في شهر رمضان الفضيل تزداد أعمال الخير والعطف والرحمة والعطاء والإحسان بين الناس، وتتضاعف الصدقات والتبرعات والعطايا طمعا في نيل الأجر من رب العزة والجلال، وتكثر الأعمال الخيرية والإنسانية التي بدورها تسعد البسطاء من أهل الديرة أصحاب الحاجة وابن السبيل.
ففي بداية أيام الشهر المبارك نرصد تحركا ونشاطا وتسابقا في تقديم المساعدة والوقوف مع أفراد الأسر المحتاجة وتفقد احتياجاتها ومتطلباتها وتحسس معاناتها وآلامها وصرخاتها وآهاتها، ففي هذا الشهر تزداد روابط المحبة والمودة والرأفة والتسامح والسؤال عن أحوال من يعنينا أمرهم والتركيز على صلة الرحم والتواصل بين الأهل والاصدقاء والمعارف، وبذلك تتجسد أجمل وأرقى معاني التكافل الاجتماعي، هكذا يجب أن تكون حياتنا حسب ما حثنا عليه ديننا الإسلامي العظيم.
في السياق ذاته قام ما يقارب من 202 من تجار المواد الغذائية في البحرين بالتوقيع على وثيقة عدم رفع الأسعار خلال شهر رمضان، وأكدوا توفير جميع المواد الغذائية بأسعار مناسبة، وهذه تعد واحدة من المبادرات المطلوبة التي ينبغي أن تفعل بالشكل الصحيح، في حين يبقى سؤال مهم يتناقله الناس، أين بقية تجار المواد الغذائية الآخرين؟ وهل ستظل الأسعار ثابتة كما هي؟
لذلك المطلوب على وجه السرعة “دق الحديد وهو حار” وذلك بالتفعيل الكامل لتوجيهات سمو ولي العهد رئيس الوزراء بضرورة تكثيف الحملات الرقابية المستمرة والتنسيق الكامل مع الجهات المعنية لضبط الأسعار على مدار الساعة، والتصدي للتجاوزات التي تصدر من الكثير من المستوردين والتجار والباعة الجشعين الذين ماتت الرحمة وانعدمت الإنسانية من قلوبهم، همهم الأول والأخير استنزاف جيب المواطن. وعساكم عالقوة.