+A
A-

الوجيه مبارك كانو من أعمدة النهضة التجارية بالبحرين

يعد‭ ‬من‭ ‬أشهر‭ ‬رجال‭ ‬الأعمال‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬وأصحاب‭ ‬الرؤى‭ ‬الاستثمارية‭ ‬الواعدة،‭ ‬كما‭ ‬لعب‭ ‬دورًا‭ ‬محوريًا‭ ‬في‭ ‬النمو‭ ‬الذي‭ ‬حققته‭ ‬مجموعة‭ ‬يوسف‭ ‬بن‭ ‬أحمد‭ ‬كانو‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬السنوات‭ ‬الماضية‭ ‬وإلى‭ ‬الوقت‭ ‬الحاضر،‭ ‬إنه‭ ‬المرحوم‭ ‬الوجيه‭ ‬رجل‭ ‬الأعمال‭ ‬مبارك‭ ‬بن‭ ‬جاسم‭ ‬كانو،‭ ‬عميد‭ ‬عائلة‭ ‬كانو‭ ‬والرئيس‭ ‬السابق‭ ‬لمجلس‭ ‬إدارة‭ ‬مجموعة‭ ‬يوسف‭ ‬بن‭ ‬أحمد‭ ‬كانو‭.‬

تعتبر‭ ‬مجموعة‭ ‬يوسف‭ ‬بن‭ ‬أحمد‭ ‬كانو‭ ‬واحدة‭ ‬من‭ ‬كبريات‭ ‬الشركات‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬العربية،‭ ‬وتعمل‭ ‬في‭ ‬نشاطات‭ ‬متعددة‭ ‬تتضمن‭ ‬الشحن‭ ‬والسفر‭ ‬والكيماويات‭ ‬والخدمات‭ ‬اللوجيستية،‭ ‬والعقارات‭ ‬والطاقة‭ ‬والتجزئة‭.‬

وكان‭ ‬للوجيه‭ ‬المرحوم‭ ‬إسهامات‭ ‬مهمة‭ ‬في‭ ‬مسيرة‭ ‬النهضة‭ ‬التجارية‭ ‬في‭ ‬المملكة،‭ ‬وله‭ ‬مبادرات‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬العمل‭ ‬الإنساني‭ ‬والخيري،‭ ‬وله‭ ‬إسهامات‭ ‬في‭ ‬الأنشطة‭ ‬والمشاريع‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والاستثمارية‭ ‬والخيرية‭ ‬الهادفة‭ ‬لخدمة‭ ‬المجتمع،‭ ‬كما‭ ‬أنه‭ ‬كان‭ ‬رئيسا‭ ‬لجمعية‭ ‬البحرين‭ ‬الخيرية‭.‬

رحل‭ ‬الوجيه‭ ‬المرحوم‭ ‬مبارك‭ ‬جاسم‭ ‬كانو‭ ‬عن‭ ‬دنيانا‭ ‬بتاريخ‭ ‬12‭ ‬فبراير‭ ‬2018،‭ ‬وهو‭ ‬من‭ ‬مواليد‭ ‬العام‭ ‬1930‭ ‬في‭ ‬البحرين،‭ ‬حيث‭ ‬درس‭ ‬في‭ ‬ربوع‭ ‬مدارسها‭ ‬ليستكمل‭ ‬دراسته‭ ‬الجامعية‭ ‬في‭ ‬الجامعات‭ ‬الأميركية‭.‬

تولى‭ ‬العام‭ ‬1951‭ ‬نشاط‭ ‬السياحة‭ ‬التابع‭ ‬للمجموعة،‭ ‬حيث‭ ‬أسس‭ ‬مع‭ ‬أخيه‭ ‬المرحوم‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬جاسم‭ ‬كانو‭ ‬وكالة‭ ‬سفريات‭ ‬كانو،‭ ‬وفي‭ ‬ذلك‭ ‬الوقت‭ ‬كانت‭ ‬تضم‭ ‬3‭ ‬موظفين‭ ‬فقط،‭ ‬واليوم‭ ‬أصبح‭ ‬لديها‭ ‬4000‭ ‬موظف،‭ ‬وتباشر‭ ‬أعمالها‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬والسعودية‭ ‬والإمارات‭ ‬وعُمان‭ ‬ومصر،‭ ‬ولديها‭ ‬تواجد‭ ‬أيضًا‭ ‬في‭ ‬المملكة‭ ‬المتحدة‭ ‬وفرنسا‭ ‬والهند‭. ‬كما‭ ‬شغل‭ ‬الراحل‭ ‬منصب‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬إدارة‭ ‬شركة‭ ‬أكسا‭ ‬الخليج‭ ‬للتأمين‭.‬

لقد‭ ‬كتبت‭ ‬كريمته‭ ‬منى‭ ‬مبارك‭ ‬كانو،‭ ‬في‭ ‬رثاء‭ ‬والدها‭ (‬طيب‭ ‬الله‭ ‬ثراه‭): ‬“ها‭ ‬هي‭ ‬الأيام‭ ‬تمر‭ ‬بي‭ ‬يا‭ ‬أعز‭ ‬من‭ ‬في‭ ‬حياتي‭ ‬من‭ ‬دونك،‭ ‬ولكن‭ ‬يا‭ ‬حبيبي‭ ‬أنت‭ ‬في‭ ‬قلبي‭ ‬دائمًا،‭ ‬قلبي‭ ‬يا‭ ‬حبيبي‭ ‬يتألم‭ ‬لفقدانك‭ ‬وأنا‭ ‬أكتب‭ ‬هذه‭ ‬الكلمات‭ ‬الحزينة،‭ ‬إنني‭ ‬يا‭ ‬والدي‭ ‬العزيز‭ ‬أمر‭ ‬اليوم‭ ‬بأصعب‭ ‬مراحل‭ ‬حياتي‭ ‬وأنا‭ ‬أستودعك‭ ‬يا‭ ‬حبيبي‭ ‬يا‭ ‬عزيزي‭ ‬يا‭ ‬والدي،‭ ‬لقد‭ ‬كنت‭ ‬بالنسبة‭ ‬لي‭ ‬ولابنتي‭ ‬الأب‭ ‬الحنون‭ ‬ذا‭ ‬القلب‭ ‬الكبير،‭ ‬ولقد‭ ‬كنت‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬بالنسبة‭ ‬لي‭ ‬في‭ ‬الوجود،‭ ‬وليت‭ ‬دموعي‭ ‬تردك‭ ‬لي،‭ ‬فقد‭ ‬كنت‭ ‬النور‭ ‬الذي‭ ‬يضيء‭ ‬طريقي،‭ ‬وكنت‭ ‬يا‭ ‬حبيبي‭ ‬تمدني‭ ‬بالأمل‭ ‬والطموح،‭ ‬فأنا‭ ‬لن‭ ‬أنساك‭ ‬يا‭ ‬نور‭ ‬عيني،‭ ‬فقد‭ ‬فقدتك‭ ‬وقلبي‭ ‬مليء‭ ‬بالأسى،‭ ‬وأنا‭ ‬التي‭ ‬تعودت‭ ‬على‭ ‬رؤياك‭ ‬كل‭ ‬يوم،‭ ‬فلا‭ ‬أستطيع‭ ‬تصور‭ ‬حياتي‭ ‬من‭ ‬دونك‭ ‬الآن”‭.‬

وأضافت‭ ‬“كنت‭ ‬أتمنى‭ ‬أن‭ ‬تتعافى‭ ‬وترجع‭ ‬إلى‭ ‬أرض‭ ‬بلادك‭ ‬معي‭ ‬وأنت‭ ‬مسترد‭ ‬صحتك،‭ ‬ولكن‭ ‬شاء‭ ‬القدر‭ ‬أن‭ ‬يختارك‭ ‬بجوار‭ ‬ربك،‭ ‬فلا‭ ‬أستطيع‭ ‬سوى‭ ‬الترحم‭ ‬عليك،‭ ‬طالبة‭ ‬من‭ ‬المولى‭ ‬عز‭ ‬وجل‭ ‬أن‭ ‬يغفر‭ ‬لك‭ ‬ويسكنك‭ ‬فسيح‭ ‬جناته‭. ‬فأنت‭ ‬اليوم‭ ‬بجوار‭ ‬ربك‭ ‬بعيدًا‭ ‬عن‭ ‬المرض‭ ‬والألم،‭ ‬يا‭ ‬والدي‭ ‬الحبيب‭ ‬لقد‭ ‬رحلت‭ ‬عني‭ ‬فجأة‭ ‬أمام‭ ‬عيوني،‭ ‬فلم‭ ‬أشبع‭ ‬منك،‭ ‬كنت‭ ‬بالنسبة‭ ‬لي‭ ‬الرجل‭ ‬الصارم‭ ‬الذي‭ ‬أقتبس‭ ‬منه‭ ‬قوتي‭ ‬كما‭ ‬كنت‭ ‬بالنسبة‭ ‬لي‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬في‭ ‬حياتي،‭ ‬سوف‭ ‬أفتقدك‭ ‬يا‭ ‬والدي‭ ‬الغالي،‭ ‬فليس‭ ‬في‭ ‬الوجود‭ ‬مثيل‭ ‬لك‭ ‬أبدًا‭ ‬في‭ ‬حياتي،‭ ‬فلا‭ ‬أستطيع‭ ‬أن‭ ‬أقول‭ ‬سوى‭ ‬شكرًا‭ ‬شكرًا‭ ‬شكرًا‭ ‬شكرًا‭ ‬لكونك‭ ‬والدي،‭ ‬شكرًا‭ ‬لكونك‭ ‬والدا‭ ‬لابنتي،‭ ‬شكرًا‭ ‬لكل‭ ‬مواقفك‭ ‬النبيلة‭ ‬معي‭ ‬يا‭ ‬حبيبي،‭ ‬شكرًا‭ ‬لكل‭ ‬ما‭ ‬فعلته‭ ‬لي‭ ‬منذ‭ ‬صغري‭ ‬إلى‭ ‬الآن،‭ ‬وأنا‭ ‬أشكر‭ ‬الله‭ ‬بأن‭ ‬جعلك‭ ‬أبي،‭ ‬فأنت‭ ‬يا‭ ‬حبيبي‭ ‬لا‭ ‬مثيل‭ ‬لك،‭ ‬وسوف‭ ‬أفتقدك‭ ‬يا‭ ‬حبيبي‭ ‬ولا‭ ‬أستطيع‭ ‬القول‭ ‬سوى‭ ‬إنا‭ ‬لله‭ ‬وإنا‭ ‬إليه‭ ‬راجعون،‭ ‬الله‭ ‬يرحمك‭ ‬يا‭ ‬حبيبي،‭ ‬فقد‭ ‬كنت‭ ‬لي‭ ‬الأب‭ ‬بكل‭ ‬ما‭ ‬تحمله‭ ‬الكلمة‭ ‬من‭ ‬معنى”‭.‬