العدد 4765
الأحد 31 أكتوبر 2021
banner
فخرٌ وفخار
الأحد 31 أكتوبر 2021

إنه من دواعي فخري واعتزازي أن يكون من بين أبنائنا وبناتنا الطلبة ما يثلج الصدر، ويرفع الرأس، ويؤكد لنا أننا منذ المهد من تأسيس الجامعة الأهلية قد وضعنا البحث العلمي كأحد أضلاع مثلث الأهداف الثلاثة مع التعليم وخدمة المجتمع، وأن يكون ذلك بمثابة النتيجة والبرهان، الدليل والإشارة والصنوان.


هذا مبعث فخري واعتزازي، أما سر سعادتي وغبطتي، فهو ذلك الذي فاجأتنا به خريجة “الأهلية” الدكتورة أمينة بوعلاي، هذه الطالبة النجيبة المجيدة التي وضعت البحرين ضمن مصاف الدول التي تحتضن العلم والعلماء، ومن بين الرعيل المتقدم لصفوف الإنجاز والإضافة لعلوم وآداب الإنسانية جمعاء.


لقد تم تصنيف الدكتورة أمينة بوعلاي من جامعة ستانفورد أحد أعرق وأهم الجامعات الأميركية ضمن أفضل 2 % من العلماء الباحثين من أصل 190 ألف عالِم حول العالم.


وهذا التصنيف إن دل على شيء، فإنما يدل على أن حجر الأساس الذي نهلت منه الدكتورة أمينة قد كان بمثابة المصدر والمنبع والمدد المستمر الذي يذود ابنتنا الغالية بالروح والعلم والإرادة التي كان لها أكبر الأثر في أن تتقدم الصفوف، وتعتلي المراتب وتفوز في وقت سابق بخمس جوائز بحثية على مستوى العالم في المحاسبة والاستثمار والاقتصاد، إذ لديها 40 بحثًا منشورًا في مجلات عالمية مصنفة بقاعدة البيانات “سكوبس”، كما تم الاستشهاد بدراساتها وبحوثها في أكثر من 700 مجلة عالمية.


ولعل في المكانة العلمية العالمية البارزة التي احتلتها خريجة الجامعة الأهلية الدكتورة أمينة بوعلاي ما يؤكد أن البناء التراكمي للمعلومات لدى طالبي العلم، وأن التكوين التراتبي لذهنية علمائنا وباحثينا ما هو إلا جزء لا يتجزأ من اهتمام مملكة البحرين وجامعاتها المصنفة المعتبرة وعلى رأسها جامعتنا الأهلية بالبحث العلمي، وتدريس مناهجه، وتطوير مدخلاته وأدبياته وثوابته؛ حتى يتمتع العلماء من أبنائنا بمخرجات ونتائج تضعهم في مصاف علماء العالم المتقدم.


إن الدكتورة أمينة بوعلاي وغيرها الكثير من خريجينا ورغم وجودها ضمن اللفيف المعتبر بالأمانة العامة لمجلس التعليم العالي كرئيسة لقسم تطوير البحث العلمي إلا أنها قامت بتوظيف تلك المكانة وجعلت منها مركزًا للانطلاق نحو تحقيق السبق لمملكة البحرين في مجال من الصعب الولوج إليه، وفي موقع بحثي لافت من الضروري الانتباه والتركيز عليه ألا وهو التنمية المستدامة؛ الأمر الذي حدا بها إلى أن تكون رسالتها لنيل شهادة الدكتوراه مرتبطة بهذا الأفق التنموي الدولي الهادف، فحصلت على الدرجة العلمية الرفيعة في الإفصاح المحاسبي عن تقارير التنمية المستدامة.


إن المتتبع لهذه الرسالة وللأفق البحثي الذي تنهل منه الدكتورة بوعلاي يعتمد على تلك التفاصيل الصغيرة التي كانت حكرًا على العلوم الطبيعية لفترة طويلة من الزمن ولدرجة أن ما يسمى بـ “تخصص التخصص” كان مرتبطًا بقوة بعلوم الطب والهندسة حتى أصبح لدينا تخصصات بالعشرات تحت مسمى تخصص “الباطنة”، أو “الصدر”، أو الأورام، أو العظام وغيرها.


كما كان لفضيلة “تخصص التخصص” ذلك المدى المؤثر على العلوم الاجتماعية والمهارات المحاسبية، فدخل العالم من خلال باحثتنا وعالمتنا المعتبرة أمينة بوعلاي وزملائها المجدين إلى هذه الفسيفساء الدقيقة جدًا ليس باستخدام المجهر الإلكتروني إنما عن طريق العين الفاحصة والفكر المستنير، فكان لابنتنا أمينة ذلك المدى الذي انطلقت نحوه، وتلك المكانة التي حصدت أهم فضائلها، وهذا التقدير والتصنيف الدولي الذي وضع البحرين من خلالها وزملائها من الشباب الصاعد الواعد على منصات التتويج، خصوصا أنه تم اختيارها حديثا لتكون محكمًا معتمدًا للدراسات المُمَولة من المركز الوطني للعلوم في بولندا إلى جانب عضويتها كمحكم في أكثر من 20 مجلة دولية مرموقة بالعديد من دور النشر ببريطانيا وأمريكا.


دمتِ ودام تفوقك، وتعددت إنجازاتك، فالبحرين تستحق وأنتِ تستحقين.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية