في اجتماع مجلس الوزراء الأخير برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء تم إطلاق 6 مشاريع وطنية للتطوير الزراعي بهدف تحقيق الأمن الغذائي وتأمين الغذاء واستدامته ورفع نسبة الاكتفاء الذاتي ودعم المزارع البحريني، والزراعة في مملكة البحرين من القطاعات التاريخية والاقتصادية.

وتعد زراعة النخيل والعديد من الخضروات والفواكه مرتكزًا اقتصاديًا مهمًا قبل اكتشاف النفط، وكانت تغطي حاجة السوق البحرينية وما يفيض منها يحول للتصدير، وبسبب زيادة الملوحة في المياه الجوفية حدث انخفاض تدريجي في الإنتاج الزراعي، ما أدى إلى قيام البحرين باستيراد ما تحتاجه من الغذاء الزراعي من الخارج، كما تم استبدال إنتاج النخيل بأنشطة زراعية أخرى كالحدائق النباتية وحضانة الأشجار والأزهار وإنتاج الدواجن ومزارع الألبان. والمشروعات الزراعية الستة من المبادرات الوطنية التي ستسهم في تأمين الغذاء الزراعي، وتعكس اهتمام الدولة بالقطاع الزراعي وتنميته من أجل تحقيق الأمن الغذائي المُستدام للبلاد كأحد روافد التنمية المُستدامة المُستمدة من رؤية البحرين الاقتصادية 2030م، وتم إطلاق “جائزة الملك حمد” في مجال الدراسات والبحوث الزراعية في 2015م للبحرينيين والمقيمين وللأقطار العربية والأجنبية، وتهدف إلى خلق بيئة تنافسية إيجابية بين أصحاب المشاريع الزراعية والمزارعين والباحثين في المجال الزراعي للارتقاء بهذا القطاع نحو الأفضل.

وتأتي هذه المشروعات الزراعية من أجل تحقيق الأمن الغذائي الذي يَعد موضوعًا حيويًا واستراتيجيًا للبحرين وشعبها، وبموجب ذلك سيتم إنشاء مشروع زراعي ومشروع استزراع سمكي في كل محافظة لدعم الإنتاج المحلي الزراعي وزيادته والتقليل من استيراده، وجاء في حديث وزير الأشغال وشؤون البلديات والتخطيط العمراني في مجلس “البلاد” الرمضاني “أن الإنتاج الزراعي المحلي لا يغطي سوى 10 % من الاستهلاك” ــ أي أن البحرين تستورد 90 % ــ وهناك فجوة كبيرة بين ما يُنتج وما يُستورد، مضيفًا أن “الإنتاج السمكي المحلي يغطي نحو 50 % من احتياجات السوق”، أي لابد من زيادة الإنتاج السمكي لتغطية كامل احتياجات السوق.

إن هذه المشاريع ستقوم بإعداد الكوادر البحرينية الشابة وتشجيعها في العمل في القطاع الزراعي بتنوعاته، وتشجيع القطاع الخاص، وتوفير الدعم والأراضي للمزارعين.. إنها رؤية صائبة لمشاريع تؤمن لنا الغذاء حتى نعتمد على أنفسنا الآن ونكتفي ذاتيًا مستقبلًا.