+A
A-

تباين أوروبي أميركي حول نووي إيران.. التوافق بعيد المنال

على الرغم من أجواء التفاؤل والإيجابية التي تركتها تصريحات مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيف بوريل، أمس الجمعة، حول إمكانية استئناف المفاوضات التي انطلقت العام الماضي في فيينا من أجل إعادة إحياء الاتفاق النووي الإيراني، قبل أن تجمد منذ مارس الماضي، فإن الحذر الأميركي خفف من اندفاعتها.

فقد اعتبرت الولايات المتحدة أن التوصل إلى تسوية مع طهران لإحياء الاتفاق حول برنامجها النووي يبقى بعيد المنال.

 

ما زال غير مؤكد

وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية لوكالة فرانس برس، تعليقاً على زيارة المنسق الأوروبي للمفاوضات النووية إنريكي مورا إلى طهران قبل أيام: "الاتفاق في هذه المرحلة ما زال غير مؤكد".

كما أضاف أن على طهران أن تقرر ما إذا كانت تتمسك بشروط لا علاقة لها بالاتفاق النووي أو ما إذا كانت تريد بلوغ اتفاق سريعاً"، في إشارة إلى المطلب المستجد الذي طفا قبل أشهر إلى السطح، بعد أن طالبت إيران برفع الحرس الثوري من قائمة المنظمات الأجنبية الإرهابية في الولايات المتحدة.

إلا أنه شدد على أن "واشنطن وشركاءها لا يزالون مستعدين للتفاوض، لكن الكرة في ملعب إيران"، وفق تعبيره.

 

إعادة فتح المفاوضات

أتى هذا الموقف بعد أن أعلن بوريل أمس إعادة فتح المفاوضات بشأن إحياء الاتفاق النووي، بعد أن شهدت حالة من الجمود منذ منتصف مارس الماضي.

وقال من فانغلز في شمال ألمانيا حيث شارك في اجتماع وزراء خارجية مجموعة السبع "المفاوضات كانت متوقفة وأعيد فتحها". كما اعتبر أن نتيجة المحادثات التي جرت بين منسق الاتحاد الأوروبي للمفاوضات النووية الإيرانية وكبير المفاوضين الإيرانيين علي باقري في طهران كانت جيدة وإيجابية.

وأوضح أن "المباحثات متوقفة منذ شهرين بسبب الخلافات حول ما يجب فعله مع الحرس الثوري"، إلا أنه أكد في الوقت عينه أن "هذا النوع من الأمور لا يمكن حله بين ليلة وضحاها".

رغم ذلك، أضاف" يمكننا القول إن الأمور كانت متوقفة وتمت حلحلتها".

إلى ذلك، أشار بوريل إلى أن مورا نقل رسالة الاتحاد الأوروبي إلى المفاوضين الإيرانيين بأنه "لا يمكن أن يستمر الأمر على هذا النحو"، مؤكدا أن "الردّ كان إيجابيا للغاية". وختم ملمحاً إلى وجود احتمال للتوصل إلى اتفاق نهائي، ما رسم العديد من الأسئلة حول ملف الحرس تحديداً، لاسيما أن "هذا الجسم العسكري" يتمتع بنفوذ أمني كبير في البلاد، واقتصادي أيضاً.

فهل وافقت طهران على غض النظر عن هذا الملف، أم لانت واشنطن؟!

يذكر أن المفاوضات التي بدأت في فيينا بين طهران والقوى الكبرى قبل عام، من أجل إعادة إطلاق اتفاقية 2015، متوقفة منذ منتصف مارس، بعد أن طفت إلى السطح خلافات حول عدد من الملفات العالقة بلا حل، ومن ضمنها مسألة الحرس الثوري.