العدد 4683
الثلاثاء 10 أغسطس 2021
banner
الأمن السيبراني (سايبر سكيورتي)
الثلاثاء 10 أغسطس 2021

مملكة البحرين تعتبر مركزا اقتصاديا مرموقا، ولذا نجد فيها الشركات العالمية من كل حدب وصوب. وهذه الشركات والأموال الأجنبية، لا تأتي إلا لمكان آمن ومشجع للعمل والاستثمار. والأمن متوافر في البحرين بكل مستوياته وهذا يشمل الأمن السيبراني. ولقد ظهرت مشاكل الأمن السيبراني مع الطفرة التقنية التي أتت بما لها وما عليها من إيجابيات عديدة وبعض السلبيات المتمثلة في الجرائم السيبرانية الالكترونية. إن القوانين في البحرين الخاصة بمكافحة الجرائم الالكترونية حديثة ومتطورة وتتماشى مع أعلى الضوابط الدولية التي يطالب بها العالم والمنظمات الدولية، خصوصا وأن هذه الجرائم تنتقل بسرعة من مكان لآخر، و”تدخل الماء وتتسرب من المكان المهيأ”. كما ذكرنا، القوانين في البحرين متطورة وفاعلة وفق أعلى المقاييس المطلوبة، ولكن القوانين وحدها لا تكفي للمكافحة خصوصا الجرائم الالكترونية. ومن هنا تأتي أهمية الاهتمام بالأمن السيبراني للحد من الآثار السالبة لهذه الجرائم الخطيرة. ومما يجعل المهمة شاقة، أن الجميع الآن ودون فرز يتعامل مع الأجهزة الالكترونية في العمل وغير العمل، بل أصبح لا فكاك من الأعمال التقنية عبر الانترنت أو الموبايل أو خلافه على مدار الساعة والدقيقة.

إن مسؤولية الأمن السيبراني، في نظرنا ونظر المختصين الفنيين، تعتبر مسؤولية شخصية يجب أن يتحملها كل شخص بنفسه. ولذا، يجب على كل منا أن يعمل بنفسه لتوفير الأمن السيبراني لشخصه ولجميع أعماله. بمعنى آخر، على كل شخص أن يتقمص شخصية “رجل الأمن” في مراقبة أعماله وأمور حياته وأن يكون السد المنيع لحماية نفسه تقنيا من المجرم السيبراني المتدثر بطاقية الإخفاء والذي يظل يتلصص ويتجسس حتى يجد الفرصة للاختراق لإتمام جريمته النكراء. إن الجرائم الإلكترونية السيبرانية تسبب أضرارا مالية لا حصر لها للدول والشركات وحتى للأفراد، وهي في تطور متسارع ودون رحمة وهذا يشكل هاجسا لكل المجتمعات ولكل شخص، مما يتطلب الوقوف وقفة حازمة قوية في وجهها. وأيضا الجرائم السيبرانية تعيق تقدم الدول وتعيق تنفيذ العديد من المشاريع الهامة للمجتمع وذلك بسبب تعديل المعلومات أو إجهاض وصولها في الوقت المناسب. والمطلوب من الحكومات القيام بدورها، وتشجيع القطاع الخاص، من أجل بذل الأموال والدراسات والبحوث وتوظيف الكفاءات الفنية المقتدرة لوضع البرامج المتطورة لتوفير الأمن السيبراني. نقول هذا، لأن المجرم السيبراني يعتبر من أذكى المجرمين ولديه إمكانات تقنية عالية لا يعرفها إلا من لديه نفس الذكاء والحرفية والتميز التقني. والمقارعة تتطلب الكفاءة في القدرات والإمكانات المتماثلة، إضافة للنية لصادقة للقضاء على الجريمة ومن يقف خلفها.

يجب علينا التنبيه، بأهمية الدور الفردي والجماعي لمكافحة هذه الجرائم وتوفير الأمن السيبراني لننعم بحياة تقنية آمنة وهانئة نقطف من ثمراتها كل ما هو مفيد لنا ولحياتنا ولمستقبلنا، وهذا في الإمكان إذا تماسكنا ووقفنا صفا واحدا لتحقيق الأمن السيبراني لنا ولغيرنا والقضاء التام عليه في كل مكان وزمان.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .