+A
A-

العملات المشفرة تهدد هيمنة الدولار.. وثيقة تكشف مخاوف واشنطن

قد يهدد الصعود السريع للعملات الرقمية والمشفرة استمرار الدور المهيمن للدولار الأميركي في الأسواق العالمية، وذلك وفقًا لورقة بحثية جديدة صادرة عن مجلس الاحتياطي الفيدرالي.

وقد تقلل العملات المشفرة مثل بيتكوين، بالإضافة إلى العملات الرقمية المدعومة من الحكومات، الاعتماد على الدولار الأميركي، كما كتب الاقتصاديون في الاحتياطي الفيدرالي كارول بيرتاوت وباستيان فون بيشويتز وستيفاني كوركورو، في ورقتهم المسماة "الدور الدولي للدولار الأميركي"، وفق ما نقلته "البوابة العربية للأخبار التقنية".

وأشاروا إلى تحول يطرأ على تفضيلات المستهلكين والمستثمرين، في حين أن المنتجات الجديدة يمكن أن تغير ميزان التكاليف والفوائد المتصورة.

وأضافت الورقة البحثية: "من غير المرجح أن التكنولوجيا وحدها يمكن أن تغير المشهد بما يكفي لتعويض الأسباب طويلة الأمد التي كانت وراء هيمنة الدولار".

تأتي الورقة البحثية بينما من المتوقع أن ينشر بنك الاحتياطي الفيدرالي قريبًا تقريرًا منفصلاً حول ما إذا كان يتعين على الولايات المتحدة إصدار عملة رقمية للبنك المركزي.

لكن مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي الرئيسيين على خلاف. إذ بينما أبان رئيس الفيدرالي جيروم باول عن بعض الانفتاح تجاه عملات البنوك المركزية الرقمية، كان مسؤولو بنك الفيدرالي الآخرون، مثل نائب الرئيس راندال كوارلز، أكثر تشككًا.

قال كوارلز في شهر يوليو إنه بينما وصل الاهتمام العام بالدولار الرقمي إلى ذروته، فإن الدولار الأميركي "رقمي بدرجة عالية" بما يخدم الأمة والاقتصاد بشكل جيد.

وبالإضافة إلى العملات الرقمية، سلطت الورقة البحثية من الاقتصاديين الفيدراليين الضوء على تحديين آخرين على المدى القريب قد يؤثران في الوضع الدولي للدولار الأميركي. قالوا إن الأول هو التكامل المستمر لأوروبا، وهي اقتصاد كبير به مؤسسات قوية وتجارة حرة. وأشار الاقتصاديون على وجه الخصوص إلى قرار الاتحاد الأوروبي إصدار دين مدعوم بشكل مشترك خلال ذروة الوباء.

وأضافوا: "إذا تقدم التكامل المالي وتطورت سوق كبيرة وسيولة لسندات الاتحاد الأوروبي، فقد يصبح اليورو أكثر جاذبية كعملة احتياطية. ويمكن تسريع هذا التكامل من خلال تحسينات للبنية التحتية لسوق الديون السيادية في الاتحاد الأوروبي وإدخال اليورو الرقمي".

وقال الاقتصاديون إن الخطر المحتمل الآخر هو النمو المتسارع للصين. وهي الدولة التي من المتوقع أن يتجاوز ناتجها المحلي الإجمالي نظيره الأميركي بالقيمة الاسمية بحلول عام 2023.

لكنهم متفائلون بأن الدولار الأميركي يظل جذابًا. وأضافوا: "من المرجح أن يظل الدولار العملة العالمية المهيمنة في العالم في المستقبل المنظور. وذلك في غياب أي تغييرات سياسية أو اقتصادية واسعة النطاق تضر بقيمة الدولار الأميركي كمخزن للقيمة أو كوسيلة للتبادل".