عندما نطلق هذا التوصيف على مصر العربية ليس من باب المجاملات الدبلوماسية، وإنما جمهورية مصر كسبت هذه المكانة بجدارة واقتدار في مختلف الحقب التاريخية بعناصر وعوامل وظروف جعلتها بحق تتسيد هذه المكانة، وكانت طوال تاريخها الحارس الأمين على الوطن العربي الذي يمرض لمرضها ويفرح لفرحها وخيرها، وكانت مصر من أوائل الدول التي اعترفت باستقلال البحرين.
كانت مصر الراية القوية التي تناصر عروبة الوطن العربي واستقلال دولة والعمل على منع التدخُل في الشؤون الداخلية للدول العربية، ليضيف ذلك المزيد لرصيد الدعم المصري المستمر لسيادة الدول العربية ووحدتها واستقرارها، ومناصرتها في الساحات الدولية للقضايا العربية، وبين أشقائها العرب كانت قاعدة الانتصاف للخلافات العربية – العربية دون تقاعس يخل أو انحياز يبطل ويفرق، والحاضرة الدائمة في القمم العربية.
بلغت العلاقات العربية - المصرية أسمى مراتب التضامن ووحدة الصف في ظل ما مر به الوطن العربي والمنطقة من تطور وتسارع في مجريات الأحداث التي زلزل الواقع العربي، ذلك الواقع الذي فرض على جمهورية مصر واجب التحرك القومي الفعال في بناء استراتيجيات لحماية البيت العربي من التشتت والانهيار والفوضى قائمة على أساس التعاون والمساندة الجماعية في مواجهة التحديات والمخططات غير المعلنة، باعتبار أن الأمن القومي العربي هو جزء لا يتجزأ من أمن واستقرار مصر وأمنها القومي.
ولعل ما مرّ به الوطن العربي من محاولات لزعزعة استقراره، كشف حقيقة أهمية الترابط العربي – العربي ووضع استراتيجيات واضحة لتفعيل هذا الترابط وقت الأزمات والمواقف التي تتعرض لها سيادة الدول واستقرارها، وأهمية خلق أدوات فاعلة لتعزيز هذا الترابط الذي من اهم مقوماته الترابط والتكامل الاقتصادي والاستثماري بين الدول العربية الذي يعتبر عنصرًا رئيسيًّا لبناء العلاقات والمساندة السياسية ووحده المواقف.
قد تميز عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي بأنه من أكثر الحقب التاريخية حساسية على مصر والوطن العربي، لكنه تحمل باقتدار وأمانة مسئولية إعادة دور مصر في الحفاظ على التوازن السياسي بالمنطقة العربية في مرحلة استثنائية من تاريخنا، وباعتباري من بين أحد الوفود الرسمية التي قامت بزيارة لمصر وقفت على واقع وحقيقة التطور النوعي الذي أحدثه لمختلف القطاعات ليلبس مصر “الجمهورية الجديدة” ثوبا يليق بمكانتها وقيمها، ونشد على أيادي هذا الزعيم العربي الأصيل.
فتحية لفخامة الرئيس السيسي ولمصر العروبة ولقيمها ومبادئها ومواقفها المعهودة وحفاظها على الأمانة الثقيلة والواجب السامي في الدفاع عن الحق والكرامة العربية وسيادة جسده الواحد.