاظ عليها من التلف والبعثرة.
حملات
هل ترى أن الوعي البحري خصوصًا فيما يتعلق بالحفاظ على البيئة البحرية بالمستوى المطلوب؟
هنالك مبادرات حكومية وأهلية لهذا الغرض، ولزيادة منسوب الوعي لدى الناس، يضاف إليها حملات تنظيف الشواطئ والبحار، وهي مبادرات ظهرت نتائجها أخيرًا على مستويات عديدة، أثرت الشُعَب المرجانية، وزادت من منتوج الأسماك وأنواعها.
طوق النجاة
تزايدت أخيرًا حوادث الغرق في برك السباحة المنزلية والبحار أيضًا، كيف تقرأ أسباب ذلك؟
هنالك فارق ما بين الغرق في مسبح أو في البحر، ففي النوع الأول تكون الأسباب الرئيسية لوقوع حوادث الغرق، جراء نقص أو انعدام وجود سبل الأمن والوقاية، مثل وضع سياج حول المسبح، أو أطواق النجاة، وعصا لسحب المصاب أو الغرقان، يضاف إليها إهمال الوالدين أو المسؤولين عن المكان.
أما البحر، فلديه أسباب كثيرة جدًا، أولها الاستهانة بالبحر، أو بالطبيعة المناخية للبحر، كالتيارات، والموج، والعمق، ومعظم الذين توفوا بالبحر، كان بسبب دفعه بقوة التيار إلى منطقة عرض البحر، ما يجعل رجوعه أمرًا صعبًا.
سترة النجاة
ما أهم النصائح التي تقدمها للوالدين ولأرباب الأسر بهذا الشأن؟
بالنسبة للمسابح المنزلية، فلابد أن يتواجد شخص يتقن السباحة، في المنطقة المذكورة أثناء وجود آخرين لا يتقنونها، ويُفضّل أن تكون لديه دراية أو حاصل على رخصة إسعاف أولي، بحيث يكون قادرًا في حال حصلت حادثة معينة على إنقاذ حياة الآخرين.
وأيضًا توفير الشروط اللازمة للمسابح المنزلية، من أطواق نجاة، وأدوات إسعاف أولية وغيرها.
أما بالنسبة لمرتادي البحر، فإن كان المرتاد قادمًا من شاطئ يستحسن أن يسأل ما إذا كان هنالك منقذون بالمنطقة المذكورة، أو إسعاف أولي، وغيرها وذلك لحالات الطوارئ.
ومن الضرورة أن يرتدي وسيلة طفو مناسبة، تجعله طافيًا على الماء عند الحاجة، كسترة النجاة، أو أطواق النجاة أو غيرها.
المسموح قانونا
معظم حالات الغرق في البحرين، تكون بسبب إهمال مرتادي القوارب لأنظمة الأمن والسلامة، ما الأسباب؟ والحلول؟
من الأسباب، وجود عدد أكبر من الأشخاص على القارب مما هو مسموح قانونًا، وفنيًا، وعدم الالتزام بالضوابط والقوانين البحرية، كارتداء سترة النجاة طول فترة الرحلة أو الإبحار، وعدم توفير المعدات اللازمة للإنقاذ في القوارب، والتي منها أجهزة البحث عن الغريق، وإبلاغ السلطات البحرية.
على سبيل المثال، إذا ما ضاع شخص في عرض البحر، هنالك جهاز اسمه “في إش إف” لإجراء اتصال مع أي شخص لديه الجهاز نفسه، والأهم التواصل مع السلطات المختصة، وهو لا يكون بالغالب موجود على أسطح القوارب، باستثناء المملوكة من قبل الشركات.
كلفة الجهاز
هل هذا الجهاز مكلف؟
يصل سعره إلى 600 دينار، ويحتاج لتصريح من قبل وزارة المواصلات والاتصالات، وعلى الرغم من الإجراءات المطولة التي يأخذها امتلاك الجهاز، لكنه مهم ودائم الاستخدام.
رقابة وتنفيذ
هل ترى أن القوانين والتشريعات البحرينية الحالية للوقاية من الغرق كافية؟
كافية، ولكنها تحتاج لرقابة وتنفيذ أكثر، خصوصًا مع تزايد حالات الغرق، ومجهودات وزارة الداخلية ممثلة في الإدارة العامة لخفر السواحل مشكورة ومقدرة، وتعبر عن أخلاق المواطن البحريني النبيل. ولقد رأيت أخيرًا قاربًا يتبعها عليه ثلاثة ضباط وثلاثة أفراد، وهو يتحرك بمنطقة شرق البحرين، وكانوا يبادرون بإعطاء سترات نجاة مجانًا لأي قارب يصادفهم ليس مع ركابه سترات، وإذا كان لهؤلاء ستر نجاة، يعطونهم ستر نجاة إضافية. وهذا ليس بالغريب عنهم، وعن دماثة خلقهم.