استحداث وحدة إدارة موارد المياه بـ “النفط” كجهة تنفيذية داعمة لـ“المجلس”
محمد بن خليفة: استكمال إنجاز أكثر من 80 % بمشروع تحديث مصفاة بابكو
17 مليار دولار استثمارات العراق الحكومية بالنفط والغاز 2022 و2023
عدم وجود مصافٍ تكفي لسد طلب الديزل والغازولين لشح الاستثمار
وزير النفط العراقي: أداء “أوبك” الأفضل منذ أكثر من 50 عامًا
“أوبك” وجدت لضبط الأسعار وليس كما تتهم برفع الأسعار
كشف وزير النفط الشيخ محمد بن خليفة آل خليفة للصحافيين على هامش افتتاح مؤتمر الشرق الأوسط التاسع والعشرين للبترول والغاز (MPGC 2022) عن الانتهاء من إنجاز أكثر من 80 % من مشروع تحديث مصفاة بابكو، والذي سيتم الانتهاء منه في أسرع وقت ممكن العام المقبل، موضحًا أن توقيت تنفيذ المشروع جاء في الوقت المناسب.
وعن أبرز التحديات التي تواجه قطاع النفط حاليًا، أوضح الوزير أنه بأسواق النفط تكون هنالك علاقة عكسية ما بين أسعار النفط وأسعار المنتجات، فعندما تنخفض أسعار النفط ترتفع أسعار منتجات التكرير، إلا أنه في العام 2020 ولأول مرة زادت أسعار النفط وزادت أسعار التكرير بسبب عدم وجود طلب على النفط لتوقف الطيران.
وأشار إلى أنه حاليًا بسبب شح الاستثمار والتحديات الجيوسياسية في العالم ارتفعت أسعار النفط والمنتجات وهذه ظاهرة غير معتادين عليها؛ نظرًا لكون العلاقة دائمًا عكسية، عازيًا السبب الرئيس في ارتفاع أسعار النفط والمنتجات إلى أن عدد المصافي لا يكفي لسد الطلب في حين أن إنتاج النفط متوفر في الأسواق وكافٍ.
وأكد عدم وجود مصافٍ تكفي لسد طلب الديزل والغازولين وقطاع الطيران والسبب الرئيس في ذلك هو العزوف عن الاستثمار، موضحًا أن هذه التحديات منذ 5 إلى 7 أعوام وهنالك تأخر في الاستثمار ونتائجه تظهر اليوم، إذ إن الأمر ما عاد في يد منتجي النفط بل في التأخر في الاستثمار في المصافي.
ولفت إلى أن مشروع تحديث مصفاة بابكو جاء في التوقيت المناسب، إذ عندما ينتهي المشروع ستكون الأسواق مربحة جدًا على غرار ما هي عليه اليوم، مشيرًا إلى أن المشروع سينتهي في أسرع وقت ممكن في العام المقبل.
وتابع الوزير “تشرفنا بوجود سمو الأمير عبدالعزيز (وزير الطاقة بالمملكة العربية السعودية) في مؤتمر الشرق الأوسط التاسع والعشرين للبترول والغاز (MPGC 2022) وهذا شرف إلى البحرين بحضوره معانا والوزير العراقي كذلك، فهم أكبر المنتجين في العالم العربي والمتحكمين في النفط”.
وذكر الوزير أنه “على الرغم من ارتفاع سعر النفط كما ذكر في وسائل الإعلام إلى أعلى ارتفاع، إلا أن ارتفاع سعره لم يصل إلى المستويات التي وصلت إليها الزيادة في سعر الغاز والفحم، عازيًا السبب في ذلك إلى جهود منظمة الأوبك التي تعمل على رعاية السوق وضبط الأسعار وليس كما يتم مهاجمتها بأنها وجدت لرفع الأسعار، مضيفًا أن “أوبك” وجدت لضبط الأسعار، والدليل على ذلك أن حجم الزيادة في أسعار النفط لا تساوي الزيادة الضخمة التي حدثت في أسعار الغاز والفحم التي لها تأثير على سعر الكهرباء، مؤكدًا أن هذه نجاحات تحسب جميعها للمنظمة التي أدارت الأسواق بشكل احترافي وسمو الأمير ربان سفينة النفط تعلمنا منه الكثير”.
مناقشة القضايا والتحديات بأسواق النفط والغاز
وقد افتتح وزير النفط الشيخ محمد بن خليفة آل خليفة فعاليات مؤتمر الشرق الأوسط التاسع والعشرين للبترول والغاز (MPGC 2022) بفندق الفروسيزنز البحرين وذلك بمشاركة وزير الطاقة بالمملكة العربية السعودية صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سلمان آل سعود ووزير النفط بجمهورية العراق الشقيقة إحسان عبدالجبار إسماعيل وعدد من كبار المسؤولين في الشركات النفطية المحلية والإقليمية والعالمية من 25 دولة؛ لمناقشة القضايا والتحديات الرئيسة التي تواجه منطقة الشرق الأوسط وأسواق النفط والغاز العالمية.
وأعرب وزير النفط في بداية كلمته الافتتاحية عن شكره وتقديره إلى أصحاب السمو والمعالي على مشاركتهم في هذا الحدث العالمي بالإضافة إلى النخب المشاركة من الرؤساء التنفيذيين ورؤساء شركات النفط والغاز العالمية وكبار المسؤولين الحكوميين وصناع السياسات وتجار النفط العالميين وخبراء الطاقة والمحللين والمنظمات الرائدة في قطاع الطاقة.
وثمن الوزير عاليًا ما توليه حكومة مملكة البحرين برئاسة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة من دعم ومساندة مستمرة في مختلف الأنشطة والفعاليات النفطية المتخصصة في مملكة البحرين، التي تعود بالنفع على المنظومة الاقتصادية والمعرفية والتنموية وتكرس مبدأ تبادل المعلومات والتجارب والخبرات بالإضافة إلى صقل مهارات وخبرات العنصر البشري الذي يمثل دعامة أساسية لعملية التنمية المُستدامة. مؤكدًا أن قطاع الطاقة يحظى باهتمام كبير من القيادة الرشيدة، التي لا تدخر جهدًا في الارتقاء به وجعله مواكبا لأحدث النظم العالمية وتعظيم مردوداته لصالح الاقتصاد الوطني، مشيرًا إلى ما يمثله هذا القطاع من محرك رئيسي لعجلة التنمية الاقتصادية.
تحقيق أهداف استراتيجية لتعزيز الاقتصاد الوطني
وأضاف وزير النفط أن وزارة النفط والشركات النفطية المنضوية تحت مظلة الشركة القابضة للنفط والغاز برئاسة ممثل جلالة الملك للأعمال الانسانية وشؤون الشباب رئيس مجلس إدارة الشركة القابضة للنفط والغاز سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة تسعى دائمًا بكل طاقتها البشرية للعمل الجاد والحثيث نحو تحقيق الأهداف الاستراتيجية الرامية إلى تعزيز الاقتصاد الوطني في المملكة وذلك من خلال تأسيس العديد من المشاريع التطويرية على جميع الأصعدة.
وأشار إلى أهم المشاريع الحيوية في مملكة البحرين والتي من ضمنها مشروع تحديث مصفاة البحرين الذي يعتبر من أهم المشاريع الاستراتيجية في مملكة البحرين؛ بهدف زيادة السعة التكريرية وتعزيز قائمة المنتجات من ناحية الكم والنوع وتحسين كفاءة الطاقة مما يجعل المصفاة من إحدى المصافي الأكثر تنافسًا وامتثالا لمعايير البيئة في العالم، حيث تم إنجاز أكثر من 80 % من مشروع تحديث المصفاة والمزمع الانتهاء منه في العام 2023 إضافة إلى المشاريع التطويرية.
الوصول إلى الحياد الصفري بحلول 2060
وتطرق الوزير في كلمته الافتتاحية إلى أهمية العمل العالمي المشترك في المشاريع البيئية الرامية إلى خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون والتي أعلنت مملكة البحرين انضمامها إلى هذه المبادرات للوصول إلى الحياد الصفري بحلول العام 2060، حيث قامت المملكة بتنفيذ عدد من المشاريع البيئية بالتعاون والشراكة مع مختلف الشركات والمنظمات العالمية مثل برنامج الأمم المتحدة للبيئة بتمويل من صندوق المناخ الأخضر وتحت مظلة مجلس الموارد المائية برئاسة الشيخ خالد بن عبدالله آل خليفة نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس مجلس الموارد المائية الذي يضم جميع الجهات ذات العلاقة بالمياه وأصحاب المصلحة في القطاع.
وفي السياق نفسه، أشار الوزير إلى أنه قد تم استحداث وحدة إدارة موارد المياه في وزارة النفط كجهة تنفيذية داعمة لمسؤوليات مجلس الموارد المائية في تنفيذ المبادرات والمشاريع للإدارة المتكاملة لموارد المياه في مملكة البحرين، حيث يتكون المشروع من 9 مبادرات رئيسية تهدف إلى بناء الاطر المؤسسية تنفيذًا لمبدأ الادارة المتكاملة لموارد المياه لجعل قطاع المياه أكثر تكيفًا مع تغير المناخ. وقد انتهت الوحدة من إعداد الإجراءات والسياسات التوجيهية لمياه الصرف الصحي المعالجة واستخداماتها، بناء أربعة نماذج مختلفة لتغير المناخ وتأثيره على قطاع المياه، وإنشاء البنية التحتية لمنصة المعرفة الوطنية للمياه وتغير المناخ.
وفي الختام أشاد وزير النفط الشيخ محمد بن خليفة آل خليفة بجهود القائمين على تنظيم المؤتمر التاسع والعشرون للبترول والغاز في مملكة البحرين، معربًا عن شكره وتقديره إلى جميع المشاركين والمتحدثين والداعمين وإلى كل من ساهم في إنجاح هذا الحدث العالمي، متمنيًا كل التوفيق والنجاح وتحقيق المزيد من الطموحات المستقبلية الرامية إلى تطوير الصناعات النفطية.
الأمير عبدالعزيز: تعزيز مفاهيم الاستثمار بقطاع الطاقة
وبعدها، تحدث وزير الطاقة بالمملكة العربية السعودية صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سلمان آل سعود الذي قدم الشكر والتقدير إلى أخيه الشيخ محمد بن خليفة آل خليفة وزير النفط على الدعوة الكريمة للمشاركة في هذا الحدث العالمي، مؤكدًا سموه على أهمية تعزيز مفاهيم الاستثمار في قطاع الطاقة لما له من مردود كبير على تطوير القطاع النفطي. وأشار سموه إلى أن أسعار النفط قد شهدت ارتفاعًا إلا أنه أكثر استقرارًا نسبيًا مقارنة بأسعار قطاعات الطاقة الأخرى، موضحًا أن المرحلة المقبلة ستشهد التركيز على المشاريع التي من شأنها أن تساهم في مزيد من التطور والتقدم لهذه القطاعات المهمة.
العراق يتجه بطريق التعافي وسد الفجوة
بدوره، بين وزير النفط بجمهورية العراق إحسان عبدالجبار إسماعيل أن العراق يتجه بطريق التعافي وسد الفجوة التي أحدثتها الأعمال الإرهابية التي تسببت بتدمير بعض المنشآت النفطية مما ساهم في تدهور الاقتصاد العراقي، مشيرًا إلى أنه قد تم الانتهاء من مشروع الصيانة الشاملة، حيث عاد العراق إلى تحقيق الإنتاجية المطلوبة للشهر الجاري والمقبل، مؤكدًا أن جمهورية العراق ستستمر بالتزامها في إنتاج النفط والطاقة.
وأوضح الوزير العراقي للصحافيين أن العراق في العام 2027 سيصل إلى طاقته الإنتاجية من النفط البالغة 6 ملايين برميل، وسيصل إلى إنتاج 8 ملايين برميل من النفط بحلول العام 2029 بحسب التزامها بإنتاج النفط.
وذكر أن هنالك مصفاتين قيد التنفيذ، وتم ضخ استثمارات كبيرة في مجال الغاز، مقدرًا حجم الاستثمارات الحكومية في قطاع النفط والغاز في العراق بأكثر من 12 مليار دولار في العام 2021، متوقعًا أن ترتفع في العامين 2022 و2023 إلى 17 مليار دولار.
ورأى الوزير العراقي أن أداء منظمة أوبك يعتبر الأفضل حاليًا منذ أكثر 50 عامًا، وقد تم تحقيق المستويات المطلوبة في السوق.
يذكر أن فعاليات مؤتمر الشرق الأوسط للبترول والغاز يعقد في مملكة البحرين للمرة السادسة منذ تاريخ انعقاده الممتد 29 سنة بمشاركة مختلف المسؤولين من مختلف دول العالم؛ لمناقشة أهم التحديات والتوقعات المستقبلية لهذا القطاع الحيوي والمهم.