+A
A-

برد الأزيرق ينتهي بعد أسبوع.. والناصر يشرح سبب التسمية

• 2 فبراير في أوروبا الأكثر برودة ويسمى عيد الشموع


قال أ.د. وهيب عيسى الناصر أستاذ الفيزياء التطبيقية بجامعة البحرين إنه عند متخصصي الأرصاد الجوية يكون دخول الشتاء في 1 ديسمبر وينتهي في 28 فبراير من كل عام، وتكون ذروة البرد وشدته ما بين الأسبوع الأخير من يناير والأسبوع الأول من فبراير.  
وفي أوروبا يعتبر 2 فبراير هو الأكثر برودة، ويسمى الكاندلماس أو عيد الشموع، حيث يحتفل المسيحيون بجلب الشموع للكنيسة  -رمزا لتقديس المسيح عيسى عليه السلام الذي أشار لنفسه بأنه " نور العالم"- حسب المراجع.
أما عند أهل الفلك، فإن الشتاء يبدأ في 21 ديسمبر وينتهي 21 مارس، بينما يرى فلكيون آخرون أن 21 ديسمبر هو ذروة الشتاء، وعليه فإن ذروة البرد تكون في هذا اليوم (21 ديسمبر) وتنتهي في الأسبوع الأول من فبراير.
أما حسب موروثنا الخليجي فإن دخول الشتاء يتم حسابه عن طريق موعد اقتران القمر بنجوم الثريا؛ فإذا كان عمر القمر 11 يوما و اقترن بنجوم الثريا توقعوا بداية البرد حيث قالوا "قران حادي برد بادي"، وكان ذلك في 26 ديسمبر 2020، وعندما يكون عمر القمر 9 أيام ويقترن بالثريا فيكون عندهم ذروة البرد حيث قالوا: "قران تاسع برد لاسع"، ويكون ذلك في هذا العام 2021 في مساء (23 يناير 2021 عند الساعة 8 مساء.
ونجوم الثريا هي  Pleiades   أو(M45 ، وفي هذا الاقتران إعلان عن دخول شدة البرد القارس والإحساس بلسعته.  في مساء  23 يناير 2020 م الموافق 10 جمادي الأول 1442هـ  يكون عمر القمر حوالي 9.9 يوماً، ومضاء بنسبة 75 % من سطحه، وقدره – 12.40 ،  والبعد الزاوي بين الثريا والقمر يساوي حوالي 6 ° ، والمشاهدة تكون في الساعة 8:00 مساءً، وإحداثيات الثريا هي اتجاه 263 °، وارتفاع 79 °، وكلا الجرمين في برج الثور.


وأضاف، كما يعتمد أجدادنا سابقا – ولا زالوا – في تصنيف الطقس بحسب طلوع الطوالع، وهم 28 طالعا، تشاهد في الأفق الشرقي قبل شروق الشمس بساعة تقريبا، وعندهم ذروة البرد يكون محصورا في طالع النعايم (15 يناير إلى 27 يناير) وطالع  البلدة ( 28 يناير إلى 9 فبراير) فقالوا في الأول:  "إذا طلعت النعايم ابيضت البهائم من الصقيع الدايم، وطال الليل للقائم، وقصر النهار للصائم، وكبرت العمائم" دليل وجود صقيع أي انخفاض الحرارة إلى أقل من الصفر.
وقالوا في الثاني :  " إذا طلعت البلدة أتت الشيخ الرعدة، وقيل للبرد أهده، وأكلت القشدة، وحممت الجعدة"،  والقشدة هي الزبدة التي تطفو فوق الحليب (يراد بها كثرة الزبد)، والجعدة نبات بري، أما حممت فتعني اخضرت.
ولكن يفهم من المثلين أن النعايم أبرد من البلدة!
وللعلم، يسمي أهل الخليج برد اقتران التاسع ببرد الأزيرق لأنه يجعل الأجسام تبدو زرقاء بسبب تقلص الشعيرات الدموية في الأطراف لكي لا تفقد حرارة الجسم أو برد الطويلين لتأثير هذا البرد على الإنسان و البعير والمواشي واعتبارها الأكثر  طولا في البرودة  في البادية.


وأشار، وعلميا، فإن الطقس يختلف عن المناخ؛ فالطقس هو نوع الجو (حرارة، برودة، رطوبة) في وقت و يوم ما، أما المناح فهو نوع الجو السائد عبر أرصاد مدة طويلة من الزمن ( سنوات).
والطقس يعتمد على عوامل معينة، ومن بينها الإنتروبيا - أي اللا نظام في الجو- بمعنى أنه بسبب التغير المناخي فإن عبور التيارات الباردة و السموم الحارة أو الهبات الرطبة أو رياح الكوس أو الشمال أو الأغبرة لا تأتي في ميعادها أو قد لا تأتي في هذا العام؛ فارتفاع مناخ الأرض يمكن تشبيهه بشخص دخل غرفة وبعثر كل ما فيها، وحسب مفهوم الفيزياء و قوانين الثرموديناميكا فإن الأنتروبيا تزداد حينها ، ومعنى ذلك لا يمكن أن يعود الوضع في الغرفة -عند إعادة ترتيبها- تماما كما كانت سابقا،  أي فيزيائيا من المستحيل أن يظل شيئا على مثل حالته  فلا بد أن يتغير حسب ما نفهمه من قول الحق تعالى ﴿وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ﴾ آل عمران: 140، أو حسب المثل " دوام الحال من المستحال"!

تجدر الملاحظة أن عام 2020م – حسب تقرير ناسا في الأرصاد الجوية الذي يتضمن قياسات 26000 محطة أرصاد جوية وآلاف تسجيلات المحطات والعوامات لسطح البحر- هو الأكثر حرارة مقارنة بالأعوام السابقة على كوكب الأرض منذ بدء تسجيل درجات الحرارة قبل 141 سنة!
وربما يكون مساويا أو يفوق بأجزاء صغيرة من الدرجة عن الرقم القياسي عام 2016 بينما ترى الإدارة الوطنية الأمريكية للمحيطات والغلاف الجوي NOAA أن عام 2020 هو ثاني عام أكثر حرارة بعد عام 2016.
علما بأن درجة حرارة كوكبنا زادت حوالي 1.1 درجة مئوية عن حرارتها في ثمانينات القرن التاسع عشر، وهي تعادل الحرارة المنطلقة من تفجير ملايين القنابل النووية!
وقدرها بعض العلماء على أنها تعادل الحرارة المنطقة من تفجير1.5 قنبلة نووية في كل ثانية من مماثلة للتي ألقيت على هيروشيما!