روسيا: الصفقة مع إيران في المتناول وكندا تتهمها بالاستخفاف
واشنطن: العودة لـ “النووي” تصعب إذا طالت المفاوضات
شدد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن على أن إيران تدعم الإرهاب وتُخِلُّ باستقرار المنطقة. وقال في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الفرنسي من باريس، أمس الجمعة، إن خلافات جوهرية لا تزال قائمة مع إيران حول الاتفاق النووي المبرم العام 2015. كما أكد أن بلاده لن تتوصل لصفقة تعيد إحياء الاتفاق المتهاوي، منذ انسحاب الإدارة الأميركية، إلا إذا أوفت السلطات الإيرانية بالتزاماتها النووية.
واعتبر أن العودة إلى هذا الاتفاق ستكون صعبة للغاية إذا طالت المحادثات أكثر من اللازم، في إشارة إلى المفاوضات التي انطلقت منذ أبريل الماضي في العاصمة النمساوية فيينا، إلا أنه رأى أيضا أن “إيران بقنبلة نووية أو بإمكانية إنتاجها ستكون أخطر مما هي عليه الآن”، وفق تعبيره.
من جهتها حضّت باريس أمس طهران على اتخاذ “القرارات الأخيرة” للتوصل إلى تسوية تتيح إنقاذ الاتفاق حول النووي الإيراني.
وصرّح وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان في مؤتمر صحافي مع نظيره الأميركي أنتوني بلينكن، “ننتظر من السلطات الإيرانية أن تتخذ القرارات الأخيرة، وهي على الأرجح صعبة، التي ستسمح باختتام المفاوضات الجارية في فيينا لإحياء الاتفاق حول الملف النووي الإيراني”.
على صعيد متصل أعلنت موسكو، أمس، أن الصفقة النووية مع إيران باتت في المتناول، وذلك بعدما ألمح المندوب الروسي إلى موعد استئناف جولة جديدة من مفاوضات فيينا. وقال نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف، إن التوصل لاتفاق نووي أضحى قريبا، وفق ما نقلته وكالة تاس للأنباء.
جاء ذلك بعدما قال المندوب الروسي ميخائيل أوليانوف في تغريدة على حسابه في “تويتر” بوقت سابق أمس، ردا على سؤال أحد المغردين عن موعد استئناف المحادثات: “حدسي ينبئني بأن المفاوضات النووية قد تستأنف الأسبوع المقبل”.
كما أضاف أن موعد الانطلاق قد لا يتجاوز بأي حال يوم الرابع من يوليو المقبل، وربما قبل هذا التاريخ أيضا. إلا أنه أوضح أن الأمر غير مؤكد على الرغم من أنه محتمل جدا، داعيا إلى انتظار التطورات.
كندا تتهم إيران بـ “الاستخفاف بأرواح الناس”
من جهة أخرى، توصل خبراء كنديون في تقرير نشر الخميس إلى أن النيران الصاروخية التي أسقطت طائرة أوكرانية من طراز بوينغ العام الماضي جاءت نتيجة مزيج من التهور وعدم الكفاءة والاستخفاف بأرواح الناس من جانب طهران، رغم عدم العثور على أدلة تثبت أن الضربة كانت متعمدة.
وتحطمت طائرة الخطوط الجوية الدولية الأوكرانية أثناء قيامها بالرحلة بي إس 752 من طهران إلى كييف، في الثامن من يناير 2020 بعيد إقلاعها وعلى متنها 176 شخصا، من بينهم 55 كنديا و30 آخرون يحملون تصاريح إقامة دائمة. بعد ثلاثة أيام أقرت القوات المسلحة الإيرانية بإسقاط الطائرة “عن طريق الخطأ”.
واعترف التقرير بأن المحققين الجنائيين الذين فحصوا كل الأدلة المتاحة لهم “لم يعثروا على أي دليل بأن إسقاط الطائرة كان متعمدا”.
وقال وزير الخارجية مارك غارنو في مؤتمر صحافي “بهذا، فإن إيران لن تفلت من المسؤولية بأي شكل من الأشكال”.
وأضاف “إنها مسؤولة بالكامل عما حصل بسبب مزيج من عدم الكفاءة وانعدام المساءلة، فشل تام لنظامهم للقيادة والتحكم، فشل تام في تقييم المخاطر بشكل صحيح، فشل تام في إغلاق المجال الجوي بل حتى عدم تكبد عناء الإبلاغ عن إقلاع الطائرة وبأنها في بيئة خطر لإن بطاريات صواريخ كانت منصوبة على مقربة من المطار”.