العدد 4829
الإثنين 03 يناير 2022
banner
أما آن لإيران أن تهدأ؟
الإثنين 03 يناير 2022

دأب النظام الإيراني منذُ 1979م على عدم الاستقرار في سياساته الدينية والسياسية، وعلى مدى سنوات حُكمه اختلق الكثير من المشاكل مع الأقطار العربية، ولازم نهج العداء الديني والسياسي لها، بجانب استمراره في احتلال بعض الأجزاء العربية كإقليم الأحواز والجزر العربية الثلاث، وتدخله السياسي المُستدام في الشؤون العربية كما يحصل الآن في العراق ولبنان وسوريا واليمن.
فهل يبدأ النظام الإيراني في 2022م تغيير هذا النهج؟ والبدء بنهج سياسي حكيم يُحقق الاستقرار له وللمنطقة العربية؟ هل يَجنح لطريق السلام؟ وهل يثمر 2022م تعاونا جيدا بين الدولة الإيرانية والمجتمع الدولي فيما يخص البرنامج النووي وتطوير البرامج الصواريخ الباليستية؟ وهل تتخلى إيران عن فخرها بأنها تُسيطر على عواصم بعض الأقطار العربية؟ هل ستتوقف عن دعمها الميليشيات الدينية التي زرعتها في خاصرة الأمة العربية؟
نأمل أن تُغير الدولة الإيرانية نهجها وتصبح جارًا يسرُ التعامل معه، وأن تُغير سياستها وسلوكها السلبي تجاه المنطقة، وأن تتجه نحو الحوار والتعاون مع أقطار الخليج العربي بنية خالية من شوائب التطرف الديني والنهج العدائي، ونأمل أن ينتهي هذا القلق المخُيِم على منطقتنا نتيجة سياسة الدولة الإيرانية المزعزعة للأمن والاستقرار، فلم يُقدم ذلك لدول المنطقة وشعبها سوى الصراعات والنزاعات والحروب والدمار، محققًا لهدف واحد هو السيطرة الإيرانية وتعزيز هيمنتها على المنطقة، وهو نهج يتناقض مع تحقيق الأمن والسلام الذي تهدف إليه سياسة العلاقات بين الدول، ولا يتناغم مع القوانين والشرائع والمواثيق الدولية.
لقد آن للنظام الإيراني أن يركن إلى تغليب مصلحة التعاون بينه وبين الأمة العربية، والعمل على تحقيق ما يتطلع إليه الشعبان الإيراني والعربي من أمن واستقرار وبناء ورخاء، وإيقاف سياسة الهيمنة، ونأمل أن تتغير سياستها وسلوكها، خصوصا أن علاقة إيران مع أقطارنا الخليجية من محددات استقرار منطقة الخليج العربي، وقد آن الأوان لأن تتضح معالم السياسة الإيرانية وأهدافها في المنطقة، وتنأى بنفسها عن التدخل في شؤون الأقطار العربية بتخليها عن طموحها العميق الممتد لتحقيق دور إقليمي مُميز ومؤثر بشكل سلبي عليها وعلى المنطقة، وأن تعمل على توظيف المصالح الإيرانية لتعزيز علاقتها مع العرب، ولتفادي الانزلاق إلى مواجهات غير حميدة، ولإنهاء أزماتها مع أقطار الخليج العربي والعالم.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .