تفصلنا عن حلول شهر الخير أيام معدودات، وشهر رمضان العظيم - وسيرته العطرة - بالنسبة لنا نحن معشر المسلمين يختلف تماما عن بقية أشهر السنة الهجرية، حيث تسمو أرواحنا من خلال أيامه ولياليه المباركة عن الكثير من الأمور الدنيوية العابرة، فهو شهر تغوص الروح من خلاله في عالم المثل الرفيعة والمعاني السامية، خصوصا إذا “رمضنا” في دارنا ووسط أفراد أسرنا ومجتمعنا، وهو بحد ذاته أعظم نعمة أنعم الله تعالى علينا بها، وأكبر امتحان للإرادة البشرية من ناحية الصبر والتحمل وقوة الإيمان.
في الآن نفسه، الوضع المعيشي اليوم للمواطن صاحب المدخول الشهري المتواضع ومعاناته اليومية الصعبة مع ارتفاع الأسعار والمصاريف وحزمة كبيرة من الالتزامات الشهرية واليومية واللحظية التي لا تخفى على أحد والجميع يعلم بها “والشمس طالعة والكل يشوف”.
من هذا المنطلق والأيام المباركة على الأبواب نأمل أن نسمع الأخبار التي تفرح قلب البحريني وتدخل البهجة في نفسه، على سبيل المثال لا الحصر تأجيل استقطاع الأقساط الشهرية خلال هذا الشهر الكريم وذلك من بنك وزارة الإسكان وصناديق التقاعد العسكري والمدني والخاص، إضافة إلى تحمل الحكومة دفع فواتير الكهرباء والماء، مع ذلك تأجيل أقساط قروض الأفراد من البنوك التجارية خلال شهر رمضان دون احتساب فوائد أو عمولات، وشعب البحرين يستحق أكثر من ذلك بكثير، لكننا في وقتنا الحاضر نعتبره “تصبيرة”، وهذا أقل ما يمكن أن يتم تحقيقه للمواطن خلال رمضان.
من جانب آخر كنا نردد في مثل هذه الأيام التي تسبق دخول هذا الشهر تلك الأناشيد الرمضانية الجميلة وأشهرها “حياك الله يا رمضان يابوالقرع والبيديان”، وذلك وسط دواعيس وطرقات وبراحات أحيائنا القديمة، ونحن صغار في السن وعلى وقع الطبول التي نقوم بتحضيرها مسبقا وهي عادة ما تكون من جلود الأبقار أو الماعز والحبال، أو من ورق أكياس الاسمنت ومادة النشا والماء، وكنا نجهزها خصيصا لقدوم هذه المناسبة الإسلامية العظيمة، وهنا هل سيحصل المواطن على “القرع والبيديان” ويتم تأجيل دفع قروضه”؟. وعساكم عالقوة.