+A
A-

بعد تحقيق الهدف العالمي.. عين المغرب على "المناعة الجماعية"

كشف المكتب الإقليمي التابع لمنظمة الصحة العالمية بإفريقيا، قبل أيان، أن المغرب أصبح من بين بلدان القارة التي حققت الهدف العالمي للتلقيح، في وقت قال خبراء إن الرباط على اعتاب الوصول إلى المناعة الجماعية.

وكانت المنظمة الصحة العالمية قد حددت في وقت سابق الهدف العالمي للتلقيح بـ 10 بالمئة من الفئات الأكثر تعرضا للإصابة بـ"كوفيد-19" قبل نهاية سبتمبر.

سياسة استباقية

وفي هذا السياق، عزى البروفيسور خالد فتحي الأستاذ بكلية الطب في جامعة محمد الخامس، نجاح المغرب في تحقيق أرقام مشرفة في مجال التلقيح ضد فيروس كورونا إلى "السياسة الاستباقية للملك محمد السادس، الذي أدار دفة الحرب ضد الوباء بحنكة".

وتابع في تصريح لموقع "سكاي نيوز عربية": "لابد أن نشير أيضا إلى أن البرنامج الوطني للتمنيع هو نقطة قوة المنظومة الصحية المغربية باعتراف المنظمات الدولية، فنسبة تغطية تلقيح الأطفال ضد الأمراض تعادل 95 يالمئة".

ويضيف البروفيسور:" ما حققه المغرب في التلقيح ضد كورونا ليس مفاجأة، إذ تحتل المملكة المرتبة الأولى على صعيد القارة الإفريقية في التلقيح ضد الوباء".

عقود مبكرة

وكان المغرب من بين الدول الأولى التي سارعت إلى إبرام عقود مع الدول المصنعة للقاح كورونا.

وفي منتصف أغسطس 2020، أعلن وزير الصحة المغربي خالد آيت الطالب أن المملكة ستشارك في التجارب السريرية المتعلقة بفيروس كورونا بهدف الحصول على الكميات الكافية من اللقاح في الوقت المناسب.

ومن المعلوم أن التجارب السريرية مسألة جارية في علوم الفيروسات قبل التوصل إلى اللقاحات. وأن من ضمن مطالب الشركات التي تطورها هي مشاركة الدول الراغبة في الحصول عليها بتلك التجارب.

وقال البروفيسور خالد فتحي أن "المغرب أبرم عقودا مع المختبرات حين كان اللقاح لازال في المرحلة الجنينية، وركز على اللقاحات التي يستطيع تدبيرها كلقاح سينوفارم واسترزينكا وبعدها لقاح فايزر."

وأضاف في حديث لموقع "سكاي نيوز عربية": "المغرب على أعتاب 50 بالمئة من المناعة الجماعية. كما أن بلادنا ستشرع في تصنيع اللقاح خلال 3 أشهر، وسنزود معظم الدول الإفريقية."

صناعة لقاح كورونا

من المرتقب أن يشرع المغرب في إنتاج لقاح سينوفارم الصيني المضاد لـ"كوفيد 19"، داخل مختبرات "سوطيما" في ديسمبر  المقبل، حسب ما ذكرته جريدة "الأحداث المغربية" التي أوضحت أن كل شيء جاهز لانطلاق هذه العملية.

ومن أجل تنفيذ هذه الخطوة، سيحل وفد من الخبراء الصينيين المكلفين بتفقد التجهيزات والمعدات الخاصة بإنتاج اللقاح المضاد لفيروس كورونا "سينوفارم" بالمغرب في النصف الثاني من نوفمبر، والتحضير أيضا لعملية استقبال المواد الأولية التي تستعمل في تركيبة اللقاح.

وشارك العاهل المغربي، الملك محمد السادس،  في بداية يوليو الماضي،  في توقيع ثلاث اتفاقيات مع الصين لإنتاج 5 ملايين جرعة من لقاح "كوفيد-19" شهريا باستثمارات حجمها 500 مليون دولار "لتعزيز الاكتفاء الذاتي والسيادة الصحية للمملكة". واستثمرت الرباط في المشروع ما يوازي نصف مليار دولار.

ويهدف المشروع إلى إنتاج اللقاح المضاد لفيروس كورونا المستجد ولقاحات أخرى رئيسية بالمملكة لتعزيز اكتفائها الذاتي، بما يجعل من المغرب منصة رائدة للبيوتكنولوجيا على الصعيد القاري والعالمي في مجال صناعة "التعبئة والتغليف".

ويروم المشروع، الذي يعد ثمرة شراكة بين القطاعين العام والخاص، إطلاق قدرة أولية على المدى القريب لإنتاج 5 ملايين جرعة من اللقاح المضاد لكورونا شهريا، قبل مضاعفة هذه القدرة تدريجيا على المدى المتوسط.

العودة إلى الحياة الطبيعية

يتوقع البروفيسور خالد فتحي أن تعود الأمور إلى طبيعتها بعد أشهر قليلة.

وقال في معرض حديثه: "لقد مررنا الآن إلى السرعة القصوى فينا المجال الحوامل والمرضعات وبعد ذلك للأطفال، نتوقع العودة للحياة الطبيعية خلال شهرين خصوصا وأننا بصدد الخروج من الموجة الحالية، وتوسيع دائرة التلقيح."

واسترسل الخبير: "المغرب يناقش الآن الجرعة الثالثة للصفوف الامامية، واعتقد أننا في النهاية سنلقح الأطفال منذ سن الثالثة كما فعلت دولة الإمارات الشقيقة الآن."

وتجدر الإشارة إلى أن وزارة الصحة المغربية سجلت إلى غاية اليوم الأحد، أن عدد الأشخاص الذين تلقوا الجرعة الأولى من اللقاح المضاد لكورونا، بلغ 19 مليونا و136 ألف و490 شخصا، فيما بلغ عدد الملقحين بالجرعة الثانية 15 مليون و552 ألف و325 شخصا.