العدد 4772
الأحد 07 نوفمبر 2021
banner
التعليم .. أولًا وثانيًا وثالثًا
الأحد 07 نوفمبر 2021

يبدو أن التعليم العالي لم يعد مركونًا على الرف مثلما كان يسعى بعض المحسوبين على ملفات التحدي، ويبدو أن دخول مجلس التنمية الاقتصادية على خط التعاطي قد أصبح بمثابة رأس الرمح الصائب لأهداف التنمية المستدامة بصرف النظر عن وجاهة النشاط أو حركة الدواب، أو توجهات المنظومة.
وكم كنت سعيدًا بمبادرة مجلس التنمية وهو يدعو بحماسة جميع الجامعات؛ لكي يستمع إلى رؤاهم، ويقتفي معهم ضرورات لا تقصيها محظورات، قضايا وطموحات، ملفات مؤجلة أو معطلة لا يهم، المهم أنها خرجت من تحت غبار التجاهل الكثيف، وأصبحت ملء السمع والبصر، ودقة التعاطي.
لقد تحدث الجميع في كل شيء، وتوغل اللفيف المعتبر من جميع الحضور في حقول مازالت قابلة للإزهار، هي خطوة في الطريق الصحيح الذي تسعى الحكومة إليه، بل يسعى إليه وبإقدام حثيث صاحب السمو الملكي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله ورعاه.
وأذكر من بين ما أذكره أن سموه كان يشدد في كل ندوة أو ملتقى أو اجتماع على أن التعليم أولًا، والتعليم ثانيًا، والتعليم ثالثًا، هكذا قالها وفقه الله لتكون كلمته الموجهة للمستقبل، للغد المشرق بإذن الله، للأيام الجميلة التي لم نعشها بعد مثلما بشر بها عاهل البلاد المفدى مرارًا وتكرارًا.
تحدث المنتدون أو المجتمعون بحرية ومسئولية، بروية وتركيز وتوجه واضح لا لبس فيه، إنه الشعار المرفوع منذ زمن، أن تصبح البحرين بمثابة الموقع المثالي للتعليم الراقي والمتميز في المنطقة، أن تكون من دون تردد بوسطن الخليج، هي الجامع الشامل للفكر والعلم وصناعة الحضارة، وليس الطارد المانع الجامح الذي لا يتقن فنون الحياة ولا صناعة الحضارة.
البعض كان يحاول أن يفصل التعليم العالي عن واقعه، عن مجتمعه، رغم أنه منذ بدء التجربة ومن وحي تجارب من سبقونا، هو جزء لا يتجزأ من نسيج المجتمع المحيط، هو الشريان التاجي الذي يتصل بكل مكونات الحياة على الجزيرة الوادعة، وهو الصرح التنموي الذي لا تنضب ثرواته، ولا تضيع خيراته؛ لأنه يعتمد على عبقرية الإنسان عندما تلتقي مع عبقرية الزمان والمكان.
ولحسن الطالع وبشاشة المنظر أنني كنت سعيد الحظ بالمشاركة في هذا الملتقى الذي التفت حوله المؤسسات الوطنية، مجلس التنمية الاقتصادية، مجلس التعليم العالي، هيئة جودة التعليم والتدريب، وفي المقدمة ممثلون عن مكتب ولي العهد رئيس مجلس الوزراء ومكتب رئيس المجلس الأعلى لتطوير التعليم والتدريب.
هذا التجمع اللافت ما كان له أن يلتئم إلا إذا كان شأن التعليم عمومًا، والتعليم العالي على وجه الخصوص قد أصبح يتقدم كل الشئون وكل الشجون، أو على الأقل قد أصبح يُشار إليه ضمن زوايا التنمية المستدامة التي تعتمد النشاط العلمي كمرمى حجر لجميع الأنشطة الاقتصادية والمجتمعية الأخرى، من هنا، كان لابد أن نطمح بل ونطمع في مزيد من اللقاءات التي تضع التعليم في المقدمة، أولًا وثانيًا وثالثًا، و.. من يدري؟!

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .