+A
A-

رئيس “العمال” لـ “أضواء البلاد”: حصر بعض الوظائف “ليس بدعة” وسيقضي على البطالة

كان‭ ‬السؤال‭ ‬الأبرز‭ ‬الذي‭ ‬طرحناه‭ ‬على‭ ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬لاتحاد‭ ‬نقابات‭ ‬عمال‭ ‬البحرين‭ ‬عبدالقادر‭ ‬عبدالكريم‭ ‬الشهابي‭ ‬ونحن‭ ‬نحتفل‭ ‬بعيد‭ ‬العمال‭ ‬العالمي‭ ‬في‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬مايو‭ ‬هو‭: ‬“إلى‭ ‬أي‭ ‬مدى‭ ‬أنتم‭ ‬والقطاع‭ ‬النقابي‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬تقيمون‭ ‬ما‭ ‬يشهده‭ ‬العمل‭ ‬النقابي‭ ‬من‭ ‬تطور‭.. ‬هل‭ ‬ترون‭ ‬جهودكم‭ ‬تسير‭  ‬في‭ ‬الاتجاه‭ ‬الصحيح؟”‭.. ‬والسؤال‭ ‬جاء‭ ‬ضمن‭ ‬لقاء‭ ‬مع‭ ‬ملحق‭ ‬“أضواء‭ ‬البلاد”‭ ‬لشهر‭ ‬مايو‭ ‬المرتقب‭ ‬صدوره‭ ‬بعد‭ ‬أيام،‭ ‬حيث‭ ‬أكد‭ ‬أهمية‭ ‬وجود‭ ‬المنظمات‭ ‬النقابية‭ ‬لتنظيم‭ ‬ورعاية‭ ‬مصالح‭ ‬العمال‭ ‬والدفاع‭ ‬عن‭ ‬حقوقهم،‭ ‬لكن‭ ‬يساور‭ ‬العمال‭ ‬في‭ ‬بلادنا‭ ‬كما‭ ‬هو‭ ‬الوضع‭ ‬في‭ ‬سائر‭ ‬دول‭ ‬العالم،‭ ‬القلق‭ ‬من‭ ‬تراجعات‭ ‬حقيقية‭ ‬جارية‭ ‬في‭ ‬ساحة‭ ‬المكاسب‭ ‬الاجتماعية‭ ‬التي‭ ‬تحققت‭ ‬بفضل‭ ‬القوى‭ ‬العمالية‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬عقود‭.‬

وأشار‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬العمل‭ ‬النقابي‭ ‬تطور‭ ‬بإصدار‭ ‬قانون‭ ‬النقابات‭ ‬العمالية‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬2002‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬بلغ‭ ‬عدد‭ ‬النقابات‭ ‬المنظوية‭ ‬تحت‭ ‬مظلة‭ ‬الاتحاد‭ ‬العام‭ ‬لنقابات‭ ‬عمال‭ ‬البحرين‭ ‬عدد‭ ‬94‭ ‬نقابة‭ ‬عمالية،‭ ‬كما‭ ‬كان‭ ‬لجائحة‭ ‬كورونا‭ ‬كوفيد‭ ‬19‭ ‬بالغ‭ ‬الأثر‭ ‬على‭ ‬العمال‭ ‬جراء‭ ‬تضرر‭  ‬بعض‭ ‬القطاعات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬من‭ ‬الإغلاق‭ ‬الاقتصادي‭ ‬وانخفاض‭ ‬حجم‭ ‬الأعمال،‭ ‬خصوصا‭ ‬في‭ ‬بداية‭ ‬الجائحة‭.. ‬وفيما‭ ‬يلي‭ ‬أبرز‭ ‬نقاط‭ ‬اللقاء‭:‬

التراجع‭ ‬الملحوظ

استقرار‭ ‬سوق‭ ‬العمل‭ ‬وضمان‭ ‬حقوق‭ ‬القوى‭ ‬العاملة‭ ‬الوطنية‭ ‬هو‭ ‬رأس‭ ‬قائمة‭ ‬الاتحاد‭.. ‬وما‭ ‬أبرز‭ ‬القضايا‭ ‬والملفات‭ ‬التي‭ ‬تعكفون‭ ‬عليها‭ ‬وتدرسونها‭ ‬مع‭ ‬الجهات‭ ‬الحكومية‭ ‬المعنية؟

‭ - ‬إن‭ ‬ملف‭ ‬بحرنة‭ ‬الوظائف‭ ‬يقودنا‭ ‬إلى‭ ‬ضرورة‭ ‬مراجعة‭ ‬السياسات‭ ‬المتبعة‭ ‬في‭ ‬التوظيف‭ ‬على‭ ‬صعيد‭ ‬جعل‭ ‬البحريني‭ ‬الخيار‭ ‬المفضل‭ ‬للتوظيف‭ ‬في‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص،‭ ‬فإلزامية‭ ‬توظيف‭ ‬العمالة‭ ‬الوطنية‭ ‬على‭ ‬بعض‭ ‬القطاعات‭ ‬قد‭ ‬تراجعت‭ ‬بعد‭ ‬إلغاء‭ ‬المادة‭ ‬13‭ ‬من‭ ‬قانون‭ ‬العمل‭ ‬رقم‭ ‬23‭ ‬لسنة‭ ‬1976‭ ‬التي‭ ‬تعطي‭ ‬أولوية‭ ‬التوظيف‭ ‬للمواطن‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬يقابلها‭ ‬أي‭ ‬نص‭ ‬في‭ ‬القانون‭ ‬الحالي،‭ ‬وتداعيات‭ ‬نظام‭ ‬العمل‭ ‬المرن‭ ‬على‭ ‬سوق‭ ‬العمل،‭ ‬حيث‭ ‬أصبح‭ ‬البحريني‭ ‬في‭ ‬ذيل‭ ‬قائمة‭ ‬التوظيف؛‭ ‬بسبب‭ ‬سعي‭ ‬المنشآت‭ ‬لعمالة‭ ‬متدنية‭ ‬الأجر‭ ‬وقليلة‭ ‬المزايا‭ ‬الوظيفية‭.‬

لقد‭ ‬زاد‭ ‬عدد‭ ‬العمال‭ ‬الوافدين‭ ‬عن‭ ‬عدد‭ ‬المواطنين‭ ‬الذين‭ ‬وصل‭ ‬عددهم‭ ‬إلى‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬النصف،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬حصر‭ ‬بعض‭ ‬الوظائف‭ ‬ليس‭ ‬بدعة،‭ ‬وإنما‭ ‬هو‭ ‬نظام‭ ‬معمول‭ ‬به‭ ‬في‭ ‬دول‭ ‬الجوار،‭ ‬ولو‭ ‬تم‭ ‬تطبيقه‭ ‬سيساهم‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬في‭ ‬القضاء‭ ‬على‭ ‬مشكلة‭ ‬البطالة‭ ‬والتي‭ ‬كانت‭ ‬أحد‭ ‬نتائج‭ ‬عدم‭ ‬إلزامية‭ ‬حصر‭ ‬بعض‭ ‬الوظائف‭ ‬ذات‭ ‬القيمة‭ ‬المضافة‭ ‬على‭ ‬العمالة‭ ‬الوطنية،‭ ‬وذلك‭ ‬متوافق‭ ‬وبرنامج‭ ‬العمل‭ ‬اللائق‭ ‬الذي‭ ‬تم‭ ‬إبرامه‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬2010‭ ‬برعاية‭ ‬منظمة‭ ‬العمل‭ ‬الدولية‭ ‬ومشاركة‭ ‬أطراف‭ ‬الإنتاج‭ ‬الثلاثة،‭ ‬وفي‭ ‬هذا‭ ‬السياق‭ ‬خاطب‭ ‬الاتحاد‭ ‬العام‭ ‬لنقابات‭ ‬عمال‭ ‬البحرين‭ ‬الجهات‭ ‬المعنية‭ ‬بخصوص‭ ‬توظيف‭ ‬ما‭ ‬يقارب‭ ‬من‭ ‬15‭ ‬ألف‭ ‬عاطل‭ ‬عن‭ ‬العمل‭.‬

كما‭ ‬أن‭ ‬من‭ ‬الملفات‭ ‬المهمة‭ ‬هو‭ ‬الدعوة‭ ‬لإنشاء‭ ‬مجلس‭ ‬أعلى‭ ‬للأجور‭ ‬يكون‭ ‬للعمال‭ ‬تمثيل‭ ‬عادل‭ ‬فيه،‭ ‬ويتولى‭ ‬وضع‭ ‬نظام‭ ‬الحد‭ ‬الأدنى‭ ‬للأجر‭ ‬ويقوم‭ ‬بمراجعة‭ ‬دورية‭ ‬للأجور‭ ‬لما‭ ‬يطرأ‭ ‬عليه‭ ‬من‭ ‬تغيير‭ ‬حسب‭ ‬المستجدات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬لمواجهة‭ ‬موجات‭ ‬التضخم‭ ‬وغلاء‭ ‬الأسعار،‭ ‬فقد‭ ‬شهدنا‭ ‬خلال‭ ‬السنوات‭ ‬المنصرمة‭ ‬وهذه‭ ‬السنة‭ ‬خصوصا‭ ‬تضخمًا‭ ‬في‭ ‬أسعار‭ ‬السلع‭ ‬وما‭ ‬صاحبها‭ ‬من‭ ‬زيادة‭ ‬في‭ ‬الضرائب‭ ‬يقابله‭ ‬جمود‭ ‬في‭ ‬الرواتب‭ ‬ووقف‭ ‬لزيادة‭ ‬المتقاعدين،‭ ‬والذي‭ ‬قد‭ ‬يقابلة‭ ‬كساد‭ ‬اقتصادي‭ ‬ناجم‭ ‬عن‭ ‬محدودية‭ ‬الدخل‭.‬

مكتسبات‭ ‬بالتفاوض‭ ‬

إذن،‭ ‬كيف‭ ‬يمكن‭ ‬من‭ ‬وجهة‭ ‬نظركم‭ ‬تحقيق‭ ‬مكتسبات‭ ‬أكبر‭ ‬على‭ ‬صعيد‭ ‬التعاون‭ ‬بين‭ ‬أطراف‭ ‬الإنتاج‭ ‬الثلاثة‭ ‬في‭ ‬مسار‭ ‬تحسين‭ ‬أداء‭ ‬الكوادر‭ ‬الوطنية‭ ‬ودفع‭ ‬عجلة‭ ‬الإنتاج‭ ‬بالقطاع‭ ‬الخاص؟

‭- ‬يمكن‭ ‬تحقيق‭ ‬المكتسبات‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬التفاوض‭ ‬الجماعي‭  ‬وفق‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬مقرر‭ ‬قانونًا‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬المنشأة‭ ‬وكذلك‭ ‬على‭ ‬الصعيد‭ ‬الوطني؛‭ ‬بغرض‭ ‬تحسين‭ ‬شروط‭ ‬وظروف‭ ‬العمل‭ ‬وأحكام‭ ‬الاستخدام‭ ‬وتحقيق‭ ‬التنمية‭ ‬الاجتماعية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬لعمال‭ ‬المنشأة‭ ‬وتسوية‭ ‬منازعات‭ ‬العمل‭ ‬الجماعية‭ ‬بين‭ ‬العمال‭ ‬وأصحاب‭ ‬العمل،‭ ‬علاوة‭ ‬على‭ ‬تنظيم‭ ‬العلاقة‭ ‬بين‭ ‬العمال‭ ‬وأصحاب‭ ‬العمل،‭ ‬وقد‭ ‬بادر‭ ‬الاتحاد‭ ‬العام‭ ‬لنقابات‭ ‬عمال‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬مطلع‭ ‬العام‭ ‬2020‭ ‬بطلب‭ ‬المفاوضة‭ ‬على‭ ‬الصعيد‭ ‬الوطني‭ ‬عند‭ ‬بدء‭ ‬جائحة‭ ‬كورونا‭ ‬كوفيد‭ ‬لمواجهة‭ ‬تداعياتها‭ ‬على‭ ‬الاقتصاد‭ ‬وعلى‭ ‬القوى‭ ‬العاملة،‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬لم‭ ‬يلق‭ ‬تجاوبًا‭ ‬من‭ ‬الأطراف‭ ‬الأخرى‭.‬

كما‭ ‬تقدم‭ ‬الاتحاد‭ ‬بإعلان‭ ‬رؤيتة‭ ‬لإصلاح‭ ‬سوق‭ ‬العمل‭ ‬واستدامة‭ ‬صناديق‭ ‬التأمين‭ ‬الاجتماعي‭ ‬ومخاطبة‭ ‬الجهات‭ ‬المعنية‭ ‬بهذة‭ ‬الرؤية،‭ ‬وتدشين‭ ‬البرنامج‭ ‬الوطني‭ ‬لتسجيل‭ ‬العاطلين،‭ ‬كما‭ ‬تم‭ ‬إشراك‭ ‬أطراف‭ ‬الإنتاج‭ ‬الثلاثة‭ ‬في‭ ‬المؤتمرات‭ ‬التي‭ ‬عقدت‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬2021،‭ ‬وهي‭ ‬مؤتمر‭ ‬الحوار‭ ‬الاجتماعي‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬الأزمات،‭ ‬ومؤتمر‭ ‬المرأة‭ ‬والتعليم‭ ‬ومؤتمر‭ ‬العمالة‭ ‬المنزلية،‭ ‬لهذا‭ ‬نضيف‭ ‬بأنه‭ ‬يمكن‭ ‬تحقيق‭ ‬المكاسب‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬التمثيل‭ ‬العادل‭ ‬للعمال‭ ‬في‭ ‬المجالس‭ ‬الثلاثية‭ ‬التكوين‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭ ‬صندوق‭ ‬التأمين‭ ‬الاجتماعي‭.‬

وفق‭ ‬ما‭ ‬تقدم،‭ ‬ندعو‭ ‬مجددًا‭ ‬أطراف‭ ‬الإنتاج‭ ‬الثلاثة‭ ‬للجلوس‭ ‬على‭ ‬طاولة‭ ‬الحوار‭ ‬وتنشيط‭ ‬الحوار‭ ‬الاجتماعي؛‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تحريك‭ ‬العجلة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬وتسريع‭ ‬العملية‭ ‬الإنتاجية‭ ‬وصولًا‭ ‬إلى‭ ‬التعافي‭ ‬الاقتصادي‭ ‬التام،‭ ‬وأختم‭ ‬بكلمة‭ ‬قصيرة‭ ‬وهي‭ ‬حق‭ ‬وواجب‭ ‬بمناسبة‭ ‬عيد‭ ‬العمال‭ ‬العالمي،‭ ‬حيث‭ ‬يتقدم‭ ‬الاتحاد‭ ‬العام‭ ‬لنقابات‭ ‬عمال‭ ‬البحرين‭ ‬بالتهنئة‭ ‬لجميع‭ ‬القوى‭ ‬العاملة‭ ‬المنتجة‭ ‬والفاعلة‭ ‬اقتصاديا‭ ‬وإلى‭ ‬الذين‭ ‬ضحوا‭ ‬بالغالي‭ ‬والنفيس‭ ‬من‭ ‬الكادر‭ ‬الطبي‭ ‬والمتطوعين‭ ‬خلال‭ ‬جائحة‭ ‬كورونا،‭ ‬والتطلعات‭ ‬تكبر‭ ‬نحو‭ ‬مستقبل‭ ‬تتحقق‭ ‬فيه‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬المكاسب‭ ‬العمالية‭.‬