+A
A-

فيصل شاهين الشريك في “حياة جديدة”: استغلال أعضاء المتوفَّين دماغياً يلغي مراكز غسيل الكلى

قال نائب رئيس لجنة مستشاري منظمة الصحة العالمية للتبرع بالأعضاء وزراعتها ورئيس الجمعية العالمية للتبرع بالأعضاء واستئصالها ومدير عام المركز السعودي لزراعة الأعضاء والشريك مع حملة صحيفة البلاد “حياة جديدة” فيصل شاهين إن “10 % فقط من العمليات التي يحتاجها مرضى الكلى تتم عالمياً، بسبب النقص الحاد بالأعضاء”.
وأشار شاهين في لقائه مع “البلاد” إلى أن دول الخليج مدعوة للمزيد من الجهود والعمل والتنظيم، والدفع ببرامج زراعة الأعضاء المختلفة؛ لإنقاذ الكثير من المرضى المشرفين على الوفاة.
كيف تنظر إلى زراعة الأعضاء في الخليج العربي؟ هل ارتقى مهنياً إلى المستوى المطلوب؟
10 % فقط من عمليات الزراعة المطلوبة (عالمياً) تتم لمرضى القصور الكلوي النهائي؛ بسبب النقص الشديد في الأعضاء من المتبرعين المتوفين دماغياً، كما أنه من الأحياء يعتبر قليل جداً، ولا يجرى إلا من قبل شخص واحد لكل عشرة أشخاص محتاجين.
وبالنسبة للخليج العربي ككل، لا يوجد نشاط جيد إلا في ثلاث أو أربع دول، وهي المملكة العربية السعودية، والكويت، والإمارات، ولكن ببقية الدول لا توجد أنشطة مقارنة بوجود نسبة من حالات الوفاة بها، مع غياب التنظيم مع ازدياد حالات المتوفين دماغياً.
نحن بحاجة للمزيد من الجهود والعمل والتنظيم، والدفع بهذه البرامج داخل هذه الدول؛ لإنقاذ الكثير من المرضى المشرفين على الوفاة.
هل ترى بأن اهتمام الجهات الرسمية خليجيا ملبية للتطلعات؟ هل لك أن تذكر لنا نموذجاً بذلك؟
ليس في جميع الدول هنالك دعم لهذه البرامج، فكل البرامج الناجحة يجب أن يكون لها دعم من جميع الجهات الرسمية، وليس القطاع الصحي فقط، وإنما القطاعات الأخرى.
زراعة الأعضاء هي مجموعة متكاملة تخص المجتمع ككل، وتخص الصحة والتعليم والدعم الحكومي وعلماء الدين والصحافة والإعلام، وبالتالي فإن الاهتمام ليس كافيا، في ظل الحاجة للمزيد من الدعم للنهوض في عمليات زراعة الأعضاء بالدول العربية، ومنها الدول الخليجية.
والنماذج الناجحة كثيرة، منها المملكة العربية السعودية، حيث ساهم الدعم بها للارتقاء ببرنامج زراعة الأعضاء إلى أفضل ما يكون، وأيضا أصبحت الآن الإمارات من الدول التي ينظر إليها بنجاح مستمر نتيجة للدعم من قبل الدولة، وكذلك بالكويت.
ما أغلب الأعضاء التي يحتاجها برأيك مواطنو دول مجلس التعاون الخليجي؟ وما مدى وفرتها؟
الأعضاء الأكثر قصوراً هي الكلى، ووجود الغسيل الكلوي والبروتوني، يزيد من أعداد المرضى المنتظرين لزراعة كلى، ومن بعدها الكبد، فالقلب والرئتان.
ويحتاج المواطنون بدول مجلس التعاون الخليجي إلى أعضاء مثلهم مثل نظرائهم بدول العالم، بمقدمتها الكلى، فالكبد، والرئتان، والأمعاء بنسبة قليلة جداً، والأعضاء متوفرة، ولكن لا ننجح في أخذ الموافقات عليها.
هنالك حالات دماغية بدول الخليج تكفي لكل مرضى القصور الكلوي بها، لو أخذت الموافقات على التبرع بالأعضاء، ويمكن أن تكون باستفاضة لأكثر مما نحتاج، ويمكن أن نقضي على مشاكل الترشيح الدموي، ومراكز غسيل الكلى بالدعم اللا محدود لحالات الوفاة دماغياً، وبالتبرع بالأعضاء.
وللسعودية ما يقرب ألف حالة وفاة دماغية بالسنة، لا يستفاد منها إلا بمئة حالة فقط.
ما أهم مصادر وفرة الأعضاء البشرية؟ وهل هي مكلفة؟
زراعة الأعضاء مكلفة؛ لأنها تعتبر تقدماً علمياً كبيراً، ووجودها بأي دولة يمنحها كفاءة صحية عالية جداً، والأدوية مكلفة وتحتاج أيضا فرق طبية مكلفة، والتنسيق بين المستشفيات، لكن التكلفة الحقيقية تمكن في استمرار المريض بالعلاج عن طريق الغسيل الكلوي، أو بوفاة مريض آخر بسبب عدم وفرة العضو الذي يحتاجه.
كيف تنظر للثقافة الخليجية، ولربما العربية، بشأن التبرع بالأعضاء؟ هل هي بمستوى الطموح؟ ولماذا؟
قليلة ومتدنية، ونحتاج على إثرها لإدخال برامج التبرع في الأعضاء وأهميتها بالبرامج الدراسية، وأن يتكلم عنها الإعلام والصحافة ووسائل التواصل الاجتماعي المختلفة.
التبرع بالأعضاء بعد الوفاة، سيساعد على إنقاذ الحياة، وهو بالواقع صدقة جارية، كيف نقنع الرافضين بهذا الأمر؟
من المهم أن تفسر الأمور الشرعية بهذا الشأن للرافضين، بأن هذا جائز وأنه صدقة جارية وأن الإنسان اليوم وبصحته، قد يكون غداً هو المريض وهو من يحتاج للأعضاء، وبالتالي يمكن إنقاذ حياة شخص ما بالتبرع بالأعضاء، وأنه لن يضير المتوفى دماغياً شيء، وأن بذلك إفادة للآخرين ومنحهم الفرصة للاستمرار بالحياة، بصحة جيدة.
أهم الاشتراطات بالمتبرع؟ وهل الأمراض العضالية مؤثرة على ذلك؟
لكل عضو اشتراطات معينة، وبالعموم، فإن المتبرع يجب أن يكون سليماً، وأن يكون العضو المراد أخذه منه سليماً، وألا تكون لديه أمراض أو سرطانات أو فيروسات أو التهابات خطيرة يمكن أن تُنقل في المستقبل.
كما أن هنالك بعض الفحوصات التي يتم إجراؤها، قبل نقل العضو؛ للتأكد من أن المتوفى دماغياً خالٍ من كل هذه الأمراض.
هل هنالك فئات سنية مفضلة للمتبرع؟ ومن الأكثر برأيك تبرعاً الرجال أم النساء؟
السن له دور مهم بذلك، فإذا كان العمر ما بين الـ20 والـ45 عاماً، فهذا عمر جيد بالنسبة للمتبرعين، وكل ما زاد العمر، تقل كفاءة الأعضاء بالطبيعة وليس بالأمراض.
وعندما يقل العمر، ستكون الأعضاء جيدة، ولكن تقنياً فإنه ستكون هنالك معضلة خفيفة في استئصال الأعضاء وزراعتها، ويمكن الآن وبوجود الخبراء التغلب عليها.
هل هنالك إحصائيات خليجية أو سعودية لعدد المتبرعين والمستفيدين، وعدد الذين توفوا بسبب عدم وفرة الأعضاء؟
هنالك إحصاءات سنوية تصدر عن المركز السعودي لزراعة الأعضاء، ويمكن زيارة موقعهم الإلكتروني للاطلاع عليها، كما تصدر الكويت أيضاً برنامجها والإمارات كذلك.
وأعداد المتوفين بسبب عدم وفرة الأعضاء كبيرة جداً، وبنحو نسبة 90 % منهم، حيث لا يتوافر العضو لهم عند الاحتياج، وهو أمر مؤسف جداً.
هل تحوَّل برأيك التبرع بالأعضاء إلى تجارة مربحة؟ وبِمَ تنصح بهذا الشأن؟
تجارة الأعضاء مرفوضة دولياً وعالمياً، وفي محاربة كبيرة لتجارة التبرع بالأعضاء، ومن ضمنها ما ورد في معاهدة إسطنبول لمحاربة التبرع الأعضاء.
وتؤكد منظمة الصحة العالمية في برامجها أهمية أن تعتمد الدول على أنفسها في الزراعة وألا تلجأ للآخرين، ولأن هذه التجارة من شأنها أن تدمر أي برامج رسمية لزراعة الأعضاء.
وتستحوذ هذه التجارة غير الشرعية دولياً على نسبة 10 % من عمليات زراعة الأعضاء والتي تتم بالخفاء، وفي أماكن غير مؤهلة للزراعة.