العدد 4599
الثلاثاء 18 مايو 2021
banner
نقطة ارتكاز د. غسان محمد عسيلان
د. غسان محمد عسيلان
القدس عربية وستبقى عربية
الثلاثاء 18 مايو 2021

للمسجد الأقصى المبارك مكانة عالية ومنزلة رفيعة في نفوس المسلمين جميعًا؛ لأنه أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، وهو وما حوله أرض مباركة، قال تعالى: “سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ”.

والمسجد الأقصى المبارك هو ثالث المساجد التي تُشد الرحال إليها في الإسلام، قال صلى الله عليه وسلم: “لَا تُشَدُّ الرِّحَالُ إِلَّا إِلَى ثَلاثَةِ مَسَاجِدَ: المَسْجِدِ الحَرَامِ، وَمَسْجِدِي هذا، وَمَسْجِدِ الأَقْصَى”، وهو ثاني مسجد وُضع للناس في الأرض، ففي الحديث عن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه قال: “قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! أَيُّ مَسْجِدٍ وُضِعَ فِي الأَرْضِ أَوَّلَ؟ قَالَ: “المَسْجِدُ الحَرَامُ”، قَالَ: قُلْتُ: ثُمَّ أَيٌّ؟ قَالَ: “المَسْجِدُ الأَقْصَى”، قُلْتُ: كَمْ كَانَ بَيْنَهُمَا؟ قَالَ: “أَرْبَعُونَ سَنَةً”.

ويئن المسجد الأقصى حاليًّا تحت الاحتلال الإسرائيلي، وبين الفينة والأخرى يقوم المستوطنون المحتلون باستفزاز الفلسطينيين في القدس الشريف، ويمنعونهم من دخول المسجد الأقصى المبارك لأداء الصلاة، وإسرائيل تعلم جيدًا مكانة المسجد الأقصى عند المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، كما تعلم جيدًا أن حماية المقدّسات الإسلامية وعلى رأسها - بعد الحرمين الشريفين - المسجد الأقصى من أوجب الواجبات في الإسلام، ومع ذلك وبدلًا من أن تمنعهم فإن الحكومة الإسرائيلية تُشجع المستوطنين على القيام بأعمال استفزازية ضد المسجد الأقصى مثل اقتحامه بالأحذية، ومنع الفلسطينيين من الدخول إليه للصلاة فيه.

وقد حرَّم الله الاعتداء على حرمة المساجد، قال تعالى “ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يُذكر فيها اسمه وسعى في خرابها”، وهذه الآية الكريمة في عموم المساجد، فكيف بالمسجد الأقصى المبارك مُهاجر النبيين، ومسرى خاتم المرسلين، وأولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين؟!

ولن يتخاذل الفلسطينيون في الدفاع عن الأقصى مهما كلفهم ذلك من شهداء، ولن يتقاعس إخوانهم العرب والمسلمون - خصوصا في دول مجلس التعاون الخليجي - عن نُصرتهم ورفع الظلم عنهم؛ لأنهم مستضعفون مظلومون ونُصرتهم واجبة، ومهما حاولت إسرائيل تهويد القدس وطمس معالمها فستبقى عربية، وبإذن الله تعالى ستحرر قريبًا.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .